سَنَةٌ مَضَتْ، فإذا خرجتَ إلى
|
ذاكَ الطريقِ بِظاهرِالبَلَدِ
|
وَلَفَتَّ وَجْهَكَ يَمْنَةً، فترى
|
وجهاً مَتى تَذكُرْهُ تَرْتَعِدِ:
|
هذا الفتى في الأمسِ، صارَ لى
|
َجُلِ هَزيل الجِسْمِ مُنجَرِدِ
|
مُتَلَجلِجِ الألفاظِ مُضطربٍ،
|
متواصلِ الأنفاس مُطَّرِدِ
|
مُتَجَعِّدِ الخدينِ مِنْ سَرَفٍ
|
متكَسِّرِ الجفنين مِنْ سُهُدِ
|
يبدو من الوجَنَاتِ في خَدَدِ
|
تَهْتَزُّ أنْمُلُهُ، فتَحْسَبُها
|
َرَقَ الخَريفِ أُصِيبَ بالبَرَدِ
|
وَيَكادُ يَحْمِلُهُ، لِما تَرَكتْ
|
مِنْهُ الصَبَابَةُ، مِخْلَبُ الصُّرَدِ
|
يمشي بعلَّتِهِ على مَهَلٍ،
|
فَكَأنَّهُ يمشي عَلى قَصَدِ
|
وَيَمُجُّ أحياناً دَماً، فعلى
|
مِنْديلِهِ قِطَعٌ من الكَبِدِ
|
قِطَعٌ تآبينٌ مُفَجَّعَةٌ
|
مَكْتُوبَةٌ بِدَمٍ بِغيرِ يدِ
|
قِطَعٌ تقولُ لَهُ: تموتُ غداً
|
وإذا ترقً، تقولُ ك بعدَ غَدِ..
|
والموتُ أرحمُ زائرٍ لِفَتىً
|
مُتَزَمِّلِ بالداءِ مُغْتَمِدِ
|
قدْ كان مُنتحِراً، لو أن لهُ
|
شِبْهَ القِوَى في جسمهِ الخَضِدِ
|
لَكِنَّهُ، والداءُ يَنْهَشُهُ،
|
كالشلوِ بين مخالب الأسدِ..
|
جَلْدٌ عَلى الآلامِ، يُنْجِدُهُ
|
طَلَلُ الشبابِ وَدارِسُ الصِّيَدِ..
|
أينَ التي عَلِقتْ بِه غُصناً
|
حُلْوَ المَجانِي ناضِرَ المَلَدِ
|
|
ضعْ رأسَكَ الواهي على كبدي؟! ..
|
هذا قَتِيلُ هَوًى ببنتِ هوًى
|
هذا قَتِيلُ هَوًى ببنتِ هوًى
|
هذا قَتِيلُ هَوًى ببنتِ هوًى
|
فإذا مَرَرْتَ بِأُخْتِها فَحِدِ
|
مَاتَ الشَّقيُّ بِها وَقَدْ سَلِمتْ
|
يَا لَلْقَتيلِ قَضى بلا قَوَدِ
|
مَاتَ الفتى، فأقيم في جَدَثٍ
|
مُسْتَوْحِشٍ الأرجاءِ مُنْفَرِدِ
|
مُتَجَلِّلٍ بالفقرِ، مؤتَزِرٍ
|
بالنبْتِ مِن مُتَيَبِّسِ وَنَدِي
|
وَتَزُورُهُ حِيناً، فَتُؤْنِسُهُ
|
بَعضُ الطيورِ بِصوتها الغَرِدِ
|
كَتَبُوا على حُجُراتِهِ بِدَمٍ
|
سَطراً بهِ عِظةٌ لِذِي رَشَدِ:
|
هذا قَتِيلُ هَوًى ببنتِ هوًى
|
فإذا مَرَرْتَ بِأُخْتِها فَحِدِ
|