شَقَّتْ على الأرضِ السَّماءُ جُيوبَها | |
|
| فالمَحْ سَناها أو تَنَسَّمْ طيبَها |
|
أرضٌ مُدَبَّجَةٌ وظِلٌ وارِفٌ | |
|
| وشَذىً بهِ مَلأَ النسيمُ رحيَبها |
|
قد مدَّ طاووسُ الجمالِ جناحَهُ | |
|
| فِيها فغطَّى غُصنَها وكَثيبَها |
|
ماشِئْتَ من وَشْيٍ بها تَوْريدَها | |
|
| تَوْريسَها تَفْضيضَها تَذْهيبَها |
|
سَحبَ السَّحابُ بها فُضولَ ذُيوِله | |
|
| فَوشَى أباطِحَها ولَمَّ شعُوبَها |
|
فأتَتْ كما نَضَت العَروسُ نِقابَها | |
|
| وجَلتْ عن الوَجْهِ الجميلِ شُروبها |
|
وادٍ بهِ نَفضَ الربيعُ عِيابَهُ | |
|
| وأرَى فُنونَ فُتونِه وضُروبَها |
|
أضفَى عليه النَّورُ من أثْوابِهِ | |
|
| خِلَعاً تُهذّب نَشرها تَهذيبَها |
|
في عاتِقَيْهِ من المياهِ صَوارمٌ | |
|
| يُبدي النَّسيمُ بمتْنِها تَشْطيبَها |
|
فالدَّوحُ بينَ مُدَمْلَجٍ ومُخَلخَلٍ | |
|
| عنها غَدا جَرْسُ الحُليّ نَسيبَها |
|
لا غَرْوَ إنْ ضَحِكَتْ مَباسِمُ زَهرهِ | |
|
| فالمُزنُ قد سَفَحت عَلَيْهِ غُروبَها |
|
أو إن بَدا خَجلٌ بخدَّيْ وَرْدِهِ | |
|
| فالدَّوحُ قد شقَّتْ عَليْهِ جُيوبَها |
|
أو أنْ يُغنّي بُلبلٌ في ظِلِّها | |
|
| طَرباً وقَد حاكَ البَديعُ نَسيبَها |
|
ما مِثْلُ أيَّامِ الرَّبيعِ ونَهْبِها | |
|
| عَيشٌ يَطيبُ فلا تُضِعْ مَنْهوبَها |
|
واعطِفْ عَلى وجْهِ الزَّمانِ فَحَيِّهِ | |
|
| بِتَحيَّةٍ تُنْسي ذُكاءَ غروبَها |
|
واعدِل لِظلٍّ ألعسٍ فارشُفْ بهِ | |
|
| كأسَ المُنى حتَّى تَطَعَّمَ طِيبَها |
|
والمَحْ صحائفَ ذا الوجودِ بعيْنِ مَنْ | |
|
| جَمعَ التفرُّقَ تَستَبِنْ مَكتوبَها |
|
فَوراءَ هذا الحُسنِ حُسنٌ قَدْ غَدا | |
|
| مَطلوبَ نفسِكَ لو دَرتْ مَطلوبَها |
|
لولا اتِّقائي أن يُقالَ أخو صِبا | |
|
| لَرَشَفْتُ من ثَغْرِ الأَقاحِ شَنيبَها |
|
أو أنْ يباهِتَ في المَلامةِ عاذِلٌ | |
|
| بسفاهِ حِلْمٍ لاعتنَقتُ قضيبَها |
|
ورَفعتُ نَفْسي عن زِراية غادَةٍ | |
|
| وجَعَلْتُ ذاكَ من الحِسانِ نَصيبَها |
|