|
قد خُصَّ بالفضلِ قطليجا وأيدمرُ | |
|
| وطابَ منه ومنكَ الأصْلُ والثَّمَرُ |
|
بحرانِ لو جادَبحرٌ مثل جودهما | |
|
| بيعتْ بأرخصَ من أصدافها الدررُ |
|
لله دَرُّكَ عِزَّ الدِّين لَيْثَ وَغًى | |
|
| لهُ من البيضِ نابٌ والقنا ظفرُ |
|
ألقى الإلهُ على الدنيا مهابتهُ | |
|
| فالبِيضُ تَرْعُدُ خوفاً منه والسُّمُرُ |
|
أريتنا فضل شمس الدين منتقلاً | |
|
| إليكَ منه وصحَّ الخُبْرُ والخَبَرُ |
|
إنْ تُحْي آثارَهُ مِنْ بعْدِ ما درسَتْ | |
|
| فإنَّكَ النِّيلُ تُحْيِي الأرضَ والمَطرُ |
|
وإنْ تَكُنْ أنتَ خيرَ الوارثينَ لهُ | |
|
| فما يُنازِعْكَ في ميراثِهِ بَشَرُ |
|
وإنْ تَكُنْ في العُلا والفَضْلِ تَخْلُفُهُ | |
|
| فالشمسُ يَخْلُفُها إنْ غابَتِ القَمَرُ |
|
أخجلتَ بالحلمِ ساداتِالزمانِ فلمْ | |
|
| يَعْفُوا كَعَفْوِكَ عَنْ ذَنْبٍ إذا قَدرُوا |
|
وَلمْ تَزَلْ تَسْتُرُ العَيْبَ الذي كَشَفُوا | |
|
| ولم تَزَلْ تَجْبُرُ العَظْمَ الذي كَسَرُوا |
|
لوْ أنَّ ألْسِنَة َ الأيامِ ناطِقَة ٌ | |
|
| أثْنَتْ علَى فَضْلِكَ الآصالُ والبُكَرُ |
|
شَرَعْتَ للنَّاسِ طُرْقاً ما بها عَجَرٌ | |
|
| يخافُ سالكها فيها ولا بُجَرُ |
|
لو يستقيمُ عليها السالكون بها | |
|
| كما أمرتَ مشتْ مشى المها الحمرُ |
|
أكرمْ بأيدمرَ الشمسيِّ من بطلٍ | |
|
| بِذِكْرِهِ في الوَغَى الأبطَالُ تَفْتَخِرُ |
|
تخافُ منه وترجوهُ كما فعلتْ | |
|
| في قلبِ سامعها الآياتُ والسُّوَرُ |
|
مَعْنَى الوجودِ الذي قامَ الوجودُ به | |
|
| وهلْ بِغَيرِ المَعاني قامتِ الصُّوَرُ؟ |
|
بنانهُ من نداهُ الغيثُ منسكبٌ | |
|
| وسَيْفُهُ مِنْ سُطاهُ النارُ تسْتَعِرُ |
|
نَهَتُه عَنْ لَذَّة ِ الدُّنْيا نَزَاهتُهُ | |
|
| وَشَرَّدَ النَّوْمَ مِنْ أجفانِهِ السَّهَرُ |
|
وليسَ يُضْجِرُهُ قَوْلٌ وَلا عَمَلٌ | |
|
| وكيفَ يُدْرِكُ مَن لا يَتْعَبُ الضَّجَرُ |
|
يُمْسِي ويُصْبِحُ في تَدْبيرِ مَمْلَكة | |
|
| ٍ أعيا الخلائقَ فيها بعضُ مايزرُ |
|
يكفيه حملُ الأماناتِ التي عرضتْ | |
|
| على الجِبالِ فكادَتْ منه تَنْفَطِرُ |
|
خافَ الإلهُ فخافَتْهُ رَعِيَّتُهُ | |
|
| والمَرءُ يُجْزَى بما يأتي وما يَذَرُ |
|
واخْتارَهُ مَلكُ الدُّنيا لِيَخْبُرَهُ | |
|
| في ملكه وهو مختارٌ ومختبرُ |
|
فَطَهِّرَ الأرضَ مِنْ أهْلِ الفسادِ فلا | |
|
| عَيْنٌ لهُمْ بَقِيَتْ فيها ولا أثَرُ |
|
ودَبَّر المُلْكَ تَدْبيراً يُقَصِّرُ عنْ | |
|
| إدراكِ أيسرهِ الأفهامُ والفكرُ |
|
وحينَ طارت إلى الأعداءِ سُمْعَتُه | |
|
| ماتَ الفرنجُ بداء الخوف والترُ |
|
فما يبالي بأعداءٍ قلوبهمُ | |
|
| فيها تَمَكَّن منهُ الخوفُ والذُّعُرُ |
|
وكل أرضٍ ذَكَرْناهُ بها غَنِيَتْ | |
|
| عَنْ أنْ يُجَرَّدَ فيها الصارِمُ الذَّكَرُ |
|
فلَوْ تُجَرَّدُ مِنْ مِصرٍ عَزائُمهُ | |
|
| إلأى العدا بطلَ البيكارُ السفرُ |
|
في كلِّ يومٍ ترى القتلى بصارمهِ | |
|
| كأَنَّما نُحِرتْ في مَوسِمٍ جُزُرُ |
|
كأنَّ صارمهُ في كلِّ معتركٍ | |
|
| نذيرُ موتِ خلتْ من قبلهِ النُذُرُ |
|
شكراً له من وليٍّ في ولا يتهِ | |
|
|
عَمَّ الرَّعِيَّة َ والأجْنادَ مَعْدَلَة | |
|
| ً فما شكا نفراً من عدلهِ نفرُ |
|
وسرَّ أسماعهمْ منهُ وأعينهم | |
|
| وَجْهٌ جَميلٌ وذِكْرٌ طَيِّبٌ عَطِرُ |
|
تَأرَّجَتْ عَنْ نَظِيرِ المِسْكِ نَظْرَتُهُ | |
|
| كما تأرجَ عن أكمامهِ الزهرُ |
|
مِنْ مَعْشَرٍ في العُلا أوْفَوْا مُهُودَهُمُ | |
|
| وليسَ مِنْ مَعْشَرٍ خانُوا ولا غَدَرُوا |
|
تُرْكٌ تَزيَّنَتِ الدُّنيا بِذِكْرهِمُ | |
|
| فهم لها الحلى ُ إن غابوا وإن حضروا |
|
حَكَتْ ظواهرُهمْ حُسْناً بواطِنَهُمْ | |
|
| فهُمْ سواءٌ أسَرُّوا القوْلَ أوْ جَهَروا |
|
بِيضُ الوجوهِ يَجُنُّ اللَّيْلُ إنْ رَكِبُوا | |
|
| إلى الوغَى ويُضِيءُ الصُّبْحُ إنْ سَفَرُوا |
|
تَسْعَى لأبْوَابِهمْ قُصّادُ ما لهمْ | |
|
| وجاههم زمراً في إثرها زمرُ |
|
تسابقوا في العلا سبقَ الجيادِ لهم | |
|
| من الثناء الحجول البيض والغررُ |
|
|
| فمن مناقب عز الدين مختصرُ |
|
مولى ً تلذ لنا أخبارُ سؤددهِ | |
|
| كأنَّ أخبارهُ من حسنها سمرٌ |
|
فلَوْ أدَارَتْ سُقاة ُ الرَّاحِ سِيرَتَهُ | |
|
| عَلَى النَّدَامى وحَيَّوْهُمْ بها سكِرُوا |
|
يا حُسْنَ ما يَجْمَعُ الدُّنيا ويُنْفِقُها | |
|
| كالبَحْرِ يَحْسُنُ منه الوِرْدُ والصَّدَرُ |
|
لكل شرطٍ جزاءٌ من مكارمهِ | |
|
|
فما نَظَمْتُ مدِيحاً مُبْتَكَراً | |
|
| إلا أتاني جودٌ منه مبتكرُ |
|
صَدَقْتُ في مَدْحِهِ فازْدادَ رَوْنَقُهُ | |
|
| فما على وجهه من ريبة ٍ قترُ |
|
ومَنَ أعانَ أُولِي الطاعاتِ شَارَكَهُم | |
|
| فسَلْهُمُ عنْهُ إنْ قَلُّوا وإنْ كثُرُوا |
|
لِذاكَ أثْنَوا عليه بالذِي عَلِمُوا | |
|
| خيراً فياحسنَ ما أثنوا وما شكروا |
|
قالوا وجَدْناهُ مِثْلَ الكَرْمِ في كَرَمٍ | |
|
| يَفِيءُ منه علينا الظِّلُّ والثّمَرُ |
|
ومايزالُ يُعينُ الطائعينَ إذا | |
|
| تطوعوا بجميلٍ، أو إذا نذروا |
|
ومن أعاَ أولي الطاعاتِ شاركهم | |
|
| في أجْرِ ما حَصَرُوا منه وما تَجَرُوا |
|
فما أتى الناسُ من فرضٍ ومن سننٍ | |
|
| ففي صحيفتهِ الغَرَّاء مستطرُ |
|
فحجَّ وهو مقيمٌ والحجازُ به | |
|
| قومٌ يقيمونَ لاحجُّوا ولا اعتمروا |
|
وجاهدتْ في سبيل اله طائفة | |
|
| ٌ وخَيْلُها منه والهِنْدِيّة ُ البُتُرُ |
|
وأطعمَ الصائمين الجائعين ومن | |
|
| فرطِ الخصاصة في أكبادهم سعرُ |
|
ولم تفتهُ من الأوراد ناشئة ٌ | |
|
| فيما يقولُ وَلا عِيٌّ وَلا حصَرُ |
|
يَطْوِي النَّهارَ صِياماً وهْوَ مُضطَرِمٌ | |
|
| وَاللَّيلَ يَطْوي قِياماً وهوَ مُعْتَكِرُ |
|
ومالُهُ في زَكاة ٍ كلُّهُ نُصُبٌ | |
|
| لا الخُمْسُ فيه لَهُ ذِكْرٌ ولا العُشْرُ |
|
|
| ٌ ونُصْحُهُ لم يُخالِط صَفْوَهُ كَدَرُ |
|
كم عادَ بغيٌ على قومٍ عليه بغوا | |
|
| وحاقَ مَكْرٌ بأَقوامٍ به مَكَرُوا |
|
لَمْ يَخْفَ عَنْ علْمِهِ في الأرضِ خافِيَة | |
|
| ٌ كأنَّهُ لِلْوُجُودِ السَّمْعُ والبَصَرُ |
|
فلا يظنُّ مريبٌ من جهالتهِ | |
|
| بأنَّ في الأرضِ شيءٌ عنه يَسْتَتِرُ |
|
عصتْ عليه أناسٌ لاخلاقَ لهم | |
|
| الشُّؤمُ شِيَمَتُهُمْ واللُّؤمُ والدَّبَرُ |
|
تلثموا ثم قالوا: إننا عربٌ | |
|
| فقلتُ لاعربٌ أنتمولا حضرُ |
|
ولا عُهُودَ لكُمْ تُرْعَى ولا ذِمَمٌ | |
|
| ولا بُيُوتُكمُ شَعْرٌ ولا وَبَرُ |
|
وَأيُّ بَرِّيَّة ٍ فيها بُيُوتُكمُ | |
|
| وهل هي الشعرُ قولوا لي أم المدرُ؟ |
|
وَليسَ يُنْجِي امْرأ رامُوا أذِيَّتَهُ | |
|
| منهمْ فِرارٌ فقُلْ كَلاَّ ولا وَزَرُ |
|
يَشْكُو جميعُ بني الدُّنيا أذِيَّتَهُمْ | |
|
| فهمْ بِطُرْقِهِم الأحجارُ والحُفَرُ |
|
يَرَوْنَ كلَّ قَبِيحٍ منْهُمُ حَسَناً | |
|
| ولم يبالوا ألام الناس أم عذروا؟ |
|
مِنْ لُؤمِ أحْسابِهِمْ إنْ شاتَمُوا رَبِحُوا | |
|
| ومن حقارتهم إن قاتلوا خسروا |
|
لَمَّا عَلِمْتَ بأَنَّ الرِّفْقَ أَبْطَرَهُم | |
|
| والمفسدون إذا أكرمتهم بطروا |
|
|
| ٍ وفي العقوباتِ لِلطاغينَ مُزْدَجَرُ |
|
كأَنهم أقْسَمُوا بالله أنهمُ | |
|
| لا يَتْركونَ الأذى إذَا قُهِرُوا |
|
فَمَعْشَرٌ رَكِبُوا الأوْتادَ فانقطعَتْ | |
|
| أمعاؤهم فتمنوا أنهم نُحروا |
|
ومعشرٌ قطعتْ أوصالهم قطعاً | |
|
| فما يُلَفِّقُها خَيْطٌ ولا إبَرُ |
|
ومعشرٌ بالظبا طارت رؤوسهم | |
|
| عن الجسومِ فقلنا إنها أكرُ |
|
ومعشرٌ وُسِّطوا مثل الدلاءِ ولم | |
|
| تربط حبالٌ بها يوماً ولا بكرُ |
|
ومعشرٌ سُمِّروا فوق الجيادِ وقد | |
|
| شدت جسومهم الألواح والدسرُ |
|
وآخَرُونَ فَدَوْا بالمالِ أنْفُسَهُمْ | |
|
| وقالتِ الناسُ خيرٌ من عمى ً عورُ |
|
موتاتُ سوءٍ تلقوها بما صنعوا | |
|
| ومن وراءِ تلقيهم لها سقرُ |
|
وَقد تَأَدَّبَتِ المُسْتَخْدَمون بهم | |
|
| والغافلون إذا ما ذُكِّروا ذَكروا |
|
فَعَفَّ كلُّ ابنِ أنْثَى عَنْ خِيانتِه | |
|
| فَلمْ يَخُنْ نفسَهُ أُنْثَى وَلا ذَكَرُ |
|
إن كان قد صلحت من بعد مافسدت | |
|
| أحوالهم بكَ إن الكسرَ ينجبرُ |
|
لولاكَ ما عدلوا من بعدِ جورهمُ | |
|
| على الرعايا ولا عفُّوُّا ولا انحصروا |
|
|
| كأنهم آمَنُوا مِنْ بعْدِما كَفَرُوا |
|
وكنتُ وصَّيتهمْ أن يحذروك كما | |
|
| وصَّى الحكيمُ بَنيهِ وَهْوَ مُحْتَضَرُ |
|
وقلتُ لا تَقْرَبوا مالاً حَوَتْ يَدُهُ | |
|
| فالفَخُّ يَهْرُبُ منه الطائرُ الحَذِرُ |
|
وحاذِرُوا معه أنْ تَرْكَبُوا غَرَراً | |
|
| فليس يحمد من مركوبه الغررُ |
|
ولا تصدوا لما لم يرضَ خاطرهُ | |
|
| إنَّ التَّصَدِّي لما لمْ يَرْضَهُ خَطَرُ |
|
فبان نصحي لهم إذ مات ناظرهم | |
|
| وقد بدت للورى في موته عِبَرُ |
|
مُقَدَّماتٌ: أماتاهُ وأقْبَرَهُ | |
|
| مشاعليان ماأدوا ولا نصروا |
|
وجرَّسوهُ على النعشِ الذي حملوا | |
|
| مِنَ الفِراشِ إلى القَبْرِ الذي حَفَرُوا |
|
ياسوءَ ماقرءوا من كلِّ مخزية | |
|
| ٍ عَلَى جِنَازَتِهِ جَهْراً وما هَجَرُوا |
|
وكبَّروا بعد تصغيرٍ جرائمهُ | |
|
| وَقَبَّحُوا ما طَوَوْا منها وما نَشَروا |
|
وكان جمَّع أموالاً وعدَّدها
|
كما يزول بحلق العانة الشعرُ
|
وراحَ من خدمة ٍ صفرَ اليدينِ فقلْ | |
|
| للعاملين عليها بعدهُ عبروا |
|
إذا تَفَكَّرْتَ في المُسْتخْدَمينَ بدَا | |
|
| منهم لِعَيْنَيْكَ ما لم يُبْدِهِ النَّظَرُ |
|
ظَنُّوهُمُ عَمَرُوا الدُّنيا بِبَذْلِهمُ | |
|
| وإنما خرَّبوا الدنيا وماعمروا |
|
فطهِّرِ الأرضَ منهمْ إنهمْ خَبَثٌ | |
|
| لو يغسلونهم بالبحر ما طهروا |
|
نِيرانُ شَرٍّ كَفانَا الله شرَّهمُ | |
|
| لايرحمونَ ولا يبقون إن ظفروا |
|
فاحْذَرْ كِبارَ بَنِيهمْ إنهمْ قُرُمٌ | |
|
| وَاحْذَرْ صِغارَ بَنِيهمْ إنهم شَرَرُ |
|
فالفيلُ تَقْتُلُهُ الأفْعَى بِأصْغَرِها | |
|
| فيها ولم تخشَهُ منْ سِنِّها الصِّغَرُ |
|
واضربهم بقناً مثل الحديدِ بهم | |
|
| فليسَ من غيرِ ضَرْبٍ يَنْفَعُ الزُّبُرُ |
|
ولا تَثِقْ بِوَفاءٍ مِنْ أخِي حُمُقٍ | |
|
| فالحمقُ داءٌ عياءٌ برؤه عسرُ |
|
مِنْ كلِّ مَنْ قَدْرُهُ في نَفْسِهِ أبَداً | |
|
| مُعَظَّمٌ وَهُوَ عند الناسِ مُحْتَقَرُ |
|
يَصدُّ عنكَ إذا استغنى بجانبه | |
|
| ولا يزوركَ إلا حين يفتقرُ |
|
كأنه الدَّلْوُ يعلو حينَ تَمْلَؤُهُ | |
|
| ماءً ويُفْرِغُ ما فيهِ فَيَنْحَدِرُ |
|
وَالدَّهْرُ يَرْفَعُ أطْرَافاً كما رَفَعَتْ | |
|
| أَذْنَابَها لِقَضاءِ الحاجَة البَقَرُ |
|
حسبُ المحلة ِ لما زال ناظرها | |
|
| أن زال مذ زال عنها البؤس والضررُ |
|
وَأنَّ أعْمالَها لمَّا حَلْلتَ بها | |
|
| تغارُ من طيبها الجناتُ والنهرُ |
|
وأهلها في أمانٍ من مساكنها | |
|
| من فوقهم غرفٌ من تحتهم سررُ |
|
ملأتَ فيها بيوتَ المال من ذهبٍ | |
|
| وَفِضَّة ٍ صُبَراً يَا حَبَّذا الصُّبَرُ |
|
وَالمالُ يُجْنَى كما يُجْنَى الثمارُ بها | |
|
| حتى كأنَّ بَنِي الدُّنيا لها شَجَرُ |
|
وتابعت بعضها الغلات في سفرٍ | |
|
| بعضاً إلى شُوَنٍ ضاقَتْ بها الخُدُرُ |
|
وَسِقَتْ الخيْلُ لِلأبْوَابِ مُسْرَجَة | |
|
| ً لَمْ تُحْص عَدّاً وتُحْصَى الأنجُمُ الزُّهُرُ |
|
والهجنُ تحسبها سحباً مفوَّفة | |
|
| ً في الحقِّ منها فضاءُ الجوِّ منحصرُ |
|
وكلُّ مقترحٍ مادارَ في خلدٍ | |
|
| يأتي إليكَ به في وقتهِ القدرُ |
|
وما هممتَ بأمرٍ غير مطلبهِ | |
|
| إلاَّ تيَّسرَ من أسبابهِ العسرُ |
|
والعاملون على الأموال ما علموا | |
|
| مِنْ أيِّ ما جهة ٍ يأْتي وما شعَرُوا |
|
وما أرى بيت مالِ المسلمين درى | |
|
| مِنْ أينَ تأتي لهُ الأكياسُ والبِدَرُ |
|
هذا وما أحَدٌ كلَّفْتَهُ شَطَطاً | |
|
| بما فعلتَ كأن الناسَ قد سُحروا |
|
بلْ زَادَهمْ فيكَ حُبّاً ما فَعَلتَ بهِمْ | |
|
| مِنَ الجمِيلِ وَذَنْبُ الحُبِّ مُغْتَفَرُ |
|
فإنْ شَكَوْا بِغْضَة ً مِمَّنْ مَضَى سَلَفَتْ | |
|
| فما لقلبٍ على البغضاءِ مصطبرُ |
|
فالصبر من يدِ من أحببتهُ عسلٌ | |
|
| وَالشَّهْدُ مِنْ يَدِ مَنْ أبغَضْتَهُ صَبرُ |
|
لقد جُبِلْتَ عَلَى عَدْلٍ وَمعْرِفَة | |
|
| ٍ سارت بفضلهما الأمثال والسِّيَرُ |
|
فما حَكَمْتَ بمَكْروهٍ عَلَى أحَدٍ | |
|
| حُكماً يخالفهُ نصٌ ولا خبرُ |
|
|
| ً مِنْ طِينَة ٍ غارَ منها العَنْبَرُ العَطِرُ |
|
فليَنْهِكَ اليوَمَ منها الفضلُ حين غَدا | |
|
| دين الإلهِ بسيف الدين منتصرُ |
|
عَلَى صفاتِكَ دَلَّتْنا نَجابَتُهُ | |
|
| وبان من أين ماء الوردِ يعتصرُ |
|
ميزانهُ في التقى ميزانُ معدلة | |
|
| ٍ وَحِكْمة ٍ لا صَغًى فيها وَلا صِغَرُ |
|
مَشَى صِرَاطاً سَوِيّاً مِنْ دِيانَتِهِ | |
|
| فما يزال بأمر الله يأتمرُ |
|
تُرْضِيكَ في الله أعْمالٌ وَتُغْضِبُهُ | |
|
| وما بدا لي أمرٌ منكما نكرُ |
|
قالت لي الناسُ ماذا الخُلفُ؟ قلت لهم: | |
|
| كما تَخَالَفَ موسى قَبْلُ والخَضِرُ |
|
أما عصى أمرموسى عند سفك دمٍ | |
|
| مافي شريعة ِ موسى أنه هدرُ |
|
وقد تعاطى ابن عفانٍ لأسرتهِ | |
|
| وما تعاطى أبو بكرٍ ولا عمرُ |
|
ولَنْ يَضِيرَ أُولي التَّقْوَى اختلاَفُهُمْ | |
|
| وهم على فِطْرة ِ الإسلامِ قد فُطِرُوا |
|
مشمِّرٌ في مراعي الله مجتهدٌ | |
|
| وبالعفافِ وتقوى الله مؤتزرُ |
|
وقعتُ بين يديه من مهابتهِ | |
|
| وقالتِ الناسُ ميتٌ مسَّهُ كبرُ |
|
وَقَصَّرَتْ كلماتي عَنْ مَدَائحِه | |
|
| وقد أتيتُ من الحالين أعتذرُ |
|
فاقبل بفضلك مدحاً قد أتاك به | |
|
| شيخٌ ضعيفٌ إلى تقصيره قصرُ |
|
فما على القوسِ من عيبٍ تعابُ به | |
|
| إنِ انْحَنَتْ واستقامَ السَّهْمُ والوتَرُ |
|
وَالْبَسْ ثَنَاءَ أجَادَتْ نَسْجَهُ فِكَرٌ | |
|
| يَغارُ في الحُسْنِ منه الوَشْيُ والحِبَرُ |
|
مِنْ شاعرٍ صادقٍ ما شانهُ كَذبٌ
|
يَهيم في كلِّ وَادٍ منْ مدائِحِه | |
|
| على معانٍ أضلت حسنها الفكرُ |
|
لا يَنْظِمُ الشِّعْرَ إلاَّ في المَدِيحِ ومَا | |
|
| غيرُ المديحِ له سؤالٌ ولا وطرُ |
|
ماشاقهُ لغزالٍ في الظبا غزلٌ | |
|
| ولا لغانية ٍ في طرفها حورُ |
|
مديحهُ فيك حرٌّ ليس يملكهُ | |
|
| منَ الجَوائزِ أثمَانٌ وَلا أُجَرُ |
|
إنَّ الأديبَ إذا أهْدَى كَرَائِمَهُ | |
|
| فقصدهُ شرفُ الأنسابِ لا المهرُ |
|
تَبّاً لِقَومٍ قد اسْتَغنَوْا بما نَظَمُوا | |
|
| من امتداح نبي الدنيا ومانثروا |
|
فلو قفوت بأخذ المالِ إثرهم | |
|
| لَعَوَّقَتْني القَوافي فيكَ والفِقَرُ |
|
خير من المالِ عندي مدحٌ ذي كرم | |
|
| ذكري بمدحي له في الأرض ينتشرُ |
|
فالصفرُ من ذهبٍ عندي وإن صفرتْ | |
|
| يدي وإن غنيتْ سيانِ والصفرُ |
|
بقيتَ ماشئتَ فيما شئتَ من رتبٍ | |
|
| عليَّة ٍ عمرُ الدنيا بها عمروا |
|
وَبَلَّغَتْكَ اللَّيالي ما تُؤَمِّلُهُ | |
|
| ولا تعدت إلى أيامك الغيرُ |
|
وَقد دَعتْ لكَ منّي كلُّ جَارِحَة | |
|
| ٍ وبالإجابَة ِ فَضْلُ الله يُنْتَظَرُ |
|