أدِرْ كؤوسَ الرِّضا ناراً عَلى عَلَمِ | |
|
| لا خَيْرَ في لَذَّةٍ بتّاً لِمُكتَتمِ |
|
ولْتَجْلُها بنتَ دَنٍّ عُمْرُها عُمُري | |
|
| تَسْتَدرجُ العَقلَ فِعلَ الشَّيبِ باللَّمَمِ |
|
مَشْمُولَةً نَسجَتْها للشَّمالِ يَدٌ | |
|
| والطَفتها أكُفُّ اللُّطفِ في القِدَمِ |
|
فَما لَها غيرَ رُوحِ الرُّوحِ من قَدَحٍ | |
|
| ولا لَها غَيْرُ سِرِّ السِّر مِنْ فَدَمِ |
|
بَيْنا تُرى في أكُفِّ الشَّاربينَ طِلاً | |
|
| إذْ تَسْتحيلُ شُعاعاً في خُدودِهمِ |
|
كَذاكَ من كَتَمتْ سِرّاً ضَمائِرُهُ | |
|
| كَساهُ منه رداءٌ غيرُ مُنْكَتِمِ |
|
قُم هاتِها فرياضُ الكونِ قد جُليت | |
|
| وقامَ للْحُسن ترتيبٌ على قَدمِ |
|
ولاحَتِ الشُّهبُ كالأكواسِ دائِرةً | |
|
| تُغْريكَ بالسُّكر مِنْ صَهباءِ حُبِّهمِ |
|
وساجَلَتْ أدْمعُ السُّحب الحمامَ بُكاً | |
|
| عَلى الرِّياضِ فأضْحَى جدَّ مُبْتسِمِ |
|
فَسَلْ أزاهيرَ رَوضِ الحُسن غِبَّ ندىً | |
|
| هَلْ نَبَّهت وَقعاتُ الطَّلِّ عينَ عَمِ |
|
في كُلِّ حُسنٍ لهُ مَعنىً تشاهدُه | |
|
| عينُ الصَّفِيِّ وقلبُ الحاضرِ الفَهِمِ |
|
يا لامعَ البَرْقِ بل بالناظرين عَشىً | |
|
| وهو الصَّباحُ تَفرَّى عن دُجا الظُّلَمِ |
|
أَعِدْ على مُقلتي لَمْحاً يؤنِّقُها | |
|
| عسَى يَراكَ مُحِبٌّ عن سَناكَ عَمِ |
|
ياواديَ الحَيِّ والأمْواهُ ثاعِبةٌ | |
|
| واحرَّ قَلْبي لِذاكَ المَوردِ الشَّبمِ |
|
بل هَلْ يُبَلِّغُني وَخْد المَطِيِّ عَلى | |
|
| شَحْطِ المزارِ إلى رَبْعٍ بذي سَلَمِ |
|
لِمَعْهدٍ طالَما حَلَّ القُلوبُ بهِ | |
|
| مُخَيِّمينَ وبانُوا عَنْ جُسومِهمِ |
|
لِعُمدةِ الدِّينِ والدُّنْيا وقُطبهما | |
|
| ومُنْتهى الشَّرَفِ الأصليِّ والكَرمِ |
|
لأَفضلِ النَّاسِ من حافٍ لمُنْتَعِلٍ | |
|
| وأكرمِ الرُّسلِ من بادٍ لِمُخْتَتِمِ |
|
لأحمدٍ سَيِّدِ الأرسال قاطِبةً | |
|
| مُحَمَّدٍ خيرِ خَلْقِ اللهِ كُلِّهمِ |
|
يا حاديَ العيس نَحْوَ القومِ مُرتَهناً | |
|
| يرمي بهِ الشَّوقُ من غَوْرٍ إلى تَهمِ |
|
رفقاً بنا في بقايا أنفُسٍ خَفِيَتْ | |
|
| عَنِ المَنايا فلم تَمْتز من العَدمِ |
|
لأُلحِفَ الجسمَ ثَوبَ السُّقْمِ مُمْتَهناً | |
|
| وأذرفَ العَيْنَ صوبَ الأدْمُع السُّجمِ |
|
وأُشربَ الوجدَ قَلبي والجوى كَبدي | |
|
| والسُّهدَ جَفْني وأنواعَ الشجون دَمي |
|
إن لم أَحُطّ ركابي في أبرِّ ثَرىً | |
|
| حتَّى أُعفرِّ فيهِ وَجْنَتي وفَمي |
|
ذُلّاً وخَوفاً وإشْفاقاً ومَنْدمَةً | |
|
| عَلى مساوئَ قد زلَّتْ بها قَدمي |
|
يا طَيْبَةَ الطَّيِّبين اللهَ أنشُدكم | |
|
| أما سَرَتْ نسمةٌ من جانب العَلَم |
|
عَساكُمُ أنْ تُوالُوها سَلامَكُمُ | |
|
| حتَّى يَبينَ الرِّضا مِنْها لِمُنْتَسِمِ |
|
وإنْ تَعُدْكُم فَحيُّوها فَعَوْدَتُها | |
|
| مِنِّي بردِّ سلامٍ غَيْرِ مُنْصَرِمِ |
|