عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > جعفر الحلي > يَغر الفَتى بِالدَهر وَالدَهر خائنُ

العراق

مشاهدة
2675

إعجاب
5

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

يَغر الفَتى بِالدَهر وَالدَهر خائنُ

يَغر الفَتى بِالدَهر وَالدَهر خائنُ
وَيُصبح في أَمنٍ وَما هوَ آمنُ
وَيُحكم أسَّ الدار مِن فَرط جَهله
وَما نَفعُه في داره وهوَ ظاعن
وَإِن أمام المَرء مَوتاً محتماً
فَلا يَغترر إِن المحتَّم كائن
إِذا الناصعات البيض لاحَت بمفرق
فَتلك لمحتوم الفَناء قرائن
سَتحملنا وَالمَوت غايةُ قَصدِها
هجانُ الليالي لا المَطايا الهَجائن
وَأَيّ فَتىً لَم تَستبح إبلَ عمره
وَلَو كانَ ينميه مِن القَوم مازن
سل الدَهر عَن تِلكَ المُلوك الَّتي مَضَت
فَأَين مَبانيها وَأَينَ المَساكن
وَسَل عَن بَني الزَهرا مَواطنَ عزِّهم
متى أَقفرت مِن ساكنيها المواطن
ضَغاين شرك أَظهرتها أُميةٌ
وَكَم من عليٍّ في الصُدور ضغائن
وَخانوا حسيناً في العُهود وَلا تَخل
يَنال سَبيل الرُشد مَن هوَ خائن
أَثاروه مَن غابِ الرِسالة ملْبداً
وَلَيث الشَرى لَم يَقترب وَهوَ كامن
وَخافوا عَلى دُنياهمُ مِنهُ فاغتدت
بِتدبيره أَسرارهم وَالعَلائن
فَوافاهمُ مِن بَعد ما أَرسَلوا لَهُ
ظَواهرَ صُحفٍ خالفتها البَواطن
هوَ البَدر قَد حاطتهُ هالةُ أَنجمٍ
بِبَهجتها وَجهُ البَسيطة زائن
هُمُ القَوم أَمّا ضدُّهم فَهوَ خائف
لَديهم وَأَمّا جارهم فهوَ آمن
تَضم ضوافي السرد مِنهُم معاطفاً
مياسيرها مَحمودة وَالميامن
ضَراغم مِن أَدراعهم وَسيوفهم
لَهُم لبدٌ مَرهوبة وَبَراثن
وَتنفث سَمّاً لُدْنُهم فَكأنها
إِذا اعتقلوها للطعان ثَعابن
وَكَم فَجروا ماء الطَلا بِسيوفهم
فَسالَت بِطاحٌ بِالدما وَأَماكن
وَلَولا العَوادي أَغرقتهم مِن الدما
بحارٌ وَلَكن الخُيول سَفائن
أَبوهم عليٌّ لَيثُ كُلِّ بَسالةٍ
لَهُ وَقفات شوهدت وَمَواطن
وَمن يَرَهم في الطَعن مثلَ أَبيهمُ
تَيقَّن أَن المكرمات مَعادن
يَقودهمُ للحرب أَصيدُ أَشوسٌ
لِبيضة دين اللَه حامٍ وَصائن
دَعى آل حربٍ لِلهُدى يَوم كَربلا
فَأُبدِي مَكنونٌ وَحرِّك ساكن
وَلما نَبا عَن سمعهم سَيفُ وَعظه
وَلم يَنبُ لَولا ما عَلى القَلب رائن
نَضا مرهفاً ماضي المَضارب أَبيَضاً
وَلكن بِهِ سُود المَنايا كَوامن
جَرى الماء في حافاته وَهوَ عاطش
وَلم تَروه إِلا الطَلا وَالجَناجن
بِكفِّ اِبن حوّاضِ العجاجة من عنَت
لَهُ الناس وَانقاد الطغاة الفَراعن
وَلَولا قَضاء اللَه لَم يَبق مِن بَني
أُميةَ في الأَرض البَسيطة قاطن
وَما حجبت عَنهُ يَدُ اللَه نَصرَها
لهونٍ وَلَكنَّ المحتم كائن
وَلما دَعاه الله لبّى لِأَمره
مُطيعاً رَحيب الصدر وَالجأش طامن
فَبات وَأَبناء الرِسالة حَوله
معفرة في الترب مِنها المحاسن
جُسوم برغم المَجد عفَّرها الثَرى
وَجالت عَلَيها العاديات الصَوافن
وَكَم حرة بَعد التحجب أُبرزت
وَأَدمعها كَالمعصرات هَواتن
فَهن عَلى أَكفائهن هَواتفٌ
كَما هتفت فَوق الغُصون الوراشن
أَحبتنا من للظعاين بَعدكم
فَلَيتَ فَداكم يا كرام الظعائن
نووا ظعناً فينا المضلون غَدوة
أَيجمل مسرانا وَأَنتُم رَهائن
مَضيتُم بِحَيث الحَرب تَشهد أَنكُم
كَفاة وَما فيكُم مِن القَول شائن
وَما طَعنت فيكُم سِوى ألسن القَنا
وَلَولا القنا لَم تُلفَ فيكم مَطاعن
وَمرضعة ناحَت بِجَنب رَضيعها
مولهة وَالوَجد باد وَكامن
تَخال وَقَد هامَت جَوىً أَمَّ شادن
تَعلق مِنها في الحبالة شادن
رَأتهُ وَما بلت حَشاشة صَدره
ثَديٌّ وَلا أَحنَت عَلَيهِ الحَواضن
فودت بِأَن تفقي لَهُ ماءَ عَينها
لِيَروَى وَلَكن ذَلِكَ الماء آجن
تَجرَّع مِن قبل اللبا دَمَ نَحره
وَمِن قَبل أَن يَحيا لَهُ الحين حائن
كَأَنّ هِلالاً تم وَهوَ ابن لَيلة
فَفاجأه بِالرَغم خسف مقارن
جعفر الحلي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: السبت 2013/08/03 03:32:45 صباحاً
التعديل: السبت 2013/08/03 06:08:35 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com