|
إلى متى أنتَ باللذاتِ مشغولُ | |
|
| وَأنتَ عنْ كلِّ ما قَدَّمْتَ مَسْؤُولُ |
|
في كلِّ يومٍ تُرجى أن تتوبَ غداً | |
|
| وَعَقْدُ عَزْمِكَ بالتَّسْوِيفِ مَحْلُولُ |
|
أما يُرى لكَ فيما سَرَّ من عملٍ | |
|
| يوماً نشاطٌ وعَّما ساء تكسيلُ |
|
فَجَرِّدِ العَزْمَ إنَّ الموتَ صارِمُهُ | |
|
| مُجَرَّدٌ بِيَدِ الآمالِ مَسْلُولُ |
|
واقطع حبالَ الأمانيِّ التي اتَّصَلتْ | |
|
| فإنما حَبْلُها بالزُّورِ مَوْصولُ |
|
أنفقتَ عُمركَ في مالٍ تُحَصِّلُهُ | |
|
| وَمَا عَلَى غيرِ إثْمٍ منكَ تحصيلُ |
|
ورُحْتَ تعمرُ داراً لابقاءَ لها | |
|
| وأنْتَ عنها وإن عُمِّرْتَ مَنْقُولُ |
|
جاءَ النَّذِيرُ فَشَمِّرْ لِلْمَسِيرِ بلا | |
|
| مهلٍ فليس مع الإنذارِ تمهيلُ |
|
وصُنْ مَشِيبَكَ عنْ فِعْلٍ تُشانُ به | |
|
| فكلُّ ذي صبوة ٍ بالشيبِ معذولُ |
|
لاتنكنهُ وفي القودينِ قد طلعتْ | |
|
| منهُ الثُّريَّا وفوق الرَّأسِ إكليلُ |
|
فإنَّ أَرْواحَنا مِثْلَ النُّجُومِ لها | |
|
| مِنَ المَنِيَّة ِ تَسْيِيرٌ وَتَرْحِيلُ |
|
وإنَّ طالِعَها مِنَّا وَغَارِبَها | |
|
| جِيلٌ يَمُرُّ وَيَأْتي بَعْدَهُ جِيلُ |
|
حتى إذا بعثَ الله العبادَ إلى | |
|
| يَوْمِ بِهِ الحكمُ بينَ الخلْقِ مَفْصولٌ |
|
تبينَ الربحُ والخسرانُ في أممٍ | |
|
| تَخالفَتْ بيننا منها الأقاوِيلُ |
|
فأخسرُ الناسِ من كانتْ عقيدتهُ | |
|
| فِي طَيِّها لِنُشُورِ الخَلْقِ تَعْطِيلُ |
|
وأمة ٌ تعبدُ الأوثانَ قد نصبتْ | |
|
| لها التصاويرُ يوماً والتماثيلُ |
|
وأمة ٌ ذهبتْ للعجلِ عابدة َ | |
|
| فنالها مِنْ عَذابِ الله تَعْجِيل |
|
وأمة ٌ زعمتْ أنَّ المسيحَ لها | |
|
| ربٌ غدا وهو مصلوبٌ ومقتولُ |
|
فثلثتْ واحداً فرداً نوَحِّدُهُ | |
|
| وَلِلْبَصَائِرِ كالأَبصارِ تَخْيِيلُ |
|
تبارَكَ الله عَمَّا قالَ جاحِدُه | |
|
| وجاحِدُ الحَقِّ عِنْدَ النَّصْرِ مَخْذُول |
|
والفوزُ في أمة ٍ ضوءُ الوضوءِ لها | |
|
| قد زانها غُررٌ منه وتحجيلُ |
|
تظلُّ تتلو كتاب اللهِ ليسَ بهِ | |
|
| كسائِرِ الكُتْبِ تَحْرِيفٌ وتَبْدِيلُ |
|
فالكتبُ والرُّسلُ من عند الإلهِ أتتْ | |
|
| ومنهمُ فاضِلٌ حَقَّا ومفضولُ |
|
والمصطفَى خيرُ خَلْقِ الله كلِّهِمِ | |
|
| لهُ على الرسلِ ترجيحٌ وتفضيلُ |
|
مُحَمَّدٌ حُجَّة ُ الله التي ظَهَرَتْ | |
|
| بِسُنَّة ِ مالها في الخلقِ تحويلُ |
|
نَجْلُ الأكارمِ والقومِ الذين لهم | |
|
| عَلَى جَمِيعِ الأَنَامِ الطَّوْلُ والطُّولُ |
|
مَنْ كَمَّلَ الله معناهُ وصورتهُ | |
|
| فلَمْ يَفُتْهُ عَلَى الحَالَيْنِ تَكْمِيلُ |
|
وخَصَّهُ بوقارٍ قرَّ منه لهُ | |
|
| في أنفسِ الخلقِ تعظيمٌ وتبجيلُ |
|
بادِي السكينة ِ في سُخْطٍ لهُ وَرِضاً | |
|
| فلم يزلْ وهو مرهوبٌ ومأمولُ |
|
يُقابِلُ البِشْرَ منه بالنَّدَى خُلُقٌ | |
|
| زاكٍ على العدلِ والإحسانِ مجبولُ |
|
مِنْ آدمٍ ولحينِ الوضعِ جوهرهُ ال | |
|
| مكنونُ في أنفس الأصدافِ محمولُ |
|
فلِلنُّبُوَّة ِ إتْمامٌ ومُبْتَدَأٌ | |
|
| به وَللفَخْرِ تَعْجِيلٌ وَتأْجِيلُ |
|
أتتْ إلى الناسِ من آياتهِ جُمَلٌ | |
|
| أَعْيَتْ عَلَى الناسِ مِنْهُنَّ التَّفاصيلُ |
|
أَنْبَا سَطِيحٌ وَشِقٌّ وَابْنُ ذِي يَزَنٍ | |
|
| عنه وقُسٌّ وَأحبارٌ مَقاوِيل |
|
وعنه أَنْبَأَ موسى وَالمسيحُ وقد
|
بأنه خاتمُ الرُّسلِ المباحِ له | |
|
| مِنَ الغَنائِم تقسيمٌ وتَنْفِيلُ |
|
وليسَ أَعْدَلَ منه الشاهِدُونَ لهُ | |
|
| ولا بأعلمَ منهُ إنْ هُمُ سيلوا |
|
وإنْ سألتهُمْ عنه فلا حرجٌ | |
|
| إِنَّ المَحَكَّ عَنِ الدِّينارِ مَسْؤُولُ |
|
كم آية ٍ ظَهَرَتْ في حينِ مَوْلِدِهِ | |
|
| بهِ البشائرُ منها والتَّهاويل |
|
علومُ غيبٍ فلا الأرصادُ حاكمة | |
|
| ٌ وَلا التقاويمُ فيها وَالتَّحاويل |
|
إذِ الهَواتِفُ والأنوارُ شاهِدُها | |
|
| لَدَى المَسامِع وَالأبصارِ مَقْبُول |
|
ونار فارسَ أضحتْ وهي خامدة ٌ | |
|
| وَنَهْرُهُمْ جامِدٌ والصَّرْحُ مَثْلول |
|
ومُذْ هدانا إلى الإسلامِ مَبْعَثُه | |
|
| دهى الشياطينَ والأصنامَ تجديلُ |
|
وانظر سماءً غدتْ مملوءة ً مرساً | |
|
| كأنها البيتُ لما جاءهُ الفيلُ |
|
فردَّتِ الجنَّ عنْ سمع ملائكة | |
|
| ٌ إذْ رَدَّتِ البَشَرَ الطَّيْرُ الأَبابِيل |
|
كلٌّ غَدا وله مِنْ جِنْسِهِ رَصَدٌ | |
|
| لِلجنَّ شُهْبٌ وللإنسانِ سجِّيل |
|
لَوْلا نبيُّ الهدَى ما كانَ في فَلَكٍ | |
|
| على الشياطينِ للأَمْلاكِ تَوْكِيل |
|
لَمَّا تَوَلَّتْ تَوَلّى كلُّ مُسْتَرِقٍ | |
|
| عَنْ مَقْعَدِ السَّمْعِ منها وهْوَ مَعْزُول |
|
إنْ رُمتَ أكبرَ آياتٍ وأكملها | |
|
| يا خيرَ مَنْ رُوِيَتْ لِلناسِ مَكْرُمَة ٌ |
|
وانظرْ فليس كمثلِ الله من أحدٍ | |
|
| ولا كقولٍ أتى من عندهِ قيلُ |
|
لو يستطاعُ لهُ مثلٌ لجيءَ به | |
|
| والمستطاعُ من الأعمالِ مفعولُ |
|
لله كمْ أَفحَمَتْ أفْهامَنا حِكْمٌ | |
|
| منه وكمْ أَعْجَزَ الألْبابَ تَأْويلُ |
|
يَهْدِي إلى كُلِّ رُشْدٍ حِينَ يَبْعثُهُ | |
|
| إلى المسامعِ تتيبٌ وترتيلُ |
|
تَزْدادُ منه عَلى تَرْدادِهِ مِقَة | |
|
| ً وكلُّ قولٍ على التردادِ مملولُ |
|
ما بَعْدَ آياتِهِ حَقٌّ لِمُتَّبِعِ | |
|
| والحَقُّ ما بَعْدَهُ إلاَّ الأَباطِيلُ |
|
وما محمدٌ إلا رحمة ٌ بُعِثَتْ | |
|
| للعالمينَ وفضلُ اللهِ مبذولُ |
|
هو الشفيعُ إذا كان المعادُ غداً | |
|
| واشتدَّ للحشرِ تخويفٌ وتهويلُ |
|
فما على غيرهِ للناسِ معتمدٌ | |
|
| ولا على غيرهِ للناسِ تعويلُ |
|
إنَّ امْرأً شَمَلَتْهُ مِنْ شَفَاعَتِهِ | |
|
| عِناية ٌ لامْرُؤٌ بالفَوْزِ مَشْمُول |
|
نالَ المَقامَ الذي ما نالَهُ أحَدٌ | |
|
| وطالما ميَّزَ المقدارَ تنويلُ |
|
وأدركَ السؤلَ لمَّاقامَ مجتهداً | |
|
| ومَا بِكلِّ اجتهادٍ يُدْرَكُ السُّولُ |
|
لو أنَّ كُلَّ عُلاً بالسَعْيِ مُكْتَسَبٌ | |
|
| ما جازَ حين نزولِ الوحيِ تزميلُ |
|
أَعْلَى المَراتِبِ عند الله رُتبَتُهُ | |
|
| فاعلم فما موضعُ المحبوبِ مجهولُ |
|
من قاب قوسينِ أو أدنى له نزلٌ | |
|
| وحُقَّ منه له مثوى ً وتحليلُ |
|
سَرع إلى المسجِدِ الأقصَى وَعاد بِهِ | |
|
| ليلاً بُراقٌ يبارى البرقَ هذلول |
|
يا حبَّذا حالُ قُربِ لاأكيِّفُهُ | |
|
| وحبَّذا حالُ وصْلٍ عنه مغفولُ |
|
وَكَمْ مواهِبَ لم تَدْرِ العِبادُ بها | |
|
| أتتْ إليه وسترُ الليلِ مسدولُ |
|
هذا هو الفضلُ لا الدنيا وما رجحتْ | |
|
| به الموازينُ منها والمكاييلُ |
|
وكم أتتْ عنْ رسول اللهِ بيَّنَة | |
|
| ٌ في فضلها وافقَ المنقولَ معقولُ |
|
نورٌ فليسَ له ظلٌ يُرى ولهُ | |
|
| مِنَ الغَمامَة ِ أَنَّى سَارَ تَظْليل |
|
ولا يُرى في الثَّرى أثرٌ لأخمصهِ | |
|
| إذا مشى وله في الصخرِ توحيلُ |
|
دنا إليهِ حنينُ الجِذعِ من شغفٍ | |
|
| إذْ نالهُ منه بَعْدَ القُرْبِ تَزْيِيلُ |
|
فَلَيْتَ مِنْ وَجهِهِ حَظِّي مُقابَلَة | |
|
| ٌ وَلَيْتَ حَظِّيَ منْ كَفَّيْهِ تَقْبِيلُ |
|
بيضٌ ميامينُ يستسقى الغمامُ بها | |
|
| للشمسِ منها وللأنواءِ تخجيلُ |
|
ما إنْ يَزالُ بها في كلِّ نازِلَة | |
|
| ٍ للقُلِّ كثرٌ وللتصعيبِ تسهيلُ |
|
فاعجبْ لأفعالها إن كنتَ مدركها | |
|
| واطربْ إذا ذُكرتْ تلك الأفاعيلُ |
|
كم عاود البرءُ من إعلالهِ جسداً | |
|
| بلمسهِ واستبانَ العقلَ مخبولُ |
|
وَرَدَّ ألفَيْنِ في رِيِّ وَفي شِبَعٍ | |
|
| إذ ضاق باثنينِ مشروبٌ ومأكولُ |
|
وردَّ ماءً ونوراً بعدَ ماذهبا | |
|
| رِيقٌ لهُ بِكِلا العَيْنَيْنَ مَتْفُولُ |
|
ومنبعُ الماء عذباً من أصابعهِ | |
|
| وذاكَ صُنْعٌ به فينا جَرَى النيلُ |
|
وكم دعا ومحيَّا الأرضِ مكتئبٌ | |
|
| ثمَّ انثنى وله بِشرٌ وتهليلُ |
|
فأصْبَحَ المَحْلُ فيها لا مَحَلَّ لَهُ | |
|
| وغالَ ذكرَ الغلا من خصبها غولُ |
|
فبالظِّرابِ ضُرُوبٌ لِلْغَمامِ كما | |
|
| عَنِ البِناءِ عَزالِيها مَعازيلُ |
|
وآضَ من روضها جيدُ الوجودِ به | |
|
| مِنْ لُؤْلُؤِ النَّورِ تَرْصِيعٌ وتكليلُ |
|
وَعَسْكَرٍ لَجبٍ قَدْ لَجَّ في طَلَبٍ | |
|
| لغزوهِغَرَّهُ بأسٌ وترعيلُ |
|
دعا نزالِ فولَّي والبوارُ به | |
|
| من الصَّبا والحصى والرُّعبِ منزولُ |
|
واغيرتا حين أضحى الغارُ وهو بهِ | |
|
| كمثلِ قلبي معمورٌ ومأهولُ |
|
كأَنَّمَا المُصطَفى فيهِ وصاحِبُه الصَّ | |
|
| ديقُ ليثانٍ قد آواهما غيلُ |
|
وَجلَّلَ الغارَ نَسْجُ العنكبوتِ عَلَى | |
|
| وَهْنٍ فيا حَبَّذا نَسْجٌ وَتَجْلِيلُ |
|
عناية ٌ ضلَّ كيدُ المشركينَ بها | |
|
| وما مَكايِدُهمْ إلاَّ الأضاليلُ |
|
إذْ يَنظُرُونَ وهمْ لا يُبْصِرُونَهُما | |
|
| كأنَّ أبصارهم من زيغها حُولُ |
|
إنْيقطع الله عنه أمة ً سفهتْ | |
|
| نفوسها فلها بالكفرِ تعليلُ |
|
فإنما الرُّسلُ والأملاكُ شافعها | |
|
| لِوُصْلة ٍ منه تَسکلٌ وَتَطْفِيلُ |
|
ماعُذْرُ من منعَ التصديقَ منطقهُ | |
|
| وقد نبا منه محسوسٌ ومعقولُ |
|
والذئبُ والعيرُ والمولودُ صدَّقَهُ | |
|
| والظُّبْيُ أَفْصَحَ نُطْقاً وَهْوَ مَحْبُولُ |
|
والبَدْرُ بادَرَ مُنْشَقًّا بِدَعْوَتِهِ | |
|
| له كما شقَّ قلبٌ وهو متبولُ |
|
وَالنَّخْلُ أثْمَرَ في عام وسُرَّ بِهِ | |
|
| سلمانُ إذ بسقتْ منه العثاكيلُ |
|
إنْ أَنْكَرَتْهُ النَّصَارَى واليَهُودُ عَلَى | |
|
| ما بيَّنتْ منه توراة ٌوإنجيلُ |
|
فقد تكرَّرَ منهم في جحودهم | |
|
| للكفرِ كفرٌ وللتجهيل تجهيلُ |
|
قلْ للنصارى الألى ساءت مقالتهم | |
|
| فما لها غير محضِ الجهلِ تعليلُ |
|
مِنَ اليَهُودِ اسْتَفَدْتُمْ ذَا الجُحودَ كما | |
|
| من الغرابِ استفادَ الدفنَ قابيلُ |
|
فإنَّ عِنْدَكُمُ تَوْراتُهُمْ صَدَقَتْ | |
|
| ولمْ تُصَدَّقْ لكمْ منهمْ أناجِيلُ |
|
ظلمتونا فأضحوا ظالمينَ لكم | |
|
| وذاكَ مِثْلُ قِصاصٍ فيهِ تَعْدِيلُ |
|
منكمُ لنا ولكم من بعضكمْ شغلٌ | |
|
| والناسُ بالناسِ في الدنيا مشاغيلُ |
|
لقدْ عَلِمْتُمْ ولكِنْ صَدَّكُمْ حَسَدٌ | |
|
| أنّا بما جاءنا قومٌ مقابيلُ |
|
أما عرفتم نبي الله معرفة َ الأب | |
|
| أَبْناء لكنكم قَوْمٌ مناكِيلُ |
|
هذا الذي كنتم تستفتحون به | |
|
| لولا اهتدى منكمُ للرشدِ ضِلِّيلُ |
|
فَلا تُرَجُّوا جزِيلَ الأجْرِ مِنْ عَمَلٍ | |
|
| إنَّ الرَّجاء مِنَ الكُفَّارِ مَخْذُولُ |
|
تؤذنونَ بزقٍّ من جهالتكمْ | |
|
| به انتفاخٌ وجسمٌ في ترهيلُ |
|
موتوا بغيظٍ كماقد ماتَ قبلكمُ | |
|
| قابيلُ إذ قرَّبَ القربانَ هابيلُ |
|
ياخي من رويتْ للناسِ مكرمة | |
|
| ٌ عنهُ وفُصِّلَ تَحْرِيمٌ وَتَحْلِيلُ |
|
كَمْ قد أتتْ عنكَ أخبارٌ مُخَبِّرَة | |
|
| ٌ في حُسْنِها أشْبَهَ التَّفْرِيعَ تَأْصِيلُ |
|
تَسْرِي إلَى النَّفْسِ منها كلما ورَدَتْ | |
|
| أنْفاسُ وَرْدٍ سَرَتْ وَالوَرْدُ مَطْلولُ |
|
مِنْ كُلِّ لَفْظٍ بَلِيغٍ راقَ جَوْهَرُهُ | |
|
| كأنُهُ السَّيْفُ ماضِ وَهْوَ مَصْقُولُ |
|
لم تبقِ ذكراً لذي نُطقٍ فصاحتهُ | |
|
| وهل تضيءُ مع الشمسِ القناديلُ؟ |
|
جاهَدْتَ في الله أبْطَالَ الضَّلالِ إلى | |
|
| أن ظلَّ للشركِ بالتوحيدِ تبطيلُ |
|
شَكا حُسامُكَ ما تَشْكو جُمُوعُهُمْ | |
|
| ففيه منها وفيها منه تَفْلِيلُ |
|
لله يَوْمُ حُنَيْنٍ حينَ كانَ بهِ | |
|
| كساعة ِ البَعْثِ تَهْوِيلٌ وَتَطْوِيلُ |
|
ويوم أقبلتِ الأحزابُ وانهزمتْ | |
|
| وكمْ خبا لهبٌ بالشركِ مشعولُ |
|
جاءوا بأسلحة ٍ لم تحمِ حاملها | |
|
| إنَّ الكُماة َ إذا لم ينصروا ميلُ |
|
مِنْ بَعدِما زُلزلتْ بالشِّرْكِ أبْنِيَة | |
|
| ٌ وانْبَتَّ حَبْلٌ بأيْدِي الرَّيْبِ مَفْتُولُ |
|
وظنَّ كلُّ امرىء ٍ في قلبهِ مرضٌ | |
|
| بأنَّ موعدهُ بانَّصرِ ممطولُ |
|
فأنزَلَ الله أمْلاكاً مُسَوَّمَة | |
|
| لبوسها من سكيناتٍ سرابيلُ |
|
شاكى السلاح فما تشكو الكلالَ ومن | |
|
| صنعِ الإلهِ لها نسجٌ وتأثيلُ |
|
مِنْ كُلِّ مَوْضونَة ٍ حَصْداءَ سابِغَة | |
|
| ٍ تَرُدُّ حَدَّ المَنايا وهْوَ مَفْلُولُ |
|
وَكلِّ أَبْتَرَ لِلْحَقِّ المُبِينِ بهِ | |
|
| وللضلالة ِ تعديلٌ وتمييلُ |
|
لم تبقِ للشركِ من قلبٍ ولا سببٍ | |
|
| إلاَّ غَدَا وَهْوَ مَتبُولٌ وَمَبْتُولُ |
|
وَيَوْمُ بَدْرٍ إذِ الإسلامُ قد طَلَعَتْ | |
|
| به بُدُوراً لها بالنصْرِ تَكميلُ |
|
سيءتْ بما سرنا الكُفَّار منه وقد | |
|
| أفنى سراتهمُ أسرٌ وتقتيلُ |
|
كأنَّما هُوَ عُرْسٌ فيه قد جُلِيَتْ | |
|
| على الظبا والقنا روسٌ مفاصيلُ |
|
والخَيْلُ تَرْقُصُ زَهْواً بالكُماة ِ وما | |
|
| غيرَ السيوفِ بأيديهمْ مناديلُ |
|
ولا مُهُورَ سِوَى الأرْوَاحَ تَقْبَلُها الْبِي | |
|
| ضُ البهاتيرُ والسُّمْرُ العطابيلُ |
|
فلوْ تَرَى كلَّ عُضْوٍ مِنْ كماتِهِمُ | |
|
| مُفَصَّلاً وهْوَ مَكفُوفٌ ومَشْلولُ |
|
وكلُّ بيْتٍ حَكى بَيْتَ العَرُوضِ لهُ | |
|
| بالبِيضِ والسُّمْرِ تَقْطِيعٌ وتَفْصِيلُ |
|
وداخلتْ بالردى أجزاءهم عللٌ | |
|
| غدا المرفَّلُ منهاوهوَ مجزولُ |
|
وَكلُّ ذِي تِرَة ٍ تَغْلِي مَراجلُهُ | |
|
| غَدا يُقادُ ذَليلاً وهْوَ مَغلول |
|
وكلُّ جرحٍ بجسمٍ يستهلُّ دماً | |
|
| كأنهُ مبسمٌ بالرَّاحِ معلولُ |
|
وعاطلٌ مِنْ سلاحٍ قد غدَا ولهُ | |
|
| أساورُ من حديدٍ أو خلاخيلُ |
|
والأرضُ مِنْ جُثَثِ القَتْلَى مُجَلَّلَة | |
|
| ٌ والتُّرْبُ مِنْ أَدْمُعِ الأحياءِ مَبْلولُ |
|
غَصَّتْ قلوبٌ كما غصَّ القليبُ بهم | |
|
| فللأسى فيهمُ والنارِ تأكيلُ |
|
فأصْبَحَ البِئْرُ إذْ أَهْلُ البَوارِ به | |
|
| مِثْلُ الوَطيسِ بهِ جُزْرٌ رَعابيلُ |
|
وأصبحتْ أِّيماتٍ محصناتُهُمُ | |
|
| وأمهاتُهُمُ وهي المثاكيلُ |
|
لاتمسكُ الدمعَ من حزنٍ عيونهمُ | |
|
| إلاَّ كما يمسكُ الماءَ الغرابيلُ |
|
وصارَ فَقْرُهُم لِلمسلِمينَ غِنَى | |
|
| وفي المَصائِبِ تَفْوِيتٌ وتَحْصِيلُ |
|
ورَدَّ أَوْجُهَهُمْ سُوداً وأعْيُنَهُمْ | |
|
| بِيضاً مِنَ الله تَنكيدٌ وتَنْكِيلُ |
|
سالتْ وساءتْ عُيونٌ منهمُ مَثَلاً | |
|
| كَأنَّما كلُّها بالشَّوْكِ مَسْمُولُ |
|
أبْغِضْ بها مُقَلاً قد أشْبهَتْ لَبَناً | |
|
| طفا الذبابُ عليهِ وهو ممقولُ |
|
ويومَ عَمَّ قلوبَ المسلمينَ أسى | |
|
| ً بِفَقْدِ عَمِّكَ والمَفْقُودُ مَجْذُولُ |
|
ونال إحدى الثنايا الكَسْرُ في أحدٍ | |
|
| وجاءَ يَجْبُرُ منها الكَسْرَ جِبْرِيلُ |
|
وفي مواطنَ شتى كم أتاكَ بها | |
|
| نَصْرٌ مِنَ الله مَضْمُونٌ ومَكْفُولُ |
|
ومَلَّكَتْ يَدَاكَ الْيُمْنَى مَلائكَة | |
|
| ٌ غُرٌ كرامٌ وأبطالٌ بهاليلُ |
|
يُسارِعُونَ إذا نَادَيْتَهُمْ لِوَغَى | |
|
| إنَّ الكرامَ إذا نودوا هذاليلُ |
|
مِنْ كُلِّ نِضْوٍ نُحولٍ ما يزالُ به | |
|
| إلى المكارمِ جدٌّ وهو مهزولُ |
|
بنانهُ بدمِ الأبطالِ مختضبٌ
|
آلَ النبي بمنْ أو ما أشبهكم | |
|
| لقد تعَذَّرَ تشبيهٌ وتمثيلُ |
|
وهل سبيلٌ إلى مدحٍ يكون به | |
|
| لأهْلِ بَيْتِ رَسولِ الله تَأْهِيلُ |
|
يا قَوْمِ بايَعْتُكُمْ أَنْ لا شَبِيهَ لَكُمْ | |
|
| مِنَ الوَرَى فاسْتقِيلوا البَيْعَ أوْ قِيلُوا |
|
جاءت على تلو آياتِ النبي لهم | |
|
| دلائلٌ هي للتاريخِ تذييلُ |
|
مَعاشِرٌ ما رَضُوا إنِّي لَمُبْتَهِجٌ | |
|
| بهِمْ وما سَخِطُوا إنِّي لمَثْكُولُ |
|
وإنَّ من باع في الدنيا محبتهم | |
|
| مبغضهُ اللهَ في الأخرى لمرذولُ |
|
وحسبُ من نكلتْ عنهمْ خواطرهُ | |
|
| إنْ ماتَ أو عاشَ تنكيلٌ وتثكيلُ |
|
إنَّ المَوَدَّة َ في قُرْبَى النبيِّ غِنى | |
|
| ً لا يَسْتَمِيلُ فُؤَادي عنهُ تَمْوِيلُ |
|
وكَمْ لأصْحَابِهِ الغُرِّ الكِرامِ يَدٌ | |
|
| عِنْدَ الإلهِ لها في الفضلِ تَخْوِيل |
|
قومٌ لهمْ في الوغى من خوفِ ربهمُ | |
|
| حسنُ ابتلاءٍ وفي الطاعاتِ تبتيلُ |
|
|
| ٌ وفي حُروبِ أعادِيهمْ رَآبِيلُ |
|
حَكَى العَباءة َ قَلْبي حينَ كانَ بها | |
|
| لِلآلِ تَغْطِيَة ٌ والصَّحْبِ تَخْليل |
|
وَلِي فُؤَادٌ ونُطْقٌ بالوِدادِ لَهمْ | |
|
| وبالمَدائحِ مَشغوفٌ ومَشْغولُ |
|
فإن ظننتُ بهم ختلاً لبعضهمُ | |
|
| إني إذنْ بِغُرورِ النفْس مَخْتُول |
|
أمة ُ الدينِ كلٌَ في محاولة | |
|
| ٍ إلى صوابِ اجتهادٍ منه مَوْكُولُ |
|
لِيَقْضيَ الله أَمْراً كانَ قَدَّرَهُ | |
|
| وكُلُّ ما قَدَّرَ الرّحْمنُ مفعُولُ |
|
حسبي إذا ما منحتُ المصطفى مدحي | |
|
| في الحشرِ تزكية ٌ منهُ وتعديلُ |
|
مَدْحٌ بهِ ثَقُلَتْ ميزانُ قائلِهِ | |
|
| وخَفَّ عنهُ من الأوزارِ تثقيلُ |
|
وكيفَ تَأْبَى جَنَى أَوْصافِهِ هِمَمٌ | |
|
| يروقها من قطوفِ العزِّ تذليلُ |
|
وليس يدركُ أدنى وصفهِ بشرٌ | |
|
| أيقطعُ الأرضَ ساعٍ وهو مكبولُ |
|
كُلُّ الفَصاحَة ِ عِيٌّ في مَناقِبِهِ | |
|
| إذا تَفَكَّرْتَ والتَّكْثِيرُ تَقْلِيلُ |
|
لو أجمعَ الخلقُ أن يحصوا محاسنهُ | |
|
| أَعْيَتْهُمُ جُمْلَة ٌ منها وتَفْصِيلُ |
|
عُذْراً إليك رسولَ الله مِنْ كَلِمي | |
|
| إنَّ الكريمَ لديهِ العُذْرُ مقبولُ |
|
إنْ لَمْ يكنْ مَنْطِقِي في طيبِهِ عَسَلاً | |
|
| فإنه بمديحي فيكَ مَعْسُولُ |
|
ها حُلَّة ً بخِلاَلٍ منكَ قد رُقِمَتْ | |
|
| مافي محاسنها للعيبِ تخليلُ |
|
جاءت بحبى وتصديقي إليكَ وما | |
|
| حبيِّ مشوبٌ ولا التصديقُ مدخولُ |
|
ألبستها منك حُسناً فازدهتْ شرفاً بها | |
|
|
لم أنتحلها ولم أغصبْ معانيها | |
|
| وَغيرُ مَدْحِكَ مَغصوبٌ ومَنْحُولٌ |
|
ومَا على قَوْلِ كعْبٍ أَنْ تُوازِنَهُ | |
|
| فَرُبَّمَا وَازَنَ الدُّرَّ المَثَاقيلُ |
|
وهلْ تعادلهُ حُسناً ومنطقها | |
|
| عن منطق العربِ العرباء معدولُ |
|
وَحَيْثُ كُنَّا معاً نَرْمِي إلى غَرَضٍ | |
|
|
إن أقفُ آثارهُ إني الغداة َ بها | |
|
| على طريق نجاحٍ منك مدلولُ |
|
لمَّا غفرتَ له ذنباً وصنتُ دماً | |
|
| لولا ذِمامُكَ أَضْحى وَهْوَ مَطْلولُ |
|
رَجَوْتُ غُفْرانَ ذَنْبٍ مُوجِبٍ تَلَفِي | |
|
| لهُ منَ النَّفْسِ إملاءُ وَتَسْوِيلُ |
|
وليسَ غيرَكَ لِي مَوْلى ً أؤَمِّلُهُ | |
|
| بَعْدَ الإلَهِ وَحَسْبِي مِنْكَ تَأْمِيلُ |
|
ولي فُؤَادُ مُحِبِّ ليسَ يُقْنِعُهُ | |
|
| غيرُ اللقاءِ ولا يشفيهِ تعليلُ |
|
يميلُ بي لك شوقاً أو يخيل لي | |
|
| كأنما بيننا من شُقة ٍ ميلُ |
|
يهمُّ بالسعيِّ والأقدارُ تمسكهُ | |
|
| وكيفَ يعدوُ جوادٌ وهو مشكولُ |
|
مَتَى تَجُوبُ رسولَ الله نَحْوَكَ بِي | |
|
| تِلْكَ الجِبالَ نَجِيبَاتٌ مَراسِيلُ |
|
فأَنْثنِي وَيَدي بالفَوْزِ ظافِرَة | |
|
| ٌ وثوبُ ذنبي من الآثامِ مغسولُ |
|
في مَعْشَرٍ أَخْلصوا لله دِينَهُمُ | |
|
| وفَوَّضُوا إنْ هُمُ نالوا وإنْ نِيلُوا |
|
شُعْثٍ لهُمْ مِنْ ثَرَى البَيْتِ الذي شَرُفَتْ | |
|
| به النبيُّون تطييبٌ وتكحيلُ |
|
مُحَلِّقي أَرْؤُسٍ زِيدَتْ وجُوهُهُمْ | |
|
| حسناً بهِ فكأنَّ الحلقَ ترجيلُ |
|
قد رَحب البيتُ شَوْقاً وَالمقَامُ بهمْ | |
|
| والحِجْرُ والحَجَرُ الملْثُومُ والميلُ |
|
نذرتُ إن جمعتْ شملي ببابكَ أوْ | |
|
| شَفَتْ فُؤَادِي بِهِ قَوْداءُ شِمْلِيلُ |
|
ألُّ من طيبة ٍ بالدمعِ طيبَ ثرى | |
|
| ً لِغُلَّتي وغَلِيلي منه تَبْلِيل |
|
دامَتْ عليكَ صلاة ُ الله يَكْفَلُها | |
|
| مِنَ المهَيْمِن إبلاغٌ وتَوْصِيلُ |
|
ما لاحَ ضوء صباحٍ فاشتسرّبه | |
|
| من الكواكبِ قنديلٌ فقنديلُ |
|