للرُّوحِ من رَوْحِ ريحِ الحِبِّ رَيْحانُ | |
|
| وللحَقائِقِ في الأَسرارِ بُرْهَانُ |
|
كم جاءَ بالزُّورِ قومٌ يرفُلونَ بهِ | |
|
| كأنَّهُمْ وهو بينَ النَّاسِ ما كانُوا |
|
وأصْبَحوا لا تَرى إِلاَّ مَساكِنَهُمْ | |
|
| وللمُحقِّينَ آثارٌ وأَعيَانُ |
|
لا يُعْجِبَنْكَ من الفُسَّاقِ قولُهُمْ | |
|
| إنْ أَنْتَ حقَّقْتَهُ زورٌ وبُهْتَانُ |
|
وكلُّ نشأَةِ غيبٍ تُلْفِ صاحِبَها | |
|
| والمُخلِصونَ لأهلِ الحقِّ خُلاَّنُ |
|
فالْزَمْ رِجالاً أَجَلَّ اللهُ سيرَتَهُمْ | |
|
| وكلُّ نيطَتِها ذوقٌ وعِرْفَانُ |
|
والأَحْمَدِيُّونَ لا تترُكْ محاضِرَهُمْ | |
|
| فهُمْ رِجالٌ لَهُمْ في الحَيِّ ديوَانُ |
|
للعارِفِ العَلَمِيِّ الحَبْرِ يُعْجبُني | |
|
| قولٌ لهُ في نِظامِ الحقِّ تِبْيَانُ |
|
إذا طَغى الدَّهْرُ أَو جارَتْ نوائِبُهُ | |
|
| فالأَحْمَدِيُّونَ ذُخْري أينما كانُوا |
|
صِرِ ابنَ روحِ مَعانيهِمْ لتَثْنى بهِمْ | |
|
| ما كلُّ ابنٍ لروح الحُبِّ سَلْمَانُ |
|
قمْ نَهْنِهِ الكأسَ واشربْ خمرَ حانَتِهِمْ | |
|
| واذْهَلْ هُياماً فنِعْمَ الكأسُ والحَانُ |
|
قومٌ لهُمْ برسولِ اللهِ معرِفةٌ | |
|
| وفي التَّدلِّي لهُمْ في آلِهِ شانُ |
|
طَريقُهُمْ كلُّهُ سِرٌّ ومكْرُمَةٌ | |
|
| وخارِقاتٌ وإذْعانٌ وإيمانُ |
|
قاموا على قَدَمِ التَّقْوى لبارِئِهِمْ | |
|
| وباتِّباعِ الرَّسُولِ قد دَانُوا |
|
لهُمْ إذا اللَّيْلُ قد أرخَى كَلاكِلَهُ | |
|
| دمعٌ يَفيضُ على الخَدَّينِ هَتَّانُ |
|
تنظَّمَتْ بطَريقِ الشَّرْعِ همَّتُهُمْ | |
|
| ما فيه من نَزَغاتِ الوهمِ أَلوَانُ |
|
ذَلُّوا لأمرِ رسولِ اللهِ عن أَدبٍ | |
|
| وما عليهِمْ لأمرِ الغيرِ سُلْطَانُ |
|
هُمْ في مَناهِجِ دِينِ اللهِ حينَ سَرَوْا | |
|
| ماتوا على الحقِّ أَشياخٌ وشُبَّانُ |
|
لهُمْ مَعانٍ من العِرْفانِ غامِضَةٌ | |
|
| مِضْمارُ نُكْتَتِها ذِكرٌ وفُرْقَانُ |
|
هُمُ الرِّجالُ فلا تجْحَدْ مَفاخِرَهُمْ | |
|
| لهُمْ إذا احْتَفَلَ الميدانُ ميدانُ |
|
جَحاجِحٌ من أسودِ اللهِ طائِفَةٌ | |
|
| لهُمْ بتَرْجيحِهِمْ في القَوْمِ ميزَانُ |
|
قومٌ أَبو العَلَمَيْنِ الغَوْثُ شيخُهُمُ | |
|
| وهُمْ بهمَّتِهِ عَزُّوا وما هانُوا |
|
من كلِّ شهمٍ كوَقْعِ السَّهمِ رَمْشَتُهُ | |
|
| يومَ الصِّدامِ والفُرْسانِ عُنوَانُ |
|
لم يُؤلَفِ الجودُ إِلاَّ من مكَرِمِهِمْ | |
|
| ولا تُكِنُّ المَعالي دونَ ما كانُوا |
|
تَسَلَّقوا ذِرْوَةَ العَلياءِ عن شَرَفٍ | |
|
| منهُمْ مُشاةٌ إلى العَليا وفُرْسَانُ |
|
ما مرَّ آنٌ وما مرَّتْ لنوبَتِهِمْ | |
|
| آثارُ مفخَرَةٍ يَزهو بها الآنُ |
|
هُمُ الشُّموسُ التي في العارِفينَ بَدَتْ | |
|
| ما ضرَّها بجُحودِ النُّورِ عُميَانُ |
|
هذي البَراهينُ في الأَكوانِ قاطِعَةٌ | |
|
| ينحَطُّ عن بُرجِها المَعْمورِ كيوَانُ |
|
خُذْها إليكَ بعهدِ الغيبِ صافِيَةً | |
|
| واللهُ للمُخْلِصِ المَسْكينِ رَحْمنُ |
|
كفى بنُصْرَتِهِ في كلِّ حادِثَةٍ | |
|
| إنْ فارَقَ العبدَ أَنصارٌ وأَعوَانُ |
|