إِذا اتخذَت نفسُ هَوى النَفسَ مبدأَ | |
|
| فَقد جهلت عُقبى أُمور ومنشأَ |
|
وَمَن لَم يقدّم حزمَه قبل عزمه | |
|
| يجد ندماً جماً عَواقب ما اِرتَأى |
|
وَمَن لَم يَصانع دَهره في سَلامة | |
|
| يَرى خطبه أَجرى إِلَيهِ وَأَجرأَ |
|
وَمَن لَم يَصن بَأساً شَديداً وَنَخوةً | |
|
| بَرأيٍ سَديدٍ ينك مجداً وَضئضئا |
|
وَمَن يَتخذ يوماً هَواه إلهَه | |
|
| يجده خذولاً حَيثما الأَمر أَلجأ |
|
وَمَن يَحتلل دارَ الزخارف يرتحل | |
|
| وَقَد ظَنَ مَأوى الراحلين مبوّأ |
|
وَمَن يَأتلف أَبناء آدم تختلف | |
|
| عَلَيهِ وَمَن لَم يَنهه الرشدُ أَخطأ |
|
وَمَن عَرف الأَيام لَم يلهُ قَلبُه | |
|
| وَفا مَن دنا مِنهُ وَلم يَبك مَن نَأى |
|
وَمَن خال إحساناً إِساءةَ نَفسه | |
|
| يَرى كُل إِحسان من الغَير سيئا |
|
وَمن قرّ عيناً بِالظَواهر لَم يَجد | |
|
| سَبيلاً إِلى درك الحَقائق موطئا |
|
وَمَن تَغتدي آمالُه وهوَ رايحٌ | |
|
| فَقَد أَسرَعت فيهِ اللَيالي وَأبطأ |
|
وَمَن لَم يصن من عزة العرض جَوهراً | |
|
| تجرّد عَن ثَوب البها فتجزّأ |
|
وَمَن يَعتمد إِلّا عَلى اللَه يُمتَهَنْ | |
|
| وَمَن يَعتصم إلّا بِهِ خاب ملجأ |
|
وَمَن يَجهل الزُهر الدراري وَشَأنها | |
|
| يَظن سراج البَيت مِنهن أَضوأ |
|
وَمِن عَز عَنهُ الكُنه تاه بِأَوجه | |
|
| فَحقّر ما يَخفى وَعظّم ما رَأى |
|
أَرى جاهِلاً مَن أَحزَنَ البُؤسُ قَلبَه | |
|
| وَأَجهل مِنهُ مَن بصفوٍ تَهنّأ |
|
وَما العَيش إِلا غَفوة ثم يَقظة | |
|
| وَبَينَهُما المَجهود يطلب أَدنأ |
|
يُحاول في دار الرَحيل إِقامةً | |
|
| وَقَد صَحب الرَكب الَّذي قَد تهيأ |
|
وَما المَهد إِلّا رحل راكبه إِلى | |
|
| حمى اللَحد مَهما قيل في السَير أَبطأ |
|
فَلا شَيء إِلّا اللَه يُرجَى وَيُتقى | |
|
| وَما غَيره إِلّا عَديماً تَشيّأ |
|
وَلا شافع إِلا النبي محمد | |
|
| فَلذ بحماه تلق منجا وَمَلجأ |
|
فَذَلِكَ خَير الناس حَياً وَمَيِتاً | |
|
| وَأَشرفهم مَجداً كَريماً وَضِئضِئا |
|
بِهِ اِتضح الحَقُّ المُبين لعارف | |
|
| وِمِنهُ اِنجَلَت عَين اليَقين لِمَن رَأى |
|
هَدَى فَعَلَت وَجهَ الضلال كَآبةٌ | |
|
| جَبين الهُدى منها اِنجَلا وَتَلألأَ |
|
لأعتابه العلياء أَفياءُ نعمة | |
|
| أَرى الدين وَالدُنيا لديها تَفيّأَ |
|
فَما أَبصرت عَلياه إِلّا بَصائرٌ | |
|
| تجرُّ عَلى الأَبصار ستراً مُخبّأ |
|
وَكَيفَ تَرى شَمس الحَقيقة أَعيُنٌ | |
|
| رَأَتهُ عَلى أَسنى العَوالم أَسنأ |
|
فَكُن جَوهَراً عَما يَشين مجرَّداً | |
|
| تَرى الحَق عَن مَعنى مَعاليه نَبّأ |
|
فَلم تَدره إلا نفوسٌ جسومُها | |
|
| غَدَت فكرةً تسري وَقلباً مُبَرّأ |
|
فَناد بياقوت القُلوب فَإِن تَفُز | |
|
| بِجَوهَر قرب فانثر الدَمعَ لُؤلؤا |
|
عَلَيهِ صَلاة اللَه ما كَوكَبٌ سَرى | |
|
| وَما زُيِّنَت أَرضٌ وَجوٌّ تَنوّأ |
|