إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
إني مررتُ على الرياضِ الحاليةْ
|
وسمعتُ أنغامَ الطيورِ الشاديةْ
|
فطربتُ، لكنْ لم يحبَّ فوَّاديهْ
|
كطيورِ أرضي أو زهورِ بلادي
|
وشربتُ ماءَ النيلِ شيخِ الأنهرِ
|
فكأنني قد ذُقْتُ ماءَ الكوثرِ
|
نهرٌ تباركَ من قديمِ الأعصرِ
|
عَذْبٌ، ولكنْ لا كماء بلادي
|
وقرأتُ أوصافَ المروءةِ في السِّيَرْ
|
فظننتُها شيئاً تلاشى واندثَرْ
|
أو أنها كالغولِ ليسَ لها أَثَرْ
|
فإذا المروءةُ في رجالِ بلادي
|
ورسمتُ يوماً صورةً في خاطري
|
للحسنِ، إنَّ الحسنَ ربُّ الشاعرِ
|
وذهبتُ أنشدها فأعيا خاطري
|
حتى نظرتُ إلى بناتِ بلادي
|
قالوا: أليسَ الحسنُ في كلِّ الدنى
|
فعلى مَ لم تمدحْ سواها موطنا
|
فأجبتهمْ إني أُحبُّ الأَحسنا
|
أبداً، وأَحسنُ ما رأيتُ بلادي
|
قالوا: رأيناها فلم نرَ طيِّبا
|
ولّى صباها والجمالُ مَعَ الصبا
|
فأجبتهمْ: لتكنْ بلادي سبسبا
|
قفراً، فلستُ أُحبُّ غيرَ بلادي
|
قالوا: تأمَّلْ أيَّ حالٍ حالَهَا
|
صَدَعَ القضاءُ صروحها فأمالَهَا
|
ستموتُ
إنَّ الدهرَ شاءَ زوالَهَا
|
أَتموتُ؟ كلا، لَنْ تموتَ بلادي
|
هي كالغديرِ إذا أتى فصلُ الشتا
|
فَقَدَ الخريرَ وصارَ يحكي الميتا
|
أو كالهزارِ حبسته
لكن متى
|
يَعُدِ الربيعُ يَعُدْ إلى الانشادِ
|
ألكوكبُ الوضَّاحُ يبقى كوكبا
|
ولئنْ تستَّرَ بالدجى وتنقَّبا
|
ليسَ الضبابُ بسالبٍ حسنَ الرُّبى
|
والبؤْسُ لا يمحو جمالَ بلادي
|
لا عزَّ إلا بالشبابِ الراقي
|
ألناهضِ العزماتِ والأخلاقِ
|
ألثائرِ المتفجِّرِ الدفَّاقِ
|
لولاهُ لم تشمخْ جبالُ بلادي
|