في باطِنِ الغَيبِ ما رلا تُدرِكُ الفِكَرُ | |
|
| فَذو البَصيرَةِ في الأَحداثِ يَعتَبِرُ |
|
مالي أَرى مَلِكَ الإِفرِنجَ في قَفَصٍ | |
|
| أَيَنَ القَواضِبُ وَالعَسّالَةُ السُمُرُ |
|
وَالاِسبِتارُ إِلى الدَوِيَّةِ التَأَموا | |
|
| كَأَنَّهُم سَدُّ يَأجوجٍ إِذا اِستَجَروا |
|
وَالنَفسُ مولَعَةٌ عَجباً بِسيرَتِها | |
|
| وَفي المَقاديرِ ما تُسلى بِهِ السِيَرُ |
|
يا وَقعَةَ التَلِّ ما أَبقَيتِ مِن عَجَبٍ | |
|
| جَحافِلٌ لَم يَفُت مِن جَمعِها بَشَرُ |
|
وَيا ضُحى السَبتِ ما لِلقَومِ قَد سَبَتوا | |
|
| تَهَوَّدوا أَم بِكَأسِ الطَعنِ قَد سَكِروا |
|
وَيا ضَريحَ شُعَيبٍ ما لَهُم جَثَموا | |
|
| كَمِديَنَ أَم لَقوا رَجفاً بِما كَفَروا |
|
حَطّوا بِحِطينَ مِلِكاً كافِياً عَجَباً | |
|
| في ساعَةٍ زالَ ذاك المَلِكُ وَالقَدَرُ |
|
أَهوى إِلَيهِم صَلاحُ الدينِ مُفتَرِساً | |
|
| وَهوَ الغَضَنفَرُ عَدّى ظَفرَهُ الظَفَرُ |
|
أَملى عَلَيهِم فَصاروا وَسطَ كَفَّتِهِ | |
|
| كَسِربِ طِيرٍ حَواها القانِصُ الذَكَرُ |
|
وَأَنجَزَ اللَهُ لِلسُلطانِ مَوعِدَهُ | |
|
| وَنَذرَهُ في كَفورٍ دينَهُ البَطَرُ |
|
وَعايَنَ المَلِكُ الإِبرِنسُ في دَمِهِ | |
|
| فَماتَ حَيّاً وَحَيّاً وَهوَ يَعتَذِرُ |
|
رَأى مَليكاً مُلوكُ الأَرضِ تَتبَعُهُ | |
|
| وَالنَجمُ يَخدِمُهُ وَالشَمسُ وَالقَمَرُ |
|
إِذا بَدا تَبهَرُ الأَعيانُ هَيبَتَهُ | |
|
| وَيَختَفي وَهوَ في الأَذهانِ مُشتَهَرُ |
|
تَقَدَّمَ الجيلَ في أُخرى الزَمانِ بِهِ | |
|
| عَلى صُدورِ عُلا مَن قَبلَنا صَدَروا |
|
أَما رَأَيتُم فُتوحَ القادِسِيَّةِ في | |
|
| أَكنافِ لوبِيَّةٍ تُجلى وَذا عُمَرُ |
|
وَالحَقُّ يَعرُسُ وَالطُغيانُ مُنتَحِبُ | |
|
| وَالكَفرُ يَطمِسُ وَالإيمانُ مُزدَهِرُ |
|
هَذا المَليكُ الَّذي بُشرى النَبِيِّ بِهِ | |
|
| في فِتنَةِ البَغيِ لِلإِسلامِ يَنتَصِرُ |
|
أَنسى مَلاحِمَ ذي القَرنَينِ وَاِعتَرَفَت | |
|
| لَهُ الرُواةُ بِما لَم يُنمِهِ أَثَرُ |
|
أُعينُ إِسكَندَرَ بِالخَضرِ وَهَولِهِ | |
|
| عَونٌ مِنَ اللَهِ يَستَغني بِهِ الخَضَرُ |
|
وَصُنعُ ذي العَرشِ إِبداعٌ بِلا سَبَبٍ | |
|
| فَلا تَقُل كَيفَ هَذا الحادِثُ الخَطِرُ |
|
بَينا سَباياهُ تُجلى في دِمَشقَ إِذا | |
|
| مَلَكَ الفِرِنجَ مَعَ الأَتراكَ مُحتَجِرُ |
|
إِزاءَهُ زُعماءُ الساحِلَينِ مَعاً | |
|
| مَصفَدَينِ بِحَبلِ القَهرِ قَد أُسِروا |
|
يَتلوهُم صَلبوتٌ سيقَ مُنتَكِساً | |
|
| وَحَولَهُ كُلُّ قَسيسٍ لَهُ زُبُرُ |
|
وَنَحنُ في ذا وَذا طَيرٌ صَحيفَتُهُ | |
|
| بِفَتحِ عَكا الَّتي سَدَّت بِها الثَغرُ |
|
تَغزو أَساطيلُنا مِنها صَقيلَةً | |
|
| فَتَذعَرَ الرومُ وَالصِقلابَ وَالخَزَرُ |
|
مَن ذا يَقولُ لَعَلَّ القُدسُ مُنفَتِحٌ | |
|
| إِلَيكَ بَلِ سَفرُ يَعقوبَ لَهُ السَفَرُ |
|
أَبو المُظَفَّرِ يَنويها فَخُذ سُفُناً | |
|
| مِن بابِ عَكّا إِلى طَرطوسَ تَنتَشِرُ |
|
يَسبي فِرِنجَةَ مِن أَقطارِها وَلَهُ | |
|
| مِعَ المَجوسِ حُروبٌ قَدَحُها سُعُرُ |
|
وَبَعضُ أَبنائِهِ بِالقُدسِ مُنتَدِبٌ | |
|
| وَبَعضُها رومَةُ الكُبرى لَهُ وَطَرُ |
|
بِرايَةٍ تَخرَقُ الأَرضَ الكَبيرَةَ في | |
|
| جَمعٍ تَقولُ لَهُ الأَجسامُ لا وَزَرُ |
|
قالوا أَطَلتَ مَديحاً قُلتُ كَما | |
|
| بَدا فَالصُبُّ لِلمَحبوبِ مُدَّكِرُ |
|