أَماطَت عَن مَحاسِنِها الخِمارا | |
|
| فَغادَرَتِ العُقولَ بِها حيارى |
|
وَبَثَّت في صَميمِ القَلبِ شَوقاً | |
|
| تَوَقَّدَ مِنهُ كُلُّ الجِسمِ نارا |
|
وَأَلقَت فيهِ سِرّاً ثُمَّ قالَت | |
|
| أَرى الإِفشاءَ مِنك اليَومَ عارا |
|
وَهَل يَسطيعُ كَتمَ السِّرِ صَبٌّ | |
|
| إِذا ذُكِرَ الحَبيبُ إليهِ طَارا |
|
بِهِ لَعب الهَوى شَيئاً فَشَيئا | |
|
| فَلَم يَشعُر وَقَد خَلَعَ العذارا |
|
إِلى أَن صارَ غَيباً في هَواها | |
|
| يُشيرُ لِغَيرِها وَلَها أَشارا |
|
يُغالِطُ في هَواها الناسَ طُرّاً | |
|
| وَيُلقي في عُيونِهِمُ الغُبارا |
|
وَيَسأَلُ عَن مَعارِفِها التِذاذاً | |
|
| فَيَحسَبُهُ الوَرى أَن قَد تَمارا |
|
وَلَو فَهِموا دَقائِقَ حُبِّ لَيلى | |
|
| كَفاهُم في صَبابَتِهِ اِختِبارا |
|
إِذا يَبدو اِمرؤٌ مِن حَيّ لَيلى | |
|
| يَذلُّ لَهُ وَيَنكَسِرُ اِنكِسارا |
|
وَلَولاها لَما أَضحى ذَليلاً | |
|
| يُقَبِّلُ ذا الجِدارَ وَذا الجِدارا |
|
وَما حُبُّ الدِّيارِ شَغَفنَ قَلبي | |
|
| وَلكِن حُبُّ مَن سَكَنَ الدِّيارا |
|
وَلَمّا أَن رَأَت ذُلّي إِلَيها | |
|
| وَحُبّي لَم يَزِد إِلّا اِنتِشارا |
|
وَأحسَب في هَواها الذُلُّ عِزّاً | |
|
| وَحقري في مَحَبّتِها اِفتِخارا |
|
أَباحَت وَصلَها لكِن إِذا ما | |
|
| غَدَونا مِن مُدامَتِها سُكارى |
|
شَرِبناها فَلَمّا أَن تَجَلَّت | |
|
| نَسينا مِن مَلاحَتِها العقارا |
|
وَكَسَّرنا الكُؤوسَ بِها اِفتِتاناً | |
|
| وَهِمنا في المُدير بِلا مُدارا |
|
وَصارَ السُّكرُ بَعدَ الوَصلِ صَحواً | |
|
| وَأَينَ السُكرُ مِن حُسنِ العَذارا |
|
فَدَعني يا عَذولي في هَواها | |
|
| كَفى شَغفي بِمَن أَهوى اِعتِذارا |
|
أَتَعذِلُ في هَوى لَيلى بِجَهلٍ | |
|
| لِمَن في حُبِّها بَلَغَ القصارا |
|
فَذا شَيءٌ دَقيقٌ لَستَ تَدري | |
|
| لِدِقَّتِهِ المُشير وَلا المُشارا |
|
بِهِ صارَ التَّعَدُّدُ ذا اِتِّحادٍ | |
|
| بِلا مَزجٍ فَذا شَيءٌ أَحارا |
|
فَسَلِّم وَاِترُكن مَن هامَ وَجداً | |
|
| وَما أَبقى لِصَبوَتِهِ اِستِثارا |
|