هَزوا القدُودَ وَأرهفُوا الأجفَانَا | |
|
| أوَ مَا رَأيْتَ البَانَ وَالغزْلاَنَا |
|
وَاسْتَبْدَلُوا بَدَلَ السهَام لَوَاحِظاً | |
|
| لما انْتَظَوْا عوض الظُّبَى أجفَانَا |
|
وَثَنَوْا مَعَاطِفَهُمْ وَقَدْ لاَحُوا فَهَلْ | |
|
| أبْصَرْتَ أقْمَاراً عَلَتْ أغْصَانَا |
|
وَجَلَوْا بروقَ مَبَاسمٍ مَا أوْمَضَتْ | |
|
| إلاَّ وَأمْطَرَ دمعيَ العِقْيَانَا |
|
غِيدٌ نَفَرنَ وَقَدْ أمَتُّ تَوَلُّهِي | |
|
| فَأعَدْنَهُ حَيَّا كَمَا قَدْ كَانَا |
|
وَبِمُهْجَتِي منهن خُودٌ خدهَا | |
|
| قَدْ شَاكَل النُّعْمَانَ وَالسُوسَانَا |
|
حَرَسَتْ بِأسْوَدِ شَعْرِهَا أعْطَافَهَا | |
|
| وَكَذَا الأسَاوِدُ تحرسُ الكُثْبَانَا |
|
وَلَوَتْ عَقَاربَ صدغهَا فِي خدهَا | |
|
| فَحَمَتْ بِمُنْذِرِ آسِهَا النُّعْمَانَا |
|
وَجَلَتْ مَعَاطِفُهَا النُّهُودَ وَلَمْ أكُن | |
|
| شَاهَدْتُ بَاناً أثمر الرمَّانَا |
|
نَاديتُ مبسِمَهَا المنضَّدَ دُرُّهُ | |
|
| يَا جَوْهَراً كَيْفَ اغْتَدَيْتَ جُمَانَا |
|
ودعوتُ بلبلَ خَالِ وردِ خُدُودهَا | |
|
| يَا عنبراً مَنْ قَدْ حَمَى مرجَانَا |
|
يَا مُدّعي كِتْمَانَ واضِحِ خَدّهَا | |
|
| أمَعَ المَدَامِعِ تَدَّعِي الكِتْمَانَا |
|
وَتَرُومُ تَشْهَدُ كَائِنَاتِ جَمَالِهَا | |
|
| أبِغَيْرِ عَيْنٍ تشهد الأكْوَانَا |
|
لا تُنْكِرَنَّ فَإنَّ قَلْبَكَ لَمْ يَزَلْ | |
|
| كَلِفاً بِذَاكَ البَانِ لَمَّا بَانَا |
|
يَا صَاحبَيَّ قِفَا بتونس برهةً | |
|
| كَيْ تُنْعِشَا الأرْوَاحَ والأبْدَانَا |
|
وَاسْتَنْشدَا عَنْ سرْبِهِ وكنَاسه | |
|
| إنْ خِلْتُمَا الركبَانَ وَالأظعَانَا |
|
فَبِأيْمَنِ الشَاطِيّ من غَرْبِيِّهَا | |
|
| ظبيٌ سبا الآسَادَ وَالغزْلاَنَا |
|
شَاكِي السلاَحِ أقَلَّ من اعطَافهِ | |
|
| رمحاً وَسَلَّ منَ اللحَاظِ سِنَانَا |
|
بدرٌ تَحَيَّرَ فِيهِ مَنْ رَامَ الهُدَى | |
|
| وَإذَا اهْتَدَى فَتَخَالُهُ الحيرَانَا |
|
كَالشَّمْسِ وجهاً وَالقضيب مَعَاطِفاً | |
|
| وَالزهْرِ ثغراً وَالمَهَى إنْسَانَا |
|
تَجْلُو عَوَارِضُهُ لَكَ العَلَمَيْنِ إذْ | |
|
| يُبْدِي لعينك خده نعمَانَا |
|
فَبثغره شِمْتُ العُذَيْبَ وبَارقا | |
|
| وَبِقَدّه خلْتُ النَّقَا وَالبَانَا |
|
فَتَنَتْ مَحَاسِنُهُ فُؤَادَ مُحبِّه | |
|
| أوْ لَيْسَ فَاتكُ لحظه فَتَّانَا |
|
رشأ رَشِيقُ القَدّ معسُولُ اللَّمَى | |
|
| فَضَحَ الربَى وَالحورَ وَالوِلْدَانَا |
|
فِي نَارِ وجنته الجِنَانُ تزخرفت | |
|
| مُسدْ صَارَ خَازنُ عَدْنِهَا رِضْوَانَا |
|
رَامت نُجُومُ الأفْق تحكي خده | |
|
| فَلِذَاكَ أكسبَ بدرَهَا النقصَانَا |
|
وَالرْوضُ أهدَى الأقْحُوَانَ لثغرِهِ | |
|
| فَحَمَتْ سَوَاسِنُ قده الأغصَانَا |
|
أتْلُو بِهِ سُوَرَ الشجُونِ وَلَيْتَهَا | |
|
| عَنْ نَافِعٍ تَرْوِي لَنَا الأشْجَانَا |
|
دَب العِذَارُ بِوِجْنَتَيْهِ فَمَنْ رَأى | |
|
| فِي النَّار ورداً أنْبَتَ الرّيحَانَا |
|
يَا مَنْ حَكَتْ سمرَ القَنَا اعطَافُهُ | |
|
| وَحَكَتْ فَواترُ طرفه الخرصَانَا |
|
مَا كُنْت أحسب أن طرفك سَاحر | |
|
| حَتَّى تَقَلَّبَ حَبْله ثعبَانَا |
|
قسماً وَلَوْلاَ أن ريقك قَرْقَفٌ | |
|
| مَا مِسْتَ يَا غُصْن النقَا نشوَانَا |
|
أسكنتُ حبك فِي فُؤَادِي وَالحشا | |
|
| فَعَمَرْتَ مني القَلْب والأجفانَا |
|
وأنرت مصبَاح الهدى فِي غيهبي | |
|
| حَتَّى أقمت لِعَاذِلِي البرهَانَا |
|
حَيْثُ الريَاض أذَاعَ من رَيَّاهُ مَا | |
|
| وَشَّى الجُيُوبَ وعَطَّر الأردَانَا |
|
وَالقُضْبُ ماست فِي الغَلاَئِلِ عِنْدَما | |
|
| صَاغَتْ أزَاهِرُهَا لَهَا تيجَانَا |
|
وَالطَّيْرُ أعْرَبَ لَحْنَهَا فِي عُودِهِ | |
|
| لِيُعَلِّمَ الإيقَاعَ والألْحَانَا |
|
وَالصبْحُ أظْهَرَ آيَةً يمحُو بِهَا | |
|
| صِبْغَ الظَّلاَمِ فَخِلْتُه السّلطَانَا |
|
مَوْلاَيَ عُثْمَان الَّذِي بِيَمِينِهِ | |
|
| نُوحُ الندَى أجرى لنا الطوفَانَا |
|
مولىً إذَا مِلْنَا لِبَثّ صِفَاتِهِ | |
|
| كَيْ نَسْتَمدَ الرَّوْحَ وَالرّيحَانَا |
|
أمْلَى عَلَيْنَا مَجْدُهُ فَإذَا انْتهَى | |
|
| هِمْنَا فلم نَدْرِ الَّذِي أملاَنَا |
|
عَلَمٌ إذَا مَا قلتَ أقْرَانَا الغِنَى | |
|
| فَلَقَدْ تَقُولُ بِعِلْمِهِ أقْرَانَا |
|
لَوْ عَايَنَ الطَّائِي ومَالِكُ شَخْصَهُ | |
|
| قَالاَ نَعَمْ هَذَا الَّذِي أغْنَانَا |
|
فَهْوَ الفَرِيدُ ندىً وَعلماً قد رَوَى | |
|
| غُرَرَ النوَالِ وَقرَّرَ التِبْيَانَا |
|
سَحَّابُ ذيلِ سَخاً وَذيلِ سَحَابَةٍ | |
|
| تلقاه أنَّى زُرْتَهُ سَحْبَانَا |
|
وَتَرَى الوفَاء مفرَّقا وَمُجَمَّعا | |
|
| يحتل مِنْهُ مُهْجَةً وَلِسَانَا |
|
نَفَتِ التَّوَهُّمَ عَنْهُ حِدَّةُ ذهنه | |
|
| فَاسْتَرْغَمَ الآنَافَ وَالأذْقَانَا |
|
حَازَ الكَمَالَ وَلَوْ بِأيْسَرِهِ حَبَا | |
|
| بدرَ الدُجَى لَمْ يَخْتَشِ النُّقْصَانَا |
|
مُتَهَلِّلٌ طلقٌ إذَا وَعَدَ الغِنَى | |
|
| بِالبِشْرِ أتْبَعَ بِرَّه الاحْسَانَا |
|
كَالغيمِ مَا سطعتْ لوَامعُ بَرْقِهِ | |
|
| إلاّ وَأهْدَتْ غيثَهُ الهَتَّانَا |
|
سَحَّتْ سَحَائِبُ جُودِ كَفَّيْهِ فلم | |
|
| يجنحْ إلَى غَرْبٍ وَلاَ أشْطَانَا |
|
ذُو رُتْبَةٍ رَجَحَتْ بِعَيُّوقِ العُلَى | |
|
| من قبلِ أنْ تَسْتَرْصِدَ المِيزَانَا |
|
وَمَكَانَةٍ فَوْقَ السِّمَاكِ مكينة | |
|
| لَمْ تُبْقِ لِلرَّاقِينَ بعدُ مكَانَا |
|
شرف إلَيْهِ وَبيت ملك شَامخ | |
|
| بعلى الكمَال بنى لَهُ إيوَانَا |
|
يقظَانُ أبلجُ قَدْ جَلاَ بِجَبِينِهِ | |
|
| وحسَامِه الظلمَاءَ والاضغَانَا |
|
نعم الرشَاد إذَا الدجنة أطلعت | |
|
| سنن الرشَاد وأوضح البرهَانَا |
|
أمَّا نَدَاهُ وَبأسهُ فَكِلاَهُمَا | |
|
| قَدْ أرْغَمَ الأفهَام وَالأذْهَانَا |
|
ملكٌ تَشَامَخَ ملكه فَلأجْلِ ذَا | |
|
| أضْحَى الملُوكُ لِعِزّهِ عُبْدَانَا |
|
الجاعلُ الملكَ الذليلَ مُعَزَّزاً | |
|
| وَالتَّاركُ الملكَ العَزِيزَ مُهَانَا |
|
لاَ يَسْتَكِن الرعبُ بَيْنَ ضُلُوعِهِ | |
|
| وَاللَّيْثُ لاَ يَتَخَوَّفُ السَّرْحَانَا |
|
ثبتُ الجَنَانِ فَلاَ يَخَافٌ كأنمَا | |
|
| جَعَلَ المَخُوفَ مِنَ المَخُوفِ أمَانَا |
|
بطلٌ إذاً رَمَقَتْ لَوَاحظ سمره | |
|
| خَرَّتْ لَهَا صُم الكُلَى عميَانَا |
|
كَمْ ليثِ غَابٍ صَيَّرَتْهُ فَرِيسَة | |
|
| أرْمَاحُهُ كَيْ تُقْرِيَ العِقْبَانَا |
|
قَدْ ظن أنَّ السمر قندني جلا | |
|
| افعَالهَا البرني والصيحَانَا |
|
أعطتهُ مهجتَهَا السهَامُ نوَاظراً | |
|
| وَأرَتْهُ انفسَهَا الظُّبَى أجْفَانَا |
|
أمُقَتِّلَ الصّيدِ الكُمَاةِ بِرعبِهِ | |
|
| لِمَنِ ادّخَرْتَ السَّيْفَ وَالمُرَّانَا |
|
لَمْ تَكْتَسِ أعْدَاكَ إذْ حَارَبْتَهُمْ | |
|
| ضَافِي الدرُوعِ بَلِ اكْتَسَوْا أكْفَانَا |
|
غَادرتَ أوجهَهُمْ بِحَيْثُ لَقِيتَهُمْ | |
|
| أقْنَاهُمُ وَعُيُونَهُمْ أذْقَانَا |
|
يَا مُنْكِراً دعوَى خلاَفته ارْتَجِعْ | |
|
| فَلَقَدْ أتيتَ الزُّورَ وَالبُهْتَانَا |
|
لا تُنْكِرَنَّ فَإنَّ قَائِمَ سيفه | |
|
| أبدَى الدَّلِيلَ وَأظْهر البُرْهَانَا |
|
أفْضَتْ إلَيْهِ خِلاَفَةُ الفَارُوق إذْ | |
|
| سَمَّتْهُ ألْسِنةُ الرّضَى عُثْمَانَا |
|
ملكٌ بِهِ روضُ الخِلاَفَة قَدْ زَهَا | |
|
| إذْ هَزَّ مِنْ أقْلاَمِهِ الأفْنَانَا |
|
بَيْنَا يهز بِهَا الغُصُونَ لِمُجْتَنٍ | |
|
| إذْ هَزَّ للجَانِي بِهَا الخُرْصَانَا |
|
وكَأنَّ منطقَه بصفحة طِرْسِهِ | |
|
| زَهْرٌ بروضٍ نَقَّطَ الغُدْرَانَا |
|
مِنْ معشرٍ هُمْ في الندَى سُحُبٌ وَإنْ | |
|
| جَنَّ الوغَى فَتَرَاهُمُ شُهْبَانَا |
|
جَعَلُوا السرُوجَ أرَائِكاً لِنِزَالِهِمْ | |
|
| وَالسُّمْرَ قُضْباً وَالظُّبى خِلْجَانَا |
|
وَالنَّبْلَ نُوراً وَالحِمَامَ مُطَاعِماً | |
|
| وَالنَّقْعَ روضاً وَالعِدَى ضِيفَانَا |
|
صِيدٌ إذَا غاَبت جُفُونُ سيوفهم | |
|
| جَعَلُوا الطُّلَى لسيوفهم أجْفَانَا |
|
قَوْمٌ حَوَتْ أنْسَابُهُم عمر الذِي | |
|
| دَحَضَ النّفَاقَ وَأظْهَرَ الإيمَانَا |
|
نسبٌ نَدِينُ بِحُبّ فَاروُقِيِّهِ ال | |
|
| مَوْلَى ونطردُ بِاسمهِ الشَّيْطانَا |
|
شَرَفاً بَنِي الفَارُوق أنّ لكُمْ سَناً | |
|
| قَدْ نَوَّرَ الآفَاقَ وَالأكوَانَا |
|
وَلْيَهْنكُمْ فِي الدَّهْرِ أنَّ ثَنَاءكم | |
|
| سَرَّ القُلُوبَ وَشَنَّفَ الآذَانَا |
|
وَلْيَكْفِكُمْ فَخْراً يُمَجَّدُ شَأوُهُ | |
|
| قَدْ أعْجَزَ الأمثَالَ والأقْرَانَا |
|
يَا شَائِدَ البَيْتِ الذِي بَانِي عُلاَ | |
|
| هُ عَلَى التُّقَى قَدْ أسَّسَ البُنْيَانَا |
|
قَدْ شِدْتَ أرْكَانَ الندَى فَحَجِيجُهُ | |
|
| لَزِمُوا الطوَافَ وَقَبَّلُوا الأرْكانَا |
|
لَوْ تعقلُ الشجرُ الَّتِي قَابلتَهَا | |
|
| ألْقَتْ إجَابَتَهَا لَكَ الأغصَانَا |
|
أرِجَ الطرِيقُ فَمَا مَرَرْتَ بِمَوضعٍ | |
|
| إلاَّ أقمتَ بِهِ الشَّذَا أزمَانَا |
|
طَوَّقْتَنِي بِالجُودِ مِنْكَ فَأعْرَبَتْ | |
|
| وَرْقَا امْتِدَاحِي فِيكُم الألحَانَا |
|
فَانْعَمْ بِشَهْر الصَّوْمِ عَيْناً إنَّهُ | |
|
| شَهْرٌ تَنَالُ بِصَوْمِهِ القربَانَا |
|
نِعَماً مِنَ اللَّهِ ارْتضَاكَ لِنَيْلِهَا | |
|
| وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَا الرضْوَانَا |
|
فَاسعدْ بِمَغْفِرَةِ الألَهِ فَلَمْ يَزَلْ | |
|
| يَمْحُو الذنُوبَ وَيَمْنَحُ الغُفْرَانَا |
|