عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > عمان > عمران المعمري > مفخرة الإنسانية

عمان

مشاهدة
1084

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

مفخرة الإنسانية

على ذكر الحبيب هوى بكائي
وشوّقني المصاب إلى الفناءِ
وهيّج داخلي شوقاً وروحاً
تذوب محبةً وعلى صلاءِ
وأورى الوجد أكبادي وقلبي
تبخّر بالدعاء إلى السماءِ
تمنيت اللقاء به وإني
لأرجو الله يمنحني رجائي
أحبُّ محمداً حبّاً عظيماً
فيا ربّاه ألهمْني وفائي
وخذ بيدي لتسْطُر ما بصدري
وخالط أعظمي من غير داءِ
ومازج أدمعي مع كل قطرٍ
وأضرم خافقي وغشى دمائي
إمامي قدوتي شمسي وبدري
ونهجك كان في الدنيا ضيائي
تزكّى رحم آمنة بحبلٍ
وضمَّك في غشاء من سناءِ
سقاك الله من نورٍ وروْحٍ
وتغذوك العناية بالصفاءِ
تحيط بك الملائك والبرايا
حيارى في الخوارق والبهاءِ
وتحملك الكريمة بنت وهبٍ
وتغبطها السماء على اصْطفاءِ
ترى بمنامها قبساً عظيماً
يغادر جسمها ملء الفضاءِ
تضيء به الرقاب بأرض بصرى
و لجّ َ قصور شامٍ بالضياءِ
وألقت بعد يسرٍ دون عسرٍ
إلى الدنيا السقيمة بالشفاءِ
فلا ألم المخاض به أحسّت
ولم تشعر بجهدٍ أو عياءِ
أتى والأرض مظلمةٌ وفيها
بنو الإنسان غرقى في الدماءِ
أتى والإنس تقطع كل برِّ
وترمي ذا المبادئ بازْدراءِ
أتى والعُرْب تطعن نحر عُرْبٍ
وتذبحها القياصر بالدهاءِ
أتى والعُرْب تنهش لحم عُرْبٍ
وتأكلها الأكاسر كالشواءِ
أتى والقوم في جور ٍ وجهلٍ
وشرٍّ مستطير ٍ ذي مضاءِ
وتقتل حربة الطاغين بغياً
ولم تُسْلِمْ ضعيفاً للبقاءِ
وما رحمتْ أيادي الجُهْل طفلاً
و لا شيخاً سقيماً ذا بلاءِ
وتُوؤدُ في التراب بنات حوّا
و وجه القوم أسود في اسْتياءِ
أتُدْفنُ حيةٌ من غير ذنبٍ
خلا أن القلوب ذوات داءِ
وجاء الجنس أنثى ليس إلا
وظنوا العار فيهم من نساءِ
تهان هنا النساء بكل دارٍ
وما عُرفت حقوقٌ للنساءِ
تورّث كالبهائم أو كزرعٍ
وتأخذها الفحول على اكْتواءِ
تصيح دموعها هل من شفيقٍ
وهل من منقذٍ لي من شقائي
ولا عِرْض الفتاة يصان كلاّ
ومكرهةً تساق إلى البغاءِ
وطافوا بالمشاعر في مجونٍ
وبيت الله مهتوك الفناءِ
أتعبد حوله هبلٌ وعزّى
ودين الحق يرمى للوراءِ
ضلالاتٌ وأهواءٌ وشركٌ
وتقليدٌ لسالفة الشقاءِ
خوارقه تحدّت كل عاتٍ
فيعرض عن عمىً أو كبرياءِ
وأمّا البعض قد عرفوا ولانوا
فجاؤوا بالمحبة والولاءِ
ينطّق فوق راحته حصاهُ
يسبّح حامداً ربّ السماءِ
يصدّق قوله شجرٌ ثلاثاً
يشهِّده فيشهد ذو اللحاءِ
كذاك الضبُّ يشهد في جهارٍ
يكلّم جاحداً للحق نائي
وحنّ إليه منبره وجذعٌ
فيسمع وجده مثل البكاءِ
يهدأه بلمسٍ ثمَّ ضمٍّ
فيهدأ حزنه بعد الرضاءِ
يسلم إن رآه الصخر يسري
بليلٍ في الطريق إلى حراءِ
وجاء إليه يشكو الربَّ باكٍ
بعيرٌ بعد َ تنكيد ِ الغذاءِ
يفجِّر مثل موسى حين ألقى
عصاه على الصخور عيون ماءِ
وفاق محمدٌ في ذاك موسى
فمن بين الأصابع في إناءِ
سقى جيشاً به حتى ارْتواءٍ
فما بين الصحابة من ظماءِ
هو الهادي إلى دين حنيفٍ
يقود العالمين إلى الضياءِ
هو الماحي به الرحمان يمحو
ضلال الكفر أوشك بانْتهاءِ
وخيرُ الرسلِ محمودٌ طهورٌ
ومسكٌ خاتمٌ للأنبياءِ
وتحشر عند أخمصه البرايا
و أعظمْ حاشرا يوم القضاءِ
بشيرٌ بالجنان إلى أناسٍ
نذيرٌ بالعذاب على السواءِ
سراجٌ للهدى مشكاة نورٍ
منيرٌ رحمة ٌ عند البلاءِ
رؤوفُ شاهدٌ في يوم فصلٍ
علينا حين نعرض للجزاءِ
وسطِّر أحمدٌ عند النصارى
وجاء بوصفه كتب السماءِ
تشقّق عرش كسرى ثم خرَّتْ
على إيوانه شُرَفُ البناءِ
فأصبح خائفاً في ظل جندٍ
تحيط به وحرّاس الفناءِ
تجلّد ساعة ذهبت ببشرى
ونار الفرس باءت بانْطفاءِ
فيجمع قومه ليروْا بأمرٍ
فقالوا إنه نُذُرُ انْتهاءِ
وغاضت ساوةٌ فأتت لتروي
أناسيًّا فلم تسعف بماءِ
وأحباشٍ بأفيلة ٍ عظامٍ
تهزُّ البيد مفزعة الرعاءِ
فكيف بأهل مكة حين جائت
تزلزل دورهم بعد الحواءِ
خبت منها شجاعتهم وألقوا
بأسلحةِ فما نفع اتِّقاءِ
وقال كبيرهم للبيت ربٌّ
شديد البطش مرهوب الجزاءِ
سيحميه فيأخذهم سريعاً
فترميهم أبابيبل السماءِ
فيغشى الخوف إبرهة وجيشاً
فكل جنوده دون النجاءِ
وسل عن آل سعد حين جاؤوا
قريشاً للرضاعة والغناءِ
وذاقوا القحط مرّاً في البوادي
و أثديةٌ تغيض وضرع شاءِ
فلا ألبان نسوتهم تلبِّي
لبانة رضَّعاً بعد البكاءِ
وكم عرض اليتيم على نساءٍ
فتأبى حمله كل النساءِ
فتأخذه السعيدة حمل كرهٍ
فتغدو في النعيم وفي الهناءِ
وما عرفت بأن السعد آتٍ
على يد أحمد ٍ ماحي العناءِ
فتحفل شاتها لبنا ولحماً
تعود من البلاقع بامْتلاءِ
فدَّرتْ ميرةً ورأتْ عجيباً
من البركات من بعد البلاءِ
فتسأل أمه والجد مهلاً
نعود به وألقت بالرجاءِ
تقول بأنه طفلٌ صغيرٌ
بحاجة أرض بدوٍ لا الرخاءِ
يزيد فصاحةً ويزيد بأساً
يشبُّ بقوةٍ بين الرعاءِ
فتأخذه بحضن ٍ ثمَّ ضمٍّ
وآبتْ بالسعادة والعطاءِ
أجاء إليه جبريلٌ بيومٍ
بأمر الله ينزل من سماءِ
يغسِّل قلبه ويشقُّ صدراً
فأفزع فعله من كان رائي
فتجري بعده الصبيان رعباً
وكاد يصيبها بعض الهذاءِ
طوى البيداء والأطفال تحكي
عن الأمر الجليل بلا مراءِ
فترجعه لمكة إثر خوف ٍ
على الطفل اليتيم من ابْتلاءِ
وما تنسى حليمة خير طفلٍ
وتذكر خيره زاكي النماءِ
وآمنة الحنون تعدُّ رحلاً
لعبدالله تعزم بالوفاءِ
فتصحب أحمداً والجدُّ أمسى
عليل الشوق يطمع في اللقاءِ
لقد رحل الثلاثة في اشتدادٍ
من الآلام رغباً في الْتقاءِ
وأمُّ محمدٍ بالحب تطوي
صحاري الوجد تبحث عن عزاءِ
على قبر الفقيد بكت طويلاً
تخبِّر زوجها تحت الحياءِ
وزاد سقامها واشْتدَّ وطئً
فيطوي الموت آمنة الزكاءِ
وصار بحضن شيخٍ ذي جلالٍ
وسيِّد معشرٍ برٍّ كَفاءِ
فبات معزَّزاً في ظلِّ أهلٍ
كرامٍ سادةٍ وذوي علاءِ
وأعطاه الكبيرُ كبيرَ عطفٍ
فخصَّ حفيده بعض العطاءِ
يدوس على البساط جوار بيت ٍ
فيزجره الكبار إلى التنائي
تفرَّس في الحفيد جليل قدرٍ
فيمسح رأسه بيد انْتقاءِ
ولمَّا قد أحسَّ الموت داني
إلى الشيخ العجوز وكان نائي
يُوكّله إلى عمٍّ رحيم ٍ
نمى في بيته خير النماءِ
وكان يضيق عنه الرزق لكنْ
بسيط القلب موفور الإباءِ
مهابٌ في قريشٍ رغم فقرٍ
ويمسك بالزعامة والسقاءِ
يرى ابْنَ أخيه كنزاً من صفاتٍ
جميل الطبع موصوف النقاءِ
تجلُّ الطفل مكَّةُ والأناسي
فلقِّب بالأمين من الذماءِ
ويزهو الهشم فيه بكل نادٍ
فترفعه الخلال إلى ارْتقاءِ
وصاحب عمَّه مذ كان طفلاً
على ظهر القوافل في الشتاءِ
ونحو الشام قد عزموا وساروا
بقافلة التجارة والزكاءِ
ويمضي في طريق الشام بدرٌ
تظلٌ سحابةٌ بدر السناءِ
تظلّله تقيه حرور شمسٍ
متيَّمةً به عند التقاءِ
رأى الرهبان ما قد كان منها
وفيه يرون بشرى الأنبياءِ
فقال لعمه رهبان بصرى
لترجعْ بالغلام عن العداءِ
حذارِ من اليهود ومن أذاهمْ
ولا تلقيه عند الأقرباءِ
ويرعى في قراريطٍ ووادي
نعاجاً مثلَ كلِّ الأنبياءِ
يساعد عمَّه في جلبِ قوتٍ
فليس بعالةٍ بل ذو عطاءِ
وذاع بأنه لفتىً صدوقٌ
أمينٌ في التجارة ذو وفاءِ
حبيبٌ للخلائق والبرايا
محبٌّ للمكارم ذو حياءِ
رؤوفٌ بالبهائم حين يرعى
وذو جلدٍ وصبرٍ في البلاءِ
رفيعٌ في الحواضر والبوادي
عفيفُ النفس موسومُ النقاءِ
وبسَّامٌ صبيح الوجه تلقى
بشاشتُه المُقاربَ والمُنائي
وطاف على الشعاب وفي بيوتٍ
حديثُ الناس عن حسن الصفاءِ
وكم يروون عن حكمٍ عدولٍ
أتى فكأنه عدل السماءِ
أو الأمطار تهطل من غمامٍ
تصاب به الحرائق بانْطفاءِ
قبائل من قريشٍ في جدالٍ
على الحجر الشريف من البناءِ
رؤوسهمو تحاول منه مجداً
وتشريفاً لتجنح بالعلاءِ
وبعد الشدِّ في قولٍ وجذبٍ
وأخذٍ ثمَّ ردٍّ في المراءِ
تعاهدت الخصوم على اتفاقٍ
وأوَّلُ داخلاً فصْلُ القضاءِ
فجاء محمدٌ فالناس ترضى
فتى الأخلاق يفصل بالرضاءِ
فيأخذ بردة ويقول هاتوا
أياديكم إلى حجر البهاءِ
رضوا فتقاسموا في الحَمْلِ مجداً
ونال الكلَّ من حصص ارْتقاءِ
تنزَّه فكره عن كلِّ سوءٍ
فلم يعبدْ بها صنم الهباءِ
حنيفاً طارقاً ظلمات غارٍ
ليعبدَ واحداً جلَّ المساءِ
يرى الأكوان ساجدةً لربٍّ
عظيمٍ والأقاربَ في عماءِ
يمزّق بالصلاة جنود حزبٍ
لإبليس اللعين من الصلاءِ
يُهيِّجُ بالتسابيح الرواسي
تكاد تسيح منها كالرواءِ
تؤِّبُ في خشوعٍ في صدوعٍ
مع العبدِ النبيِّ مع الأياءِ
ترجِّع في السفوح له ذئابٌ
وتنسى عندها صوتَ العواءِ
أتاه الرُّوحُ وحياً من إلهٍ
فينزلُ حاملاً قبس السماءِ
فيرعب من جلالته نبيّاً
يساءله القراءة في حراءِ
ينادي اقْرأْ يردِّدها ثلاثاً
فزلزل قلبَه هولُ النداءِ
يجاوبه ثلاثا ً لست قارِيْ
فبسم الله تقرأ ُ من ضياءِ
وربِّك خالقِ الإنسان خلقاً
بديع الحسن من علقٍ دماءِ
ويخلق ما يشاء كذاك يهدي
إليه المنتهى ومن ابْتداءِ
فيرجع مقشعرَّ الجلد يبدو
عليه البرد صيفاً كالشتاءِ
فصاح بزوجه أن زمِّلوني
إليَّ ودثِّروني بالغطاءِ
تسائله خديجة مالزوجي
يعاني البرد في جوِّ الذُكاءِ
فقصَّ على الشريفةِ ما لقاه
بذات الغار من أمر القضاءِ
تبشِّره بخيرٍ ثمّ قالت
وصولَ الرحمِ يا سيلَ العطاءِ
ومطعمَ جوعةٍ ورحيمَ شيخٍ
وكافلَ يُتَّمٍ برَّ الوفاءِ
فلا يخزيك ربُّ البيت كلاَّ
وأنت من الرجال الأصفياءِ
نسير إلى ابْنِ عمِّي كي يرينا
وكان من النصارى الأتقياءِ
وُريْقةُ هل لديك بذاكَ خُبرٌ
تخبِّرُنا به كتب السماءِ
فقال أتاك ما قد جاء عيسى
و موسى قبله أمر اصطفاءِ
ستخرج من ديارك بعد صبرٍ
لتهديهم فترمى بالجفاءِ
تصدقه خديجة باقتناعٍ
فصارت دونه حصن الوفاءِ
رضى الرحمن عنها حين قامت
لدين الحقِّ تهطل بالعطاءِ
تواسي أحمداً في كلِّ صعبٍ
وتمسح عنه ضيم الأقرباءِ
وأما عمّه كالليث أمسى
يذود عن العرين من العداءِ
فبات محمدٌ بمنافَ يحمى
وأصبح عن مريدي الشرِّ نائي
فقام بهمِّ دعوته جهاداً
فطوراً في الجهار وفي الخفاءِ
ويتبعه عليٌّ في صباه
قأكرمْ بالصبيِّ وبالفداءِ
ويلحقهم أبو بكرٍ فأضحى
خيار الناس بعد الأنبياءِ
وأسلم بعدهم نفرٌ قليلٌ
وهم مستضعفون على الرَّواءِ
سميَّةُ ياسرٌ عمَّارُ ذاقوا
سياط الظلم في نار العراءِ
يناديهم رسول الله صبراً
فإنَّ لكم حدائق كالسماءِ
على الرمضاءِ كم عانى بلالٌ
حروق الجلد من صخر الصلاءِ
فيصرخ صامداً أحدٌ إلهي
فقالوا ارْجعْ فيعلو بالنداءِ
وذاق حلاوة الإيمان شهداً
فيغلب حلوه مرَّ البلاءِ
ومصعب في رحيلٍ عن نعيمٍ
من الدنيا إلى نعم الرضاءِ
يلاقي الفقر بسَّاماً ضحوكاً
يعيش بقلبه عيش الهناءِ
عمران المعمري
التعديل بواسطة: عمران المعمري
الإضافة: السبت 2013/08/17 01:55:21 صباحاً
التعديل: الأحد 2013/08/18 12:51:30 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com