إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
نيسان |
أنا عامل ادعى سعيد |
من الجنوب |
أبواي ماتا في طريقهما الى قبر الحسين |
وكان عمري آنذاك |
سنتين ما اقسى الحياة |
وأبشع الليل الطويل |
والموت في الريف العراقي الحزين |
وكان جدي لا يزال |
كالكوكب الخاوي على قيد الحياة |
مارس |
أعرف معنى أن تكون؟ |
متسولا عريان في أرجاء عالمنا الكبير! |
وذقت طعم اليتم مثلى و ضياع؟ |
أعرف معنى أن تكون؟ |
لصاً تطارده الظلام |
والخوف عبر مقابر الريف الحزين! |
حزيران |
اني لأخجل أن أعري هكذا بؤسي أمام الآخرين |
وأن أرى متسولاً عريان في أرجاء عالمنا الكبير |
وأن أمرغ ذكرياتي في التراب |
فنحن يا مولاي قوم طيبون |
بسطاء يمنعنا الحياء من الوقوف |
أبداً على أبواب قصرك جائعين |
تموز |
ومات جدي كالغراب مع الخريف |
كالجرذ كالصرصور مات مع الخريف |
فدفنته في ظل نخلتنا و باركت الحياة |
فنحن يا مولاي نحن الكادحين |
ننسى كما تنسى بأنك دودة في حقل عالمنا الكبير |
آب |
وهجرت قريتنا و أمي الأرض تحلم بالربيع |
ومدافع الحرب الأخير لم تزل تعوى هناك |
ككلاب صيدك لم تزل مولاي تعوي في الصقيع |
وكان عمري آنذاك |
عشرين عام |
ومدافع الحرب الأخير لم تزل .. عشرين عام |
مولاي ...! تعوى في الصقيع |
أيلول |
ما زلت خادمك المطيع |
لكنه علم الكتاب |
وما يثير برأس أمثالي من الهوس الغريب |
ويقظة العملاق في جسدي الكئيب |
وشعوري الطاغي بأني في يديك ذبابة تدمى |
وأنك عنكبوت |
وعصرنا الذهبي عصر الكادحين |
عصر المصانع و الحقول |
ما زال يغريني بقتلك أيها القرد الخليع |
تشرين |
مولاي! أمثالي من البسطاء لا يتمردون |
لأنهم لا يعلمون |
بأن أمثالي لهم حق الحياة |
وحق تقرير المصير |
وان في أطراف كوكبنا الحزين |
تسيل أنهار الدماء |
من اجل انسان الغد الآتي السعيد |
من اجلنا مولاي انهار الدماء |
تسيل من اطراف كوكبنا الحزين |
شرين |
الليل في بغداد و الدم و الظلال |
ابداً تطاردني كأني لا ازال |
ظمآن عبر مقابر الريف البعيد و كان انسان الغد الآتي السعيد |
انسان عالمنا الجديد |
مولاي! يولد في المصانع و الحقول |