كيف لا أَنْدُبُ الطُّلولَ غَرامَا | |
|
| وفُؤادي على الطُّلولِ تَرامى |
|
فاعْذُرني يا أَهل وُدِّي بحِبِّي | |
|
| فلقد علَّمَ القُلُوبَ الغَراما |
|
والذي صيَّرَ القُلُوبَ سُكارى | |
|
|
إِنَّ لي في الطُّلولِ معنًى لَطيفاً | |
|
| أَقعَدَ الشَّوقَ في الفُؤادِ فَقاما |
|
أَسهرُ اللَّيلَ والِهاً ذا شُجونٍ | |
|
| وأَرى لَذَّةَ المَنامِ حَراما |
|
وأُعيدُ الكَلامَ والحُبُّ قَوْلي | |
|
| أَنا لولاهُ ما عرفْتُ الكَلاما |
|
وضَجيجُ الرُّكْبانِ من أَيمنِ الوَا | |
|
| دي خُشوعاً والأَنُّ كانَ لِزاما |
|
وحَنينُ الحادي وقد زُمَّتِ العِي | |
|
| سُ وشبَّتْ نارُ القُلُوبِ اضْطِراما |
|
عرَّفَتْنا أَنَّ الطُّلولَ تَراءَتْ | |
|
| وشهِدْنا قربَ الطُّلولِ الخِياما |
|
فأَتَيْنا والحيُّ من كلِّ طلٍّ | |
|
| للمحبِّينَ أَفلَتَ الآراما |
|
ملأَتْنا العُيونُ منها جِراحاً | |
|
| كلُّ رَمْشٍ منها يَسُلُّ حُساما |
|
يا نَدامى والوجدُ أَمرٌ عَجيبٌ | |
|
| ساعِدونا على الهوَى يا نَدامى |
|
قد حَيينا والقومُ راضُوا كَمالاً | |
|
| ولَغَوْنا والقومُ مرُّوا كِراما |
|
نفَحَ الطِّيبُ بالخِيامِ فهِمْنا | |
|
| ونَسينا الشُّهورَ والأَعْواما |
|
واللَّيالي هناكَ لمَّا تقضَّتْ | |
|
| هي أَنستْ عُقولَنا الأَيَّاما |
|
نظرٌ يُسكِرُ المُحِبَّ نعَمْ نح | |
|
| نُ سَكِرْنا وما رَشَفْنا مُداما |
|
ما أُحيلَى لمَّا وصلْنا سُحَيْراً | |
|
| وقرأْنا على الدِّيارِ السَّلاما |
|
وشَممنا مِسْكَ الخُدودِ لَطيفاً | |
|
| ورأَيْنا الرَّاياتِ والأَعْلاما |
|
وملأْنا القُلوبَ منَّا سُطوراً | |
|
| وجعلْنا أَلْبابَنا أَقْلاما |
|
يا رَفيقي وأَنتَ خيرُ رَفيقٍ | |
|
| متْ بحُبِّي واطْرَحْ به من لامَا |
|
وافْهَمِ السِّرَّ من كلامٍ رَشيقٍ | |
|
| رُبَّ سِرٍّ قد أَوْدَعوهُ الكَلاما |
|
كم بحرفٍ طَوى اللَّبيبُ فُصولاً | |
|
| حيَّرَتْ في تَصْريفِها الأَوْهاما |
|
هِمْ عن الكونِ بالحَبيبِ فما | |
|
| شَ بغَبْنٍ مُوَلَّهٌ قد هاما |
|
وترقَّبْ من ذَروَةِ الغيبِ إِلها | |
|
| ماً إلى القلبِ مُسْقِطاً إِلهاما |
|
وتدبَّرْ من نُكْتَةِ الذَّوقِ معنًى | |
|
| يُبلِجُ القلبَ بل يُضيءُ الظَّلاما |
|
والتَزِمْ رُكْنَ من تُحِبُّ وَحيداً | |
|
| واترُكِ العُرْبَ فيه والأَعْجاما |
|
وتخلَّصْ من رِبْقَةِ الكونِ طُرًّا | |
|
| كم سَقيمٍ بالوهمِ صلَّى وصَاما |
|
واترُكِ الكلَّ تُدْرِكِ الكلَّ واخْلِصْ | |
|
| إِنَّ نورَ الإِخلاصِ يجْلو القَتاما |
|
وتذكَّرْ حالَ الرِّجالِ إذا ما | |
|
| قَطَعوا اللَّيلَ رُكَّعاً وقِياما |
|
ذَهَبوا عن شُؤونِهم وبصِدقٍ | |
|
| وهُيامٍ قد طهَّروا الأَفْهاما |
|
وخُذِ المُصْطَفى دَليلاً كَريماً | |
|
| وأَميناً وقُدوَةً وإِماما |
|
رَبِّ بلِّغْهُ من عُبَيْدِكَ دَهراً | |
|
| كلَّ رَمْشٍ تحيَّةً وسَلاما |
|
فهو قد بلَّغَ الأَمانَةَ فينا | |
|
| وبعزْمٍ قد أَظْهَرَ الإِسْلاما |
|
وبنورِ الإِيمانِ أَحْيى قُلوباً | |
|
| قبلَ أَنْ جاءَ تحمِلُ الأَوْهاما |
|
فأَحالَ الوهمَ المُبَرِّحِ فهماً | |
|
| ومِثالَ الأَنْعامِ شُوساً عِظاما |
|
قلَبَ الشُّؤمَ بالعِنايَةِ يُمْناً | |
|
| وأَعادَ النَّقصَ المُشِينَ تَماما |
|
هو في حضرَةِ البِدايَةِ بَدْءٌ | |
|
| قام للمُرْسَلينَ طُرًّا خِتاما |
|