إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
لا تعذليهِ فإنّ العذلَ يولعُهً ... قد قلتِ حقّاً ولكن ليس يسمعهُ |
ابن زريق البغدادي |
أُحبّكِ ... |
بيد أنّي .. لستُ أملكُ من حطام العمر |
غير قصيدتي ... وشتاتِ أمري |
وانطفاءِ البيلسانِ على حدودي |
ضاق وجهُ الأرض من سغبٍ |
فهمتُ بنائياتِ البيدِ أبحثُ عن وجودي |
خلف أسوار المعاني |
في كهوف الأُمنياتِ |
مُخَلِّفاً قمراً |
تشبث بي |
سأرحلُ كارهاً |
لأجيءَ بالفجر المعتَّقِ |
من غيابات البعيدِ الى غدي |
ما نلتُ من بلح العراقِ سوى النّوى |
أدمتنيَ الكبواتُ ... تتلوها خساراتي |
طريداً بتُّ في بلدي |
طريد الجّوعِ والخذلانِ والكمدِ |
سأرحلُ يا حبيبةُ |
إذ يقالُ بأنَّ خلف التَّلِّ أرضاً |
قالَ لي عنها طريدٌ من بلادي |
تنبتُ الأحلامُ فيها |
سوف أقطفُ ما استطعتُ من الأغاني |
ثمّ أرجعُ بعد حولٍ بالمنى |
فهناكَ تنتظرُ البدايةُ أن أمُرَّ ببابِها |
لتردَّ لي ما ضاعَ من وهَجٍ هنا |
لا شيء لي!! |
لا ظلَّ لي أبداً هنا إلاكِ |
فانتظري |
غريبٌ في بلاد اللهِ |
لم أعثر على حلمٍ أطيرُ به إلى بغداد |
جاوزني الهديلُ |
ورنَّ في سمعي الصّدى |
لا درب لي إلاّ الإيابُ |
تشدُّني الذّكرى لملكٍ لم أصنهُ |
كأنّما بيني وبين مليكتي حُجُبٌ |
رهين الخيبةِ السّوداءِ |
في ركنٍ .. تصارعهُ رياحُ البؤسِ |
ألمحُ حظِّيَ المشؤومَ يذوي لاهثاً |
بزجاجةِ القنديلِ ... من خلل السّناجِ |
معلّقاً في السّقفِ يومضُ لي |
وأفتحُ بالأسى كفّيَّ |
تربضُ فيهما الأصفارُ ... تهزأُ بي |
وحقائبي في البابِ فارغةٌ |
وحيداً في ارتعاش الليلِ |
والأوصابُ تفجئُني |
وتوصِدُ دربَ عودتيَ الذي أرجأتُهُ زمناً |
سأبقى ها هنا ... |
وقصيدتي طيرٌ |
لبيتٍ من بيوت الكرخِ أُزجلُهُ |
سترتحلُ القصيدةُ |
من دمي سفراً يُؤَطَّرُ بالنّدامةِ |
فاقرأيها يا حبيبةُ واندبي |
من جاء من بلد الشّقاءِ الى الهباءِ |
ولم ينَلْ غير المنيّةِ |
واطلبي عذراً لهُ ... لا تعذليهِ |
فقد دنت بعد اغترابٍ روحُهُ |
ستظلُّ ما بقي الزّمانُ قصيدةً |
ظمأى .... |
إلى عينيكِ تعتذر |