شَكَت خُيولك طُول الكد وَالتَعب | |
|
| مَهلاً فَما تَرَكت عاصٍ مِن العَرَب |
|
أَتعبتها بالمَغازي واسترحت بِها | |
|
| وَإِنَّما تحصل الراحات بِالتَعب |
|
عرضت خَيلك للبيض الصفاح وللس | |
|
| سمر الرِماح وَللأَهوال وَالنوب |
|
في كُل يَوم بحزب اللَه راكضة | |
|
| كَأَنَّها بِالسها مَعقودة الذنب |
|
ما نفَّضت ترب نَجد عَن مَعارفها | |
|
| حَتّى مَشَت لِلحَسا بِالنَصر وَالغَلب |
|
لَيسَ الأَمير الَّذي يَقضي إِمارته | |
|
| ملازم الظل لَم يَنهب وَلا يَهب |
|
بَل الأَمير الذي يرقى غَواربها | |
|
| وَلا يَبيت بِغَير السَرج وَالقتب |
|
لا يَستَحق جُلوس التَخت غَير فَتى | |
|
| قَد طالَ مَجلسه في أظهر النجب |
|
أَرح جياد المَهاري وَاسترح فَلَقَد | |
|
| بَلَغت ما تَشتَهي يا سامي الرُتَب |
|
ذَللت كُل عَزيز في عَشيرته | |
|
| حَتّى حكمت عَلى البُلدان وَالطنب |
|
لَكَ الجَزيرة مِن صنعا إِلى هجر | |
|
| إِلى العِراق إِلى مصر إِلى حَلَب |
|
أَدّبت أَعرابها مِن بَعد بَغيهم | |
|
| وَالعرب لَم تَثنهم إِلّا عَصى الأَدب |
|
يا طالما لمغارات قَد التجأوا | |
|
| وَخربوا دورهم خَوفاً مِن الطَلَب |
|
وَاليَوم مُذ سَلَّموك الأَمر قَد عمروا | |
|
| فلا تَرى لَهُم مِن منزل خرب |
|
أَضحَت مَواشيهم بِالدوّ آهلة | |
|
| وَارتعوها جنيَّ الرَوض وَالعشب |
|
ثَوب الرِياسة لَم تلبسه عارية | |
|
| بَل إِنَّهُ لَكَ إرث مِن أَب لِأَب |
|
وَلَم ينازعك يا اِبن الطَيبين بِهِ | |
|
| إِلّا الَّذي نَفسه اِشتاقَت إِلى العطب |
|
إِن تَلقك الخَيل ألوت في أَعنَّتِها | |
|
| وَما لَها سَبب ينجي مِن الهَرَب |
|
جاؤوك وَالكُل يَبغي ثار وَالده | |
|
| فَمُذ رَأوك أَنثنوا نكصاً عَلى العقب |
|
لَقَد غضبت فَكادَ السَيف يَأخذهم | |
|
| لَكن حلمك يَمحو سُورة الغَضَب |
|
وَمُدَّعي العلم منهم قَد رَأى كُتباً | |
|
| تَدله أنَّك المَذكور في الكتب |
|
يَرون في آخر الأَزمان يَملكهم | |
|
| ذُو همة غَير هيّاب وَلا نكب |
|
لَم يَنخدع بِأَكاذيب مزخرفة | |
|
| وَقَوله الحَق مَأمُون مِن الكذب |
|
بَعثت خاتمة الأَجواد في زَمَن | |
|
| بِهِ فَقَدنا السَخا حَتّى مِن السحب |
|
لَو حلّ ضَيفك مِن سَلمى إِلى أَجأ | |
|
| وَهُم أُلوف لأمسوا في قرى خصب |
|
مثل الجَوابي لَهُ تَتَرى جفانكم | |
|
| تَرى صغيراتها أَعلا مِن الهضب |
|
فَفيك ما فَجعت طيّ بحاتمها | |
|
| إِذا اِنتَهى كَرم الآباء للعقب |
|
ما حاتم مِنك أَو ممن لَهُ شبه | |
|
| ففي الحمية مَعنى لَيسَ في العنب |
|
لِلّه قومك ما اَصفى قُلوبهم | |
|
| كَأَنَّها خُلقت مِن خالص الذهب |
|
هَذا ابن عمك قَد طابَت سَريرته | |
|
| سَيف بِيمناك إن تضرب بِهِ تصب |
|
أَخلصته لَكَ خلاًّ لا تُفارقه | |
|
| وَنَفسه بِسوى رُؤياك لَم تَطب |
|
مجرب أَن رَأى رَأياً أَصابَ بِهِ | |
|
| وَمَن يُوافقه بِالرَأي لَم يَخب |
|
قَد أَنجبت فيهِ قحطان عشيرته | |
|
| وَآل قحطان كانوا جمرة العَرَب |
|
وَإِن عَبد العَزيز الشَهم لَيسَ لَهُ | |
|
| بِغَير حُب العُلى وَالمَجد مِن أَرَب |
|
إِذا أَمرت مَضى فيما أَمرت بِهِ | |
|
|
آل الرَشيد بذكراكم يَلذ فمي | |
|
| كَعاطش ذاقَ طَعم البارد العَذب |
|
خُذوا عراقية أَهديتها لَكُم | |
|
| أَلفاظها اِنتَظَمَت كَاللؤلؤ الرَطب |
|
هذا جَزا ما زرعتُم مِن مَكارمكم | |
|
| وَزارع الكَرم يَجني طَيب العنب |
|
ثُمَ الصَلاة عَلى الهادي وَعترته | |
|
| وَصحبهِ مِن ذَوي الإِيمان وَالحَسَب |
|