إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
كشيءٍ ما .. |
كظلٍّ ما لشيءٍ غير مرئيٍّ |
أراكَ تطوفُ حولكَ تارةً |
وأراكَ تعبرُ من خلالِكَ تارةً أخرى |
هُنا، وهناكَ .. بينهما |
مُضاعٌ أنتَ بينهما |
هوَ الشّيءُ المريبُ |
طغى بكَ مُستبدّاً |
جاسَ أرضكَ .. صبَّ فيكَ صفاتَهُ |
وصفاتُهُ من كوكبٍ رخوٍ هلاميِّ المعاني |
جُنَّتِ الألحانُ .. |
وانثالتْ بكَ الألوانُ |
واحتدمَتْ سماؤكَ يا غريبُ |
كأنّكَ صورةٌ |
لم تحتملْ صمتَ الجّدارِ فغادرَتْهُ |
وخَلَّفتْ وجَعاً يُؤطّرهُ الغُبارُ |
خرجْتَ منكَ إلى الكناياتِ البعيدةِ |
كي تُعرّيها |
فعرّتكَ الغِوايةُ في الفضاءِ الرّحبِ |
عرّتْكَ الحكايةُ، والدّروبُ |
صديقي .. |
بل أنا .. يا أنتَ |
يا من في دياجيرِ انطفائكَ |
تسرحُ الأضواءُ |
والأصداءُ تقرعُ بابَ صمتِكَ |
والرُّؤى سِربٌ من الأنغامِ يسري فيكَ |
خلفَ قصيدةٍ لم تكتملْ |
يا أنتَ .. يا ما يحتويهِ الليلُ من أقمارَ لم تُرصدْ |
وأزمنةٍ من الحسراتِ تُبصرها ثقوبُ الليلِ |
تطويها الغُيوبُ |
صهيلٌ في بلاد العشقِ |
برقٌ في سماءِ الشّوقِ كنتَ |
وصرتَ جمراً تحت أرتالٍ من الخيباتِ ثاوٍ |
حولكَ الذّكرى تئنُّ بموقدِ الأيّامِ |
كم ضيّعتَ من كلمات |
كم أخفيتَ من صورٍ |
وكم أخفقتَ في التّرحالِ |
صوبَ الضّفّةِ الأخرى |
فأنتَ هناكَ ... |
أنتَ هناكَ .. ما أنتَ الذي يذوي هنا |
فرؤاكَ |
شرفتُكَ الحبيبةُ |
شمسُكَ الخضراءُ |
روحُكَ |
ليلُكَ الورديُّ |
ربوتُكَ |
ارتعاشُ العطرِ |
ترتيلُ البنفسجِ في حديقتِها |
سماؤكَ كلُّها بُسِطت هناكَ |
وأنتَ منسيُّ هنا |
في هامشِ الفصلِ الأخيرِ من الروايةِ |
بين أضغاثِ الحروفِ مُكبّلاً |
تترقَّبُ الأيامَ .. تنتظرُ |
على أعتابِ هذا الليل تنتظرُ |
على جهةٍ تدحرجَ من رُباها العمرُ .. تنتظرُ |
وتأمل أن تُردَّ إلى مدارِكَ أيُّها القمرُ |