مَاذَا طَحَا بِكَ يَا صَنَّاجَةَ الأدَبِ | |
|
| هَلاَّ شَدَوْتَ بِأَمْدَاحِ ابْنَةِ العَرَبِ |
|
أطَارَ نَوْمَكَ أَحْدَاثٌ وَجَمْتَ لَهَا | |
|
| فَبِتَّ تَنْفُخُ بَيْنَ الهَمِّ والْوَصَبِ |
|
وَالْيَعْرُبِيَّةُ أَنْدى مَا بَعَثْتَ بِهِ | |
|
| شَجْواً مِنَ الْحُزنِ أَوْ شَدْواً منَ الطَّرَب |
|
رُوحٌ مِنَ اللّهِ أَحْيَتْ كُلَّ نَازِعَةٍ | |
|
| مِنَ البَيَانِ وَآتَتْ كُلَّ مُطَّلَبِ |
|
أَزْهَى مِنَ الأَمَلِ البَسَّامِ مَوْقِعُهَا | |
|
| وَجَرْسُ أَلْفَاظِهَا أَحْلَى مِنَ الضَّرَبِ |
|
وَسْنَى بِأخْبِيَةِ الصَّحْرَاءِ يُوقِظهَا | |
|
| وَحْيٌ مِنَ الشَّمْسِ أَوْ همْسٌ مِنَ الشهبِ |
|
تُحْدَى بِهَا اليَعْمَلاَتُ الكُومُ إِنْ لَغِبَتْ | |
|
| فَلاَ تُحِسُّ بِإِنْضَاءٍ وَلاَ لَغَبِ |
|
تَهْتَزُّ فَوْقَ بِحَارِ الآلِ رَاقِصَةً | |
|
| وَالنَّصْبُ لِلنيبِ يَجْلُو كُرْبَةَ النَّصَبِ |
|
لَمْ تَعْرِف السَّوْطَ إِلاَّ صَوْتَ مُرْتَجِزٍ | |
|
| كَأنَّ في فيهِ مِزْماراً مِنَ القَصَبِ |
|
تُصْغِي إِلَى صَوْتِهِ الأَطْيَارُ صَامِتَةً | |
|
| إِذَا تَردَّدَ بَيْنَ القُورِ وَالهِضَبِ |
|
كَأنَّهُ وَظَلاَمُ اللَّيْل يَكْنٌفُهُ | |
|
| غُثَاءَةٌ قُذِفَتْ في مَائِجٍ لَجِبِ |
|
قَدْ خَالَطَ الوَحْشَ حَتَّى مَا يُرَوّعُهَا | |
|
| إِذَا تَعَرَّضَ لَمْ تَنْفِرْ وَلَمْ تَثِبِ |
|
يَرْنُو بِعَيْنٍ عَلَى الظَّلْمَاءِ صَادِقَةٍ | |
|
| كَأَعْيُنِ النَّسْرِ أَنّى صُوّبَتْ تُصِبِ |
|
هُوَ الْحَيَاةُ بِقَفْرٍ لا حَياةَ بِهش | |
|
| كالمَاءِ في الصّخْرِ أَوْ كالمَاءِ في الْحَطَبِ |
|
يَبِيتُ مِنْ نَفْسِهِ في مَنْزِلٍ خَضِلٍ | |
|
| وَمِنْ شَبَا بِيضِهِ في مَعْقلٍ أَشِبِ |
|
يَهْتَزُّ للجُودِ والمَشْتَاةُ بَاخِلَةٌ | |
|
| وَالقُرُّ يَعْقِدُ رَأْسَ الكلْبِ بالذّنَبِ |
|
تهْفُو إِلَيْهِ بَنَاتُ الْحَيّ مُعْجَبَةً | |
|
| وَالْحُبُّ يَنْبُتُ بَيْنَ العُجْبِ وَالعَجَبِ |
|
إِذَا تَنَقَّبْنَ إِذْ يَلْقَيْنهُ خَفَراً | |
|
| فَشَوقُهُنَّ إِليْهِ غَيْرُ مُنْتقِبِ |
|
تَرَاهُ كُلُّ فَتَاةٍ حِينَ تَفْقِدُهُ | |
|
| في البَدْرِ والسَّيْفِ والضِّرغَامِ وَالسُّحُبِ |
|
زَيْنُ الفِنَاءِ إِذَا مَا حَلَّ حَبْوَتَهُ | |
|
| لِلْقَوْلِ لَبَّاهُ مِنْهُ كُلُّ مُنْتَخَبِ |
|
أَوْ هَزَّ شَيْطَانُهُ أَوتَارَ مَنْطِقِهِ | |
|
| فَاخْشَ الأَتِيَّ وَحَاذِرْ صَوْلَةَ العُبُبِ |
|
مَامَسَّ بِالكَفِّ أَوْرَاقاً وَلاَ قَلَماً | |
|
| وَرَأْيُهُ زِنَةُ الأَوْرَاقِ وَالكُتُبِ |
|
يَطِيرُ لِلحَرْبِ خِفّاً غَيْرَ مُدَّرِعٍ | |
|
| في شِدَّةِ البَأْسِ مَا يُغْنِي عَنِ اليَلَب |
|
إذَا دَعَاهُ صَرِيخٌ كَانَ دَعْوَتَهُ | |
|
| وَإنْ دَعَتْهُ دَوَاعِي الذُّعْرِ لَمْ يُجِبِ |
|
لاَ تَرْهَبُ الْجَارَةُ الْحَسْنَاءُ نَظْرتَهُ | |
|
| كَأَنَّ أَجْفَانَهُ شُدَّتْ إِلَى طَنُبِ |
|
جَزِيرَةٌ أَجْدَبَتْ فِ كُلِّ نَاحِيَةٍ | |
|
| وَأَخْصَبَتْ في نَوَاحِي الخُلْقِ والأَدَبِ |
|
جَدْبٌ بِهِ تَنْبُتُ الأَحْلاَمُ زَاكِيَةً | |
|
| إِنَّ الحِجَارَةَ قَدْ تَنْشَقُّ عَنْ ذَهَبِ |
|
تَوَدُّ كُلُّ ريَاضِ الأَرْضِ لَوْ مُنِحَتْ | |
|
| أَزْهَارُهَا قُبْلَةً مِنْ خَدِّهَا التَّرِبِ |
|
وَتَرْتَجِي الغِيدُ لَوْ كَانَتْ لآلِئُهَا | |
|
| نَظْماً مِنَ الشِّعْرِ أَوْ نَثْراً مِنَ الْخُطَبِ |
|
يَا جِيرَةَ الْحَرَمِ المَزْهُوِّ سَاكِنُهُ | |
|
| سقَى العُهُودَ الْخَوالِي كُلُّ مُنْسَكِبِ |
|
لِي بيْنَكُمْ صِلَةٌ عَزَّتْ أوَاصِرُهَا | |
|
| لأَنَّهَا صِلَةُ القُرآنِ وَالنَّسَبِ |
|
أرى بعَيْنِ خَيالي جاهِليَّتكُمْ | |
|
| ولِلتَّخيُّلِ عَيْنُ القَائِفِ الدَّربِ |
|
وَأَشْهَدُ الْحَشْدَ لِلشُّورَى قَدِ اجْتَمعُوا | |
|
| وَلَسْتُ أَسْمَعُ مِنْ لَغْوٍ وَلاَ صَخَبِ |
|
مِنْ كُلِّ مُكْتَهِلٍ بالبُرْدِ مُشْتَمِلٍ | |
|
| لِلقَوْلِ مُرْتَجِلٍ لِلهُجْرِ مُجْتَنِبِ |
|
وَأَلْمَحُ النَّارَ في الظَّلْمَاءِ قَدْ نُصِبَتْ | |
|
| لِطَارِقِ اللَّيْلِ وَالْحَيْرَانِ والسَّغبِ |
|
نَارٌ وَلَكِنَّها قَدْ صُوِّرَتْ أَمَلاً | |
|
| بَرْداً إِذَا خَابَتِ الآمَالُ لَمْ يَخِبِ |
|
رَمْزُ الْحَيَاةِ وَرَمْزُ الْجُودِ مَا فَتِئَتْ | |
|
| فَوْقَ الثَّنِيَّاتِ تَرْمِي الجَوَّ باللَّهَبِ |
|
يَشُبُّهَا أرْيحي كُلَّمَا هَدَأَتْ | |
|
| أَلْقَى عَلَى جَمْرِهَا جَزْلاً مِنَ الحَطَبِ |
|
وَأُبْصِرُ القَوْمَ يَوْمَ الرَّوْعِ قَدْ حُشِدُوا | |
|
| لِلْمَوتِ يَجْتَاحُ أَوْ لِلنَّصْرِ وَالغَلَبِ |
|
يَرْمُونَ بِالشَّرِّ شَراً حِينَ يفْجَؤُهُمْ | |
|
| وَرَايُهُمْ فَوْقَهُمْ خَفَّاقَةُ العَذَبِ |
|
وَأَحْضُرُ الشُّعَرَاءَ اللُّسْنَ قدْ وَقَفُوا | |
|
| وَلِلْبَيانِ فِعَالُ الصَّارِمِ الذَّرِبِ |
|
أَبُو بَصيرٍ لَهُ نَبْرٌ لَوْ اتُّخِذَتْ | |
|
| مِنْهُ السِّهَامُ لَكَانَتْ أَسْهُمَ النُّوَبِ |
|
إِذَا رَمَاهَا كمَا يَخْتَارُ قَافِيَةً | |
|
| دَارتْ مَعَ الفَلَكِ الدَّوَّارِ في قُطُبِ |
|
وَأُغْمِضُ العَيْنَ حِيناً ثُمَّ أَفْتَحُهَا | |
|
| عَلَى جَلاَلٍ بِنُورِ الْحَقِّ مُؤتَشِبِ |
|
نُورٌ مِنَ اللّهِ هَالَ القَوْمَ سَاطِعُهُ | |
|
| وَلَيْسَ يُحْجَبُ نُورُ اللّهِ بِالْحُجُبِ |
|
تَكَلَّمَتْ سُوَرُ القُرْآنِ مُفْصِحَةً | |
|
| فَأَسْكَتَتْ صَخَبَ الأَرْمَاحِ والقُضُبِ |
|
وَقَامَ خَيْرُ قُرَيْشٍ وَابْنُ سَادَتِهَا | |
|
| يَدْعُو إِلَى اللّهِ في عَزْمٍ وفي دَأبِ |
|
بِمَنْطِقٍ هَاشمِيِّ الوَشْي لَوْ نُسِجَتْ | |
|
| مِنْهُ الأَصَائِلُ لَمْ تَنْصُلْ وَلَمْ تغِبِ |
|
طَابَتْ بِهِ أَنْفُسُ الأيَّامِ وَابْتَهَجتْ | |
|
| ومَرَّ دَهْرٌ وَدَهْرٌ وَهي لَمْ تَطِبِ |
|
وَهُزَّتِ الرَّاسِيَاتُ الشمُّ وَارْتَعَدَتْ | |
|
| لِهَوْلِهِ البَاتِرَاتُ البِيضُ في القُرُبِ |
|
وَأَصْبَحَتْ بِنْتُ عَدْنَانٍ بِنَفْحَتِهِ | |
|
| تِيهاً تُجَرِّرُ مِن أَذْيالِهَا القُشُبِ |
|
فَازَتْ برُكْنٍ شَديدٍ غَيْرِ مُنْصَدِعٍ | |
|
| مِن البَيَانِ وَحَبْلٍ غَيْرِ مُضْطَرِبِ |
|
وَلَمْ تَزَلْ مِنْ حِمى الإِسْلاَمِ في كَنَفٍ | |
|
| سَهْلٍ وَمْن عِزِّه في مَنْزِلٍ خَصِب |
|
حَتَّى رَمَتْهَا اللَّيَالي في فَرَائدها | |
|
| وَخَرَّ سُلْطَانُهَا يَنْهَارُ مِنْ صَبَبِ |
|
وَعَاثَت الْعُجْمَةُ الْحَمْقَاءُ ثَائِرَةً | |
|
| عَلَى ابْنَةِ البِيدِ في جَيْشٍ مِنَ الرَّهَبِ |
|
يَقُودُهُ كُلُّ وَلاَّغٍ أَخِي إِحَنٍ | |
|
| مُضَمَّخٍ بِدِمَاءِ العُرْبِ مُخْتَضِبِ |
|
لَمْ يُبْقِ فِيهَا بِنَاءً غَيْرَ مُنْتقِضٍ | |
|
| مِنَ الفَصِيحِ وَشَمْلاً غَيْرَ مُنْقضَبِ |
|
كَأَنَّ عَدْنَانَ لَمْ تَملأْ بَدَائِعُهُ | |
|
| مَسامِعَ الكَوْنِ مِنْ نَاءٍ وَمُقْتَرِبِ |
|
مَضَتْ بِخَيْرِ كُنوزِ الأَرْضِ جَائِحةٌ | |
|
| وَغَابَت اللُّغَةُ الفُصْحَى مَعَ الغَيَبِ |
|
لَوْلا فُؤَادٌ أَبُو الفَارُوقِ مَا وجَدَتْ | |
|
| إِلَى الْحَيَاةِ ابنَةُ الأَعْرَابِ مِنْ سَبَبِ |
|
أعَزَّ مِنْهَا حِمىً رِيعَتْ كَرَائِمُهُ | |
|
| وَكَانَ مَمْنُوعُهُ نَهْباً لمُنْتهِبِ |
|
وَرَدَّ بِالمَجْمَعِ المَعْمُورِ غُرْيَتَهَا | |
|
| وَحَاطَها بِكَرِيمِ العَطْفِ والْحَدَبِ |
|
يَا عُصْبَةَ الَخَيْرِ لِلْفُصْحَى وَشِيعَتِها | |
|
| حَيَّاكِ صَوْبُ الْحَيَا يَا خِيرَةَ العُصَبِ |
|
هَلمَّ فَالْوَقْتُ أَنْفَاسٌ لَهَا أَمَدٌ | |
|
| وَلاَ أقُولُ بأنَّ الوَقْتَ مِنْ ذَهَبِ |
|
فَإِنَّمَا المَرْءُ فِ الدُّنْيَا إِقَامَتُهُ | |
|
| إِقَامَةُ الطَّيْفِ وَالأَزْهَارِ وَالْحَبَبِ |
|
الدَّهْرُ يُسرِعُ وَالأَيَّامُ مُعْجِلَةٌ | |
|
| وَنَحْنُ لَمْ نَدْرِ غَيْرَ الوَخْدِ والْخَببِ |
|
وَالمُحْدَثَاتُ تَسُدُّ الشَّمْسَ كَثْرَتُهَا | |
|
| وَلَمْ تَفُزْ بِخَيَالِ اسْمٍ وَلاَ لَقَبِ |
|
وَالتَّرْجَمَاتُ تَشُنُّ الْحَرْبَ لاَقِحَةً | |
|
| عَلَى الفَصِيح فَيَا لِلْوَيْلِ وَالْحَرَبِ |
|
نَطيرُ لِلَّفْظِ نَسْتَجْدِيه مِنْ بَلَدٍ | |
|
| نَاءٍ وَأَمثْالُهُ مِنَّا عَلَى كَثَبِ |
|
كَمُهْرِقِ المَاء في الصَّحْراءِ حِينَ بَدَا | |
|
| لِعَيْنِهِ بَارِقٌ مِنْ عَارِضٍ كَذِبِ |
|
أَزْرَى بِبِنْتِ قُرَيْشٍ ثمَّ حَارَبَها | |
|
| مَنْ لاَ يُفرِّقُ بَيْنَ النَّبْعِ وَالغَرَبِ |
|
وَرَاحَ فِي حَمْلَةٍ رَعْنَاءَ طَائِشَةٍ | |
|
| يَصُولُ بالْخَائِبَيْن الْجَهْلِ وَالشَّغَبِ |
|
أنْتْرُكُ العَرَبيَّ السَّمْحَ مَنْطِقُهُ | |
|
| إلَى دَخِيلٍ مِنَ الألْفَاظِ مُغْتَرِبِ |
|
وَفِي المَعَاجِمِ كَنْزٌ لاَ نَفَادَ لَهُ | |
|
| لِمَنْ يُمَيِّزُ بَيْنَ الدُّرِّ وَالسُّخُبِ |
|
كَمْ لَفْظَةٍ جُهِدَتْ مِمَّا نُكرِّرُهَا | |
|
| حَتَّى لَقَدْ لَهَثتْ مِنْ شِدَّةِ التَّعَبِ |
|
وَلَفْظَةٍ سُجِنَتْ في جَوْفِ مُظْلِمَةٍ | |
|
| لَمْ تَنْظُر الشَّمْسُ مِنْهَا عَيْنَ مُرْتَقِبِ |
|
كَأنَّمَا قَدْ تَوَلَّى القَارِظَانِ بِهَا | |
|
| فَلَمْ يَؤُوبَا إِلَى الدَّنْيَا وَلَمْ تَؤُبِ |
|
يَا شِيخَةَ الضَّادِ وَالذِّكْرَى مُخَلِّدَةٌ | |
|
| هُنَا يُؤَسَّسُ مَا تَبْنُونَ لِلْعَقِبِ |
|
هُنَا تَخُطُّونَ مَجْداً مَا جَرَى قَلَمٌ | |
|
| بِمِثْلِهِ في مَدَى الأَدْهَارِ وَالْحِقَبِ |
|
لَبَّيْكَ يَا مَلِكَ الوَادِي وَمُنْشِئَهُ | |
|
| يَا حَارِسَ الدِّين وَالآدَابِ وَالْحسَبِ |
|
هَذَا غِرَاسُكَ قَدْ مَاسَتْ بَوَاسِقُهُ | |
|
| تُدَاعِبُ الرِّيحَ في زَهْوٍ وَفي لَعِبِ |
|
المُلْك فِي بَيْتِكمْ كَسْباً وَمَوْهِبَةً | |
|
| يُزْهَى عَلَى كلِّ مَوْهُوبٍ وَمُكْتَسَبِ |
|
سَفِينَةٌ أَنْتَ مُجْرِيهَا وَكَالِئُهَا | |
|
| مِنَ الزَّعَازِعِ لاَ تَخْشَى أَذَى العَطَبِ |
|
وَأُمَّةٌ أنْتَ مَجْرِيهَا وَحَافِزُهَا | |
|
| في حَلْبَةِ السَّبْقِ لاَ تُبْقي عَلَى القَصَبِ |
|
وَدِيعَةُ اللّهِ صِينَتْ في يَدَيْ مَلِكٍ | |
|
| للّهِ مُرْتَقِب للّهِ مُحْتَسِبِ |
|
بَصِيرَةٌ كَضِيَاءِ الصُّبْحِ لَوْ لَطَمَتْ | |
|
| غَيَاهِبَ اللَّيْلِ لم يُظْلِمْ وَلَمْ يُهَبِ |
|
وَعَزْمَةٌ كَحَديدِ النَّصْلِ لَوْ طَلَبَتْ | |
|
| زُهْرَ الكَواكِبِ نَالَتْ غَايَةَ الطَّلَبِ |
|
قَدْ صَمَّمَتْ فَمَضَتْ عَجْلَى لِمقْصِدَهَا | |
|
| تَحثُو التُّرابَ بِوَجْهِ الشَّكِّ وَالرِّيَبِ |
|
فَانْظُرْ تَرى مِصْرَ هَلْ تَلْقَى لَهَا مَثَلاً | |
|
| في صَوْلَةِ المُلْكِ أَوْفى قُوَّةِ الأُهَبِ |
|
فَثَرْوَةٌ مِنْ سَريِّ العِلْمِ وَاسِعَةٌ | |
|
| وَثَرْوَةٌ مِنْ سريِّ الْجَاهِ وَالنَّشَبِ |
|
بَنَى فُؤَادُ بِنَاءَ الْخَالدِيِنَ مِصْرَ واحْتَجَبَتْ | |
|
| فَإِنَّ بِرَّ يَدَيْهِ غَيْرُ مُحْتَجِبِ |
|
مَنْ مُبْلِغُ العُرْبِ أَنَّ الضَّادَ قَدْ بَلَغتْ | |
|
| بِقُرْبِ صَاحِبِ مِصْرٍ أَرْفَعَ الرُّتَبِ |
|
أَعَادَ مَجْداً لَهَا مَالَتْ دَعَائِمُهُ | |
|
| فَيَا لهَا قُرْبَةً مَنْ أَعْظَمِ القُرَبِ |
|
وَحَفَّهَا بِسِيَاجٍ مِنْ عِنَايَتِهِ | |
|
| كَمَا تُحَفُّ جُفُونُ العَيْنِ بالهُدُبِ |
|
إِنْ عَقَّهَا أَهْلُ وَادِيها وَجيرَتُها | |
|
| فَأَنْتَ أَحْنَى عَلَيْهَا مِنْ أَخٍ وَأَبِ |
|
رَأَتْ بِرَبْعِكَ عِزَّ المُلْكِ فَانْصَرَفَتْ | |
|
| عَنْ ذِكر لُبْنَى وَذِكْرَى رَبْعِهَا الْخرِبِ |
|
لاَذَتْ بِأَكْبَرِ مِعْوَانٍ لِذِي أمَلٍ | |
|
| نَاءٍ وَأَشْرَفِ عُنْوَانٍ لِمُنْتَسِبِ |
|
عِشْ لِلْكِنَانةِ تَبْلُغْ أَوْجَ عِزَّتِهَا | |
|
| وَلْلعُلاَ وَالنَّدَى وَالعِلمِ والأدَبِ |
|
وَعاشَ فَارُوق نَجْماً في تأَلُّقِهِ | |
|
| سَعْدُ السُّعودِ وَفِيه مُنْتَهَى الأَرَبِ |
|