سَلْ مَا لسلمَى بنَارِ الهجْرِ تَكْوِينِي | |
|
| وَحُبُّهَا فِي الْحَشَى مِنْ قَبْلِ تَكْوِينِي |
|
وَفِي مُنَاهَا تَمَنَّيتُ الْمُنَى فَغَدا | |
|
| قَلْبِي كَئِيباً بِبَلْوَاهُ يُنَاجِينِي |
|
وَفِي قِبَابِ قُبا قاَمَتْ لَنَا بِقَبَا | |
|
| طِرَازُهَا مذْهَبٌ فِي حُسْنِ تَزْيِينِ |
|
لَمَّا انْثَنَتْ فِي الحُلَى تَزْهُو بِبَهْجَتِهَا | |
|
| وَبِالغَزَالَةِ تُزْرِي وَالسَّرَاحِينِ |
|
لَمَّا تَفَنَّنْتُ فِي أَفْنَانِ قَامَتِهَا | |
|
| تَفَنَّنَتْ بِفُنُونِ الصَّدِّ تُفْنِينِي |
|
وَتَحْسَبُ الصَّدّ يُسلِينِي مَحَبَّتَهَا | |
|
| هَيْهَاتَ لَوْ أَنَّ جَمْرَ النَّار يُصْلِينِي |
|
النَّار فِي كَبِدِي وَالشَّوْقُ يُقْلِقُني | |
|
| وَالْقُرْبُ يَنْشُرُنِي والبُعْدُ يَطْوِينِي |
|
وَرُكْنُ صَبْرِي تَخَلَّى فِي الْغَرَامِ وَقَدْ | |
|
| تَمَكَّنَ الحُبّ مِنِّي أَيّ تَمْكِينِ |
|
وَقَدْ رَأَيْتُ مَسِيرِي عَزَّ مَطلبُهُ | |
|
| وَالطَّرفُ وَالظَّرفُ يُبْكِينِي ويَكْوِينِي |
|
نَصَبْتَ حَالِي لِرَفْعِ الضَّمِّ مُنْجَزِما | |
|
| بِالْكَسْرِ عَلَّ بَرشْفِ الضّمَ تُحْيِينِي |
|
يَا صَاح عُجْ بالحِمَى وَانْزِلْ بِهِمْ سَحَراً | |
|
| وَانْظُرْ لعَجْبٍ أثِيلاَتِ الْبَسَاتِينِ |
|
وَفَوْقَ سَفْحِ عَمِيق الدَّمْعِ عُجْ لِتَرَى | |
|
| جَآذِرَ الْحَيِّ بَيْنَ الخُرَّدِ الْعِينِ |
|
وَمِلْ عَلَى أَثْلاَثِ الْبَانِ مُنْعَطِفاً | |
|
| وَحَيّ سَلْعاً وَسَلْ عَنْ حَالِ مِسْكِينِ |
|
ثُمَّ آتِ جَزْعاً وَجُزْ عَنْ حَيِّ كَاظِمِةٍ | |
|
| وَأقْر السَّلاَمَ عَلَى خَيْرِ النَّبِييِنِ |
|
مُحَمَّدٌ الْمُصْطَفَى الْمُخْتَارُ مَنْ ظَهَرَتْ | |
|
| آياتُهُ فَتَسَلَّى كُلُّ مُحْزُونِ |
|
مَنْ خَصَّهُ اللهُ بِالْقُرْآنِ مُعْجِزَةً | |
|
| مَا نَالَهَا مُرْسَلٌ قَدْ جَاءَ بِالدِّينِ |
|
وَمِنْ شِهَابٍ بَدَا مِنْ نُورِهِ رَجَعَت | |
|
| شُهْبُ الدَّياجِي رُجُوماً لِلشَّيَاطينِ |
|
وَفَوْقَ رَاحَتِهِ صُمُّ الْحَصَى نَطَقَتْ | |
|
| وَالْمَاءُ مِنْ كَفِّهِ يُزْرِي بِجَيْحُونِ |
|
وَهُوَ الَّذِي اخْتَارَهُ البَارِي وَأَرْسَلَهُ | |
|
| بَرّاً رَؤُوفاً رَحِيماً بِالْمَسَاكِينِ |
|
إِنْ سَارَ فِي الرَّمْل لَمْ يَظَهَر لَهُ أَثَرٌ | |
|
| وَإِنْ عَلاَ الصَّخْرَ عَادَ الصَّخْرُ كَالطِّينِ |
|
كَأَنْ بالرَّمْلِ مَا بِالصَّخْرِ مِنْ جَلَدٍ | |
|
| شَوْقاً وَبِالصَّخْرِ مَا بِالرَّمْلِ مِنْ لِينِ |
|
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّ الجِذْعَ حَنَّ لَهُ | |
|
| وَالْعِذْقَ أَنَّ إِلَيْهِ أَيَّ تَأَنِينِ |
|
وَقَدْ سَمِعْنَا بِأَنَّ الطَّيْرَ خَاطَبَهُ | |
|
| فِي منْطِقٍ مُفْصِحٍ مِنْ غَيْرِ تَلْكِينِ |
|
وَالظَّبيَ وَالضبَّ جَاءَا يَشْهَدَانِ بِأَنْ | |
|
| لاَ شَيْءَ أَعْظَمُ مِنْ طَهٍ وَيَاسِينِ |
|
فَكَيْفَ أُحْسِنُ مَدْحاً فِي مَحَاسِنِهِ | |
|
| لَكِنَّ لِي قَبُولاَ مِنْهُ يَكْفِينِي |
|
أُقَبِّلُ الأَرْضَ إِجْلاَلاً لِهَيْبَتِهِ | |
|
| وَأَلْثِمُ التُّرْبَ عَلَّ الوَصْلَ يُحْيِينِي |
|
وَقَدْ أَقُولُ ابْن حَمْدَان الْغَرِيبَ أَتَى | |
|
| مُنَادِياً بِفُؤَادٍ مِنْهُ مَحْزُونِ |
|
يَاأَكْرمَ الخَلْقِ مِنْ عُرْبٍ وَمِنْ عَجَمِ | |
|
| وَأَحْسَنَ النَّاسِ مِنْ حُسْنٍ وَتَزيِين |
|
إِنِّي أَتَيْتُكَ فَأقْبَلْنِي وَخُذْ بِيَدِي | |
|
| وَمِنْ لهِيبِ لَظَى جِرْنِي وَسجِّينِ |
|
وَقَدْ مَدَحتُكَ فَارْحَمْنِي وَجُدْ فَعَسَى | |
|
| مِنْ هَوْلِ يَوْمِ اللِّقَا وَالْحَشْرِ تُنْجِينِي |
|
وَكُنْ شَفِيعِي فِي النَّارِ يَاأَمَلِي | |
|
| لَعَلَّ أَحْظَى بِأَجْرٍ غَيْر مَمْنُونِ |
|
صَلَّى عَلَيْكَ إِلاَهُ الْعَرْشِ مَا صَدَحَتْ | |
|
| قُمْرِيَّةٌ فَوْقَ أَفْنَانِ الرَّيَاحِينِ |
|
صَلَّى عَلَيْكَ إِلاَهُ الْعَرْشِ مَا غَرَّدَت | |
|
| حَمَائِمُ فَوْقَ أَغْصَانِ الْبَسَاتِينِ |
|
صَلَّى عَلَيْكَ إِلاَهُ الْعَرْشِ مَا وَفَدَتْ | |
|
| نُوَيْقَةٌ لِحِمَى الأَطْلاَلِ تَبْرِينِي |
|
صَلَّى عَلَيْكَ إِلاَهُ الْعَرْشِ مَا هَطَلَتْ | |
|
| مَدَامِعُ السُّحْبِ أَوْ عَيْنُ المُحِبِّينِ |
|
صَلَّى عَلَيْكَ إِلاَهُ الْعَرْشِ مَا ضَحِكَتْ | |
|
| مَبَاسِمُ الزَّهْرِ فِي ثَغْرِ الأَفَانِينِ |
|
وَأَلفُ أَلفِ صَلاَةٍ لاَ نَفَادَ لَهَا | |
|
| مَضرُوبَةٌ فِي ثَمَانِ أَلْفِ تِسْعِينِ |
|
عَلَيْكَ يَاخَيْرَ خَلْقِ اللهِ قَاطِبَةً | |
|
| وَأَلْفُ أَلْفِ سَلاَمٍ فِي ثَمَانِينِ |
|
وَآلِكِ الْغُرِّ وَالأَصْحَابِ كُلِّهِم | |
|
| وَتَابِعِيهِمْ لِيَوْمِ الْحَشْرِ وَالدِّينِ |
|
مَا عطَّرَ الرَّوْضُ فِي الأَسْحَارِ عَرفَ صبَا | |
|
| وَفَاحَ نَشرُ خُزَامَى مِنَّةَ نِسْرِينِ |
|
وَمَا شَدَا مُنْشِدٌ صبٌّ لِفَرْطِ جَوىً | |
|
| سَلْ مَا لسَلْمَى بِنَارِ الهَجْرِ تَكْوِينِي |
|