إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
لزوم مايلزم |
بالفصحى |
*************** |
قد آن ياكيخوت للقلب الجريح |
أن يستريح، |
فاحفر هنا قبراً ونم |
وانقش على الصخر الأصم: |
يا نابشا قبرى حنانك، ها هنا قلبٌ ينام، |
لا فرق من عامٍ ينامُ وألف عام، |
هذى العظام حصاد أيامى فرفقاً بالعظام . |
أنا لست أُحسب بين فرسان الزمان |
إن عد فرسان الزمان |
لكن قلبى كان دوماً قلب فارس |
كره المنافق والجبان |
مقدار ما عشق الحقيقة . |
قولوا لدولسين الجميلة * |
أَخْطَابَ *. قريتى الحبيبة: |
هو لم يمت بطلاً ولكن مات كالفرسان بحثاً عن بطولة .. |
لم يلق فى طول الطريق سوى اللصوص، |
حتى الذين ينددون كما الضمائر باللصوص .. |
فرسان هذا العصر هم بعض اللصوص! . |
ها أنت تقفز للنهاية، |
هلا حكيت من البداية . |
ولمن أقول؟! |
هذى صفوف السنط والصبار تُنصت للحكاية: |
ألها عقول؟ |
ماذا يضيرك .. أَلْقِ ما فى القلب حتى للحجر، |
أو ليس أحفظُ للنقوش من البشر؟! |
يا سيداتى يا أميراتى الحسان .. |
أن لن أقول لكن ما أسْمى بين فرسان الزمان، |
ولتنطق الأفعال من قبل اللسان .. |
... ... ... ... ... ... |
من أين أبدأ والظلام، |
يلتفت فى أقصى الوراء وفى الأمام! |
عرجاء حتى الذاكرة .. |
والذكريات! |
يا سيداتى معذرة .. |
أنا لا أجيد القول، قد أُنْسِيتُ فى المنفى الكلام، |
وعرفتُ سرَّ الصمت .. كم ماتت على شفتى فى المنفى الحروف! |
الصمت ليس هنيهةً قبل الكلام، |
الصمت ليس هنيهة بين الكلام، |
الصمت ليس هنيهة بعد الكلام، |
الصمت حرف لايُخَط ولا يقال .. |
الصمت يعنى الصمت .. هل يغنى الجحيم سوى الجحيم؟! |
عجباً .. أتضحك من كلامى السيدات . |
مم الضحك؟! |
الماء قد فسرته بالماء بعد الجهد لاتيأس وحاول من جديد .. |
كيخوت لاتصمت .. أليس الصمت قلت هو الجحيم! |
لا .. بل فقلن الصمت موت، أو ليس الموت صمتْ؟! |
الحرف مثل النبت .. هل يحيا بغير الأرض نبتْ؟! |
ولكل نبت أرضه المعطاء ليس يعيش فى أرض سواها .. |
الحرف يذبل يا أميراتى الحسان .. |
ويموت لو ينفى، وينسى لايمر على لسان! |
حلفتكن بكل غال، |
هل ما تزال .. |
فيكن واحدة تخمن من أنا؟! |
من أنت؟ .. تطعنك العيون، |
وتظل تنزف، والسنون .. |
تمضى كأسراب السحاب .. |
فى الصيف .. تبخل بالجواب! . |
من أنت ..؟ .. لاتدرى .. وتدرى ما العذاب! |
ما غربة الضفدع فى الأرض الخراب |
ما ضيعة البولة فى الحمام والبصقة فى يوم المطر! |
حدقن .. أمعن النظر .. |
هذا حصانى جائزة .. |
تُهدى لمن منكن تذكر من أنا! .. |
تضحكن ثانية أميراتى الحسان! |
بعيونكن ألا فقلن .. |
أمن الحصان على الهزال .. |
تضحكن .. أم منى على سخف السؤال؟! |
قدم اليهن البطاقة! |
ما من بطاقة . |
قدم اليهن الجواز! |
ما من جواز . |
لا وشم حتى فوق زند أو ذراع! |
يا للضياع! |
وتظل تنهشك الوحوش، |
هذى العيون الخاليات من الرموش! |
لو كان يعرف بالقلوب الناس لم يصفعك دوماً بالسؤال .. |
كل ابن كلب |
من أنت؟ .. كالقفاز فى عينيك يرمى بالسكين قلب! |
وترى الكلاب تتيه كالفرسان .. والفرسان أضيع من كلاب! |
يا .. كلاب .. |
كبدى خذوه .. |
يا ناهشى الأكباد هاكُمْ فانهشوه، |
وليرحم اللّه الضحايا .. يرحم اللّه الضحايا!! |
لا .. لا تبالغ .. ما لهذا الحد أنت لهم ضحية |
أخطأت أنت كما هم أخطأوا .. |
أو علَّ سرا ثالثاً خلف الخطأ! |
انا لتعجزنا الحياة .. |
فنلومها .. لا عجزنا، |
ونروح نندب حظنا، |
ونقول: هذا العصر لم يخلق لنا! |
هو عصرنا! |
لكننا لسنا به الفرسان .. |
نحن قطيع عميان يفتش فى الفراغ عن البطولة، |
والأرض بالأبطال ملأى حولنا! |
ملأى .. ولكن باللصوص! |
الكأس حقاً نصف فارغة فماذا لو ترى النصف الملىء؟! |
لو لم تكن فى العالم الأضداد ما قلنا: عظيم أو قمىء! |
إنى لأعلم .. غير أن الزيف يغتال الحقيقة! |
أقرأت يوما فى الحكايات القديمة، |
عن غادة حسناء فى أنياب غول؟! |
أرأيت يوما ضفدعه .. |
ما بين فكى أفعوان؟! |
من ها هنا بدء الحكاية |
يا قريتى .. يا عالمى .. |
يا عالمى .. يا قريتى ..!! |
ياسيداتى يا أميراتى الحسان .. |
إنى أتيتُ إلى الوجودِ كما يجىءُ الأنبياء! |
لا .. لست أنتحل النبوَّة، غير أنى مثلهم، |
فى مذود يوما ولدت! |
فى قريتى أخطاب .. حيث الناس من هول الحياة، |
موتى على قيد الحياة! |
لا الأرض غنت لى، ولا صلت لِمَقْدَمِىَ النجوم، |
ولا السماء تفتحت عن طاقةِ القدر السعيد، |
ولا الملائك باركوا مهدى .. |
ولا هبطت تُصَفّق فوق رأسى بالجناحين حمامة! |
قالوا: غراب ظل ينعق يومها فوق النخيل .. |
حتى الفجر! |
وعرفت أن الشمس لم تعبر بقريتنا .. ولا مر القمر .. |
بدروبها من ألف جيل |
ولا العيون تبسمت يوماً لمولود ولا دمعت لانسان يموت .. |
فالناس من هول الحياة .. |
موتى على قيد الحياة! |
وظهيرة .. آويت من لفح الهجير، |
لظلال صفصاف يُطِلُّ على غدير، |
وجلست محزوناً أنقل فى المدى بصرى .. فحط على الحقول، |
وعلى بيوتِ الطينِ، والقصر الكبير، |
وعلى القبور، |
وأنا أدندن أغنية: |
يا بهية وخبرينى ع اللى قتل ياسين! |
وسمعت ضفدعة بقربى تستجير .. |
كانت بفكَّىْ أفعوان! |
عبثاً هُرِعْتُ بغصن صفصاف، فقد فات الأوان، |
غابت وغاب الأفعوان: |
ما غصن صفصاف بمعركة الأفاعى والضفادع؟! |
يا سيداتى .. يا أميراتى الحسان .. |
وحفظت فى الكتاب آيات الكتاب، |
عن ظهر قلب . |
ونسيتها عن قلب ظهر! |
إلا علامات على جسمى لضرب . |
بهراوة عمياء مثل بقية الوشم القديم، |
وغراب هابيلَ وقابيلَ، وفأساً للخليل، |
والفعل فعل الأمر اقرأ! |
فقرأت ما ألقت به الأيام بين يدى: أدهم .. |
والزير سالم، والهلالى، وابن ذى يزن وعنتر .. |
ياسيداتى .. ثم نادانى من الأعماق صوت: |
قَرَّباَ مربط النعامة منى .. |
لم أكن من جناتها علم اللّه وانى بحرها اليوم صالى! |
لكنهم قتلوا النعامة! |
كم مرة بالنوق جاءوا، أجحروا القرية من قبل المغيب، |
كم مرة قصوا بمقراض الحمير .. |
قصوا الشوارب والشعور، |
ولحى الشيوخ، وأطلقوا الكرباج يَرْتَعُ فى الظهور، |
كم مرة هجموا بيوت الطين، داسوا بالنعال على الحبالى |
أوسعوا المرضع ضرباً والرضيع، |
كم مرة غنت بهية .. |
ياسينها المقتول من فوق الهجين! |
ياهول معركة الأفاعى والضفادع . |
ياسيداتى .. يا أميراتى الحسان .. |
ورحلت يوماً للمدينة، |
فى ركبِ قافلةٍ ممزقةٍ حزينة |
كُنّا أَهَلْنا فوق أمى آيتين من الكتاب، وكومتين من التراب .. |
وقالبىْ طوب وطبعاً ما تيسر من دموع! |
لافرق يا أخطاب بينك والمدينة، |
غير المداخن والمآذن والقلاع الشاهقة، |
غير الزحام، |
وضجيج آلاف الطبول، |
ونذير أجراس الترام . |
يا سيداتى.. يا أميراتى الحسان، |
وهنا البغايا كالذباب بغير حصر، |
ومشاتل البوليس والمتسولين بكل شبر، |
وقوافل جَوْعَى تهيمُ من الرصيف إلى الرصيف .. |
حيرى تفتش عن رغيف! |
والسوق لاتغفو .. تضج من الصباح إلى الصباح: |
من يشترى؟ وبكم تبيع؟! |
يفتح اللّه اتفقنا! يابلاش! |
وهنا يباع ويشترى .. |
ياسيداتى .. كل شىء! |
حتى الترام يباع فى وضح النهار .. |
للقادمين من القرى ..! |
يادفتر الأرقام ما ثمنى؟! أنا مثل التراب بلا ثمن .. |
لاشىء بالمجان غير الموت .. لكن .. لامفر من الكفن! |
كيخوت مهلاً .. ما هناك؟ |
بحر من المتظاهرين هديره شق السماء، |
بالموت .. بالموت الزؤام .. أو الجلاء؟ |
كيخوت .. ما الموت الزؤام .. وما الجلاء؟ |
من هؤلاء؟! |
ما هؤلاء؟! |
وإذاك بين الموج تطفو كى تغوص، |
وتغوص كى تطفو صغيراً أنت كنت! |
ما غير هذا حوت يونس، |
ما غير هذا .. أنت توشك تختنق! |
وصرخت ياكيخوت بالموت الزؤام وبالجلاء .. |
حتى لُفظت إلى الرصيف، |
فجعلت تهتف من هناك .. |
وبمثل صوت الضفدعه، |
كيخوت وحدك .. بالرغيف .. |
وسقوط باشا كان فى اخطاب فى القصر الكبير، |
واذا بكف كالجبل .. |
تهوى عليك .. على قفاك .. |
كى تنكفىء .. |
فوق الرصيف! |
كيخوت فانهض .. هل ترى؟! |
هجم العساكر .. بالألوف على الألوف، |
جاءوا كما الطوفان لا بالنوق بل بمصفحات .. |
ومدرعات . |
محفوظة ياقريتى .. فالنوق من لحم ودم، |
لا من حديد! |
حوتان يقتتلان .. أيهما يكون المنتصر؟! |
ياسيداتى .. يا أميراتى الحسان .. |
من يومها أدركت ما الموت الزؤام وما الجلاء .. |
فالموت فى الميدان أكوام كحقل القمح فى يوم الحصاد |
يا قريتى .. ها أنت مثل مدينتى .. |
كِلْتَاكُما فى الهم .. فى البلوى .. سواء! |
ووجدتنى فى غابة سوداء* .. آلاف الكتب . |
يا رحلة فى صحبة البومة والذئب .. وآوى .. وابن آوى! |
والقرد والتمساح والجحش، وذى القرنين والقرن الوحيد! |
الحرف أنت . كما تكون يكون .. أى الناس أنت؟! |
الحرف قديس إذا ما كنت قديساً وداعر .. |
ان كنت بين الناس داعر! |
يا غابة الأقلام .. ياسوق الضمائر! |
ما أنت أول فارس .. ما أنت آخر فارس .. |
قد ضيعته الكُتْبُ، ألقت فوق عينيه الغشاوة، |
فإذاك تخلط أى شَىء .. |
بأى شىء! |
واذا طواحين الهواء عمالقة، |
واذا قطيع الضأن جيش مقبل كالصاعقة، |
واذا الحظيرة قلعة، والطشت تاج من ذهب، |
واذا النعيق نفير الاستقبال . ها قد جاء كيخوت العظيم! |
يا للخديعه الكذب .. |
يا أيها الآتون من بعدى الحذار .. |
كل الحذار من الكُتُب! |
أنكون .. |
ياترى أم لا نكون! |
أمن الحكمة أن نحيا الحياة .. |
كيفما كانت .. ونرضى حظنا، |
أم نخوض البحر فى هول الصراع .. |
عزلا .. دون شراع، |
أم ترى الحكمة فى أن ننتحر؟! |
يا دجى .. ياصمت .. يا .. يا .. ياجنون .. |
أنكون .. |
ياترى أم لانكون! |
يا سؤالا حائراً منذ قرون، |
هائما ليس يقر! |
أيها الهاتف من أنت؟! |
أنا بصقة قبر! |
أنا خفاش عجوز، |
يكره الضوء كما تكره أنت الظلمات، |
أيها الضارب فى التيه بليل .. |
كيف فى التيه المفر؟ |
يا صديقى .. خذ طريقى .. وانتحر! |
انتحر؟! |
راحة الراحات، ترياق الألم، |
وخلاصات خلاصات الحكم .. |
أنت لاتملك غير الكلمات، |
حيلة العاجز عن كل الحيل |
كلمات .. كلمات .. كلمات |
غُصْنُ صفصاف هزيل .. |
أى عُكّاز وفى الدرب ملايين الحفر! |
أوشك الديك يصيح، |
وسَرَتْ كالسم أنفاس الصباح، |
فوداعاً .. أو اذا شئت اختصر .. |
وليكن وشْك لقاء! |
أيها الهاتف قف .. |
أيها الهاتف قف .. |
...................... |
أنكون .. |
يا ترى .. |
أم لا نكون!! |
فتوى! |
أعطوا لقيصر ما لقيصر، |
وللاله .. |
ما للاله! |
فما الذى تعطى لنا؟! |
ماذا تبقى عندكم؟ |
لم يبقى شىء .. |
فاهنأوا .. طوبى لكم! |
ياسيداتى .. يا أميراتى الحسان ..! |
صَلَّيْتُ فى الماخور كى أعرف أسرارَ الطهارة، |
وزنيت فى المحرابِ كى أسبر أغوار الدعارة، |
لكن شيئاً واحداً لم أقترفه .. هو اللواطة! |
ياسيداتى معذرة .. |
ان كنت قد جانبت آداب اللياقة . |
أنا لست أعنى فتنة الغلمان .. ما كان ابن هانىء .. |
فى الحق لوطيا .. ولكن اللواطة أن تقول .. |
ما لاتريد، |
أو أن تريد ولا تقول! |
قالوا قديما: لاتخف ان قلت، واصمت لاتقل .. |
ان خفت .. لكنى أقول: |
الخوف قواد .. فحاذر أن تخاف! |
قل ما تريد لمن تريد كما تريد متى تريد .. |
لو بعدها الطوفان قلها فى الوجوه بلا وجل: |
الملك عريان .. ومن يفتى بما ليس الحقيقه .. |
فليلقنى خلف الجبل! |
انى هنالك منتظر .. |
والعار للعميان قلبا أو بصر، |
وإلى الجحيم بكل ألوان الخطر! |