عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > جعفر الحلي > يا يوسف الحسن فيكَ الصَب قَد ليما

العراق

مشاهدة
3151

إعجاب
3

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

يا يوسف الحسن فيكَ الصَب قَد ليما

يا يوسف الحسن فيكَ الصَب قَد ليما
ولو رأوك هووا لِلأَرض تَعظيما
بِمَن حَباك فُنون الحُسن تَتميما
لُح كَوكَباً وَامش غُصناً وَالتفت ريما
فَإِن عداك اسمُها لَم تَعدُك السيما
شهدٌ بثغرك لَم تبرد بِهِ كبدُ
عَقارب الصدغ في حافاتهِ رصدُ
تبدي ثلاثاً وَلَكن لَم تَنلك يَدُ
وَجهاً أَغر وَجيداً زانَهُ جَيَدُ
وَقامة تُخجِل الخطيَّ تَقويما
سفرت فَالبَدر لا تحكيك غرتُهُ
وَالخشف دونكَ عَيناه وَنَظرتُهُ
دَعاكَ صبُّك إِذ حارَت بَصيرته
يا مَن تجل عَن التَمثيل صُورته
أَأَنت مثلتَ رُوح الحسن تَجسيما
عَهدتني لَم أَجد لي في النَسيب يَدا
وَلَم أَكُن لِنضار الشعر منتَقِدا
وَيَوم لي بابليُّ اللَحظ مِنكَ بَدا
نَطقت بِالشعر سحراً فيكَ حينَ غَدا
هاروتُ طرفك يُنشي السحر تَعليما
عَناصري أَنتَ مَعدود كخامسها
وَمِن حَواسِّيَ مَعدودٌ كسادسها
يا صُورة الحُسن جلت عَن مجانسها
لَو أَبصرتك النَصارى في كَنايسها
مُصوَّراً ربعت فيكَ الأَقانيما
أَضحى مَحبّوك في دين الهَوى أمما
وَكَم سَفكتَ لَهُم في مقلتيك دَما
فَلم تَزَل فاتِناً طوراً وَمنتقما
إِذا سفرتَ تَولَّى المُتقيْ صَنَما
وَإِن نَظَرت تَوقَّى الضَيغم الريما
هَواك راحة قَلبي في مَتاعبِهِ
وَالقَلب يَبرد مِن أَبراد لاهبه
يا للرجال ألا عَونٌ لِصاحبه
مَن لي بِأَلمَى نَعيمي بِالعَذاب بِهِ
وَالحُب أَن تَجد التَعذيب تَنعيما
قَد اتبعناه وَالتهيام سنَّتُهُ
وَكَوثر الريق لِلعُشاق منَّتُهُ
رُضوانه الخال وَالخدان جنتُهُ
لَو لَم تَكُن جَنةَ الفردوس وَجنتُهُ
لَم يَسقِني الريقَ سلسالاً وَتَسنيما
أَهدى لَكَ الفَلَكُ الدوَّارُ أَنجمَهُ
صبا فوشحه فيها وَخَتَّمَهُ
فَاعجب لَهُ وَمليك الحُسن عَلَّمه
أَلقى الوشاح عَلى خصر تَوَهَّمَهُ
فَكيفَ وَشَّحَ بِالمرئيِّ مَوهوما
دم الشَقيق مراقٌ في أَناملِهِ
وَالخَيزران عَليل مِن تَمايله
يا حسنه حينَ باهى في شَمائله
وَرجَّ أَحقافَ رَملٍ في غَلائله
يَكادُ ينقدُّ عَنها الكَشحُ مَهضوما
غُصن تَنوء بِهِ مِن رَدفه هضبُ
ينوشها مِن أَعالي فرعه عَذَبُ
يَمشي وَفي ساقه مِن حِجْله ندبُ
إِن آلَمَ الحِجْلُ ساقيه فَلا عَجبُ
فَقَد شَكى مِن دَقيق الدرز تاليما
نَشاط صَبوتِهِ يمشيه مبتدرا
وَثقل أَردافه يَثنيه منهصرا
فَإِن مَشى جائِلاً حِجْلاً وَمؤتزرا
الردف وَالساق رَدّا مشيَه بهرا
وَالدرع منقدَّةً وَالحِجْلَ مَفصوما
بَراه رَبٌّ قَدير في تَصرُّفه
فَكانَ أَبدَع شَكل في تَكيُّفه
نَبي حسن أَمنّا مِن تَحرُّفه
في وَجهِهِ رُسِمَت آيات مصحفه
تُتلى وَلم يَخشَ قاريهن تَأثيما
فآية السحر فيها عَينه اِكتَحَلَت
وَآية النمل في طرس العذار حلت
وَعَينه هِيَ صاد حَولَها اِكتمَلَت
ذي نُون حاجبه لَو حاؤه اِتصَلَت
في ميم مبسمه لَم تَعد حاميما
تَعلم اللحنَ إِبراهيمُ مِن فَمِه
وَنال علمَ الأَغاني في تعلُّمه
فَعود إِسحق ملغى في تَرنُّمه
وَلحن مَعبَدَ يَجري في تكلمه
إِن أَدمج اللَفظ تَرقيقاً وَتَرخيما
كَم بِتُّ ألثمه شَوقاً وَيلثمني
وَأجتَني الدرَّ غَضاً إِذ يكلِّمني
فَإِن تبسَّم لي وَالشَوق يُؤلمني
أَشيمُ بَرقَ ثَناياه فَيوهمني
تَأَلُّقَ البَرقِ نَجديّاً إِذا شيما
يَا حَبَذا ماء واد مِنهُ شربُكُمُ
يَردنَ سربُ المَها فيهِ وَسربُكُمُ
سَقاكُم الغَيث كَي يَخضر شِعبُكُمُ
يا نازِلي الرَمل مِن نَجدٍ أُحِبُّكُمُ
وَإِن هَجرتم فَفيما هَجرُكُم فيما
نَسيتمُ بِزرودٍ طيبَ مجلسِنا
وَإِذ حميّا الهَوى مالَت بأرؤُسِنا
فَما دَنا غَير ريّاكُم لِمعطسنا
أَلَستُمُ أَنتُمُ ريحانَ أَنفُسِنا
دُون الرَياحين مجنياً وَمشموما
إِني وَإِن كُنت نائي الجسم ضَيفُكُمُ
وَالقَلب مأواه واديكُم وَخيفُكُمُ
فَلُّوا غِرار الجَفا لا فُلَّ سَيفُكُمُ
إِن يَنأ شَخصُكُمُ فَليدنُ طيفُكُمُ
لَو أَن للعين إغفاءً وَتَهويما
عَهدتكم نجعةَ الصادي بموئلِكمْ
وَتَنقعون الظما في بَرد سلسلِكم
فَها أَنا حائم مِن حَول مَنزِلِكم
هَل توردون ظِماءً عَذب منهلِكم
أَم تصدرون الأَماني حُوَّماً هيما
حَتّى مَتى يَتقاضى الصَبُّ دينَكُمُ
وَكَم أَكابد في الترحال أينَكُمُ
كَأَنَّما القَلب مني ضاعَ بَينَكُمُ
لي بَينَكُم لا أَطالَ اللَه بَينَكُمُ
غَضيضُ طَرف يَرد الطرف مَسجوما
رَضعت قَبل اللبا مِن درِّ إلفتِهِ
وَما تَرعرعتُ إِلّا في محبتِهِ
هَيهات أَن تفطموني عَن مَودته
أَنا رَضيع هَواه مُنذُ نَشأته
وَنشأتي لَن تَروني عَنهُ مَفطوما
كَم ذا تجور عَلى العاني وَتظلمُهُ
كَأنه حل في شرع الهَوى دَمُهُ
رَضيت يا مَن لَهُ رِقِّي أُسَلِّمُهُ
يا جائِراً وَعَلى عمد أَحَكِّمُهُ
أَعدل وَجُر بِالَّذي وَلاك تَحكيما
قَضى الَّذي جَعل الأَشياء في عللِ
فَكانَ في رَجل ما لَيسَ في رَجُلِ
بِقسمة لَكَ فيها غَير ما هوَ لي
لَكَ الصبا وَالجَوى لي وَالعُلى لعلي
وَقُل لِهادي الهُدى طَرداً وَتقسيما
جعفر الحلي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: السبت 2013/08/03 03:22:57 صباحاً
التعديل: السبت 2013/08/03 06:02:44 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com