عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > نازك الملائكة > أقوى من القبر

العراق

مشاهدة
1929

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أقوى من القبر

صوت أمي أتى دافئاً كأريج التراب
في مروج فلسطين، صوت أنسياب
لجداول مغمي عليها من العطر. صوتُ
انسكاب
لرحيق كواكب فجرية بيضاء
بضة الاشذاء
***
كل يوم تموتين في القُدس، كل صباح
يقتلونك، تنقل أخبار موتك سودُ الرياح
تسقطين شهيدة
في الشعاب القريبة والطُرقات البعيده
ترقدين مُخضبة بدماء العقيدة
تقعين بنابلس مُثخنة بالجراح
وتهيمين ظمأى شريده
في دروب الظلام وحيده
تسكنين جراح القصيدة
فالخيامُ البريئة يُقصف سكانُها وتُباح
والجراحُ التي نشفت حفرتها جراح
والدموعُ القديمةُ تغسلُها
كل يومٍ دموعٌ جديده
خسيء الدمعُ، ان الخيام عنيده
وأماني العدو بليدة
والنجوم بعيدة
***
كثُر القتل يا أمي
وتعدد موتُك حين رأيت حمانا
يُستباح ونُرمى ولا نرمي
والعدو يصادر حتى تسابيحنا وكرانا
وطفولتنا ودُمانا
ويعشش ملء بساتيننا وقُرانا
يسكن منا مزق الدم والعظمِ
وترين عدوكِ يا أمي
يتبادل أرضكِ، أرض الجدودِ، هدايا
وله النصر في كل حربٍ، ونحن الضحايا
والمآذنُ والعتباتُ تُساق سبايا
والقرآئينُ حول نحور الصبايا
يقطعون سلاسلها بالسكاكين يا أمي
وتثورين في القبر يا أمي
تستحيلين جُرحاً ينابيعُهُ القانية
تصبغُ الحُلم والموت، أمطارُهُ تهمي
وقصائُدك الدامية
ملحُها يُشعل الحزن والنار في عظمي
وأحسُ لظى غليانك في جسمي
وأضيع كياني وأغنيتي وأسمي
***
وأحسُكِ، أمي، في قبرك العربي الحزين
تدفعين الردى في عنادٍ، وتنتصبين
يستحيل تُرابُك عاصفةً، يُصبحُ الياسمين
فوق قبرك لغماً يُقاتل
وعظامُك تُصبح تكبيرة وقنابل
وقصائُدكِ المُحرقات تهز كرى الحالمين
تنهضين من القبر غاضبةً تنهضين
من دمائك ينطلق الصاروخ وتنتفض السكين
من شفاهكِ تنمو المروجُ، وتعلو السنابِل،
وعلى رجع شعركٍ يورق غُصن الجليل
تنهض القُدسُ، تزحف أنهارُنا، يستحيل
صمتنا خنجراً، مدفعاً، ويصيرُ النخيل
لهباً زاحفا ويُقاتل
وتُحاربُ أعداءنا شُرفاتُ المنازل
والشبابيك،
والبحر،
والمُنحنى، والمناجل
ويحاربُ حتى النسيم البليل
وعلى رجع شعرك ينهض كل قتيل
يتحدى صواريخهم، يتحدى المقاصل
وعلى رجع شعرك سوف تسيلُ الجداول
وتحن الحقول لوقع المعاول
ويصير الظلام نهار مشاعل
آهِ، أمي، وتستقبلين
يوم نصرْ، وخضبٍ وضيء الجبين
عربي الجدائل
عربي الجدائل..
المنزل..
نازك الملائكة

أنبعث صوت أمي مسجلاً على شريط وهي تلقي شعرها، بعد ان فقدنا صوتها عشرين عاماً، منذ وفاتها شهيدة سنة 1953 ودفنها في لندن..
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الخميس 2007/01/18 01:40:15 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com