غَزَالَةُ الصبحِ تَحْكِي نرجسَ الغَسَقِ | |
|
| وَصَارمُ البرقِ يَحْكِي وَرْدَةَ الشفَقِ |
|
وَغَادةُ الحُورِ تُجْلَي في الغلائلِ إِذْ | |
|
| ألْقَتْ قِنَاعَ الدجَى عَنْ وَاضِحِ الفَلَقِ |
|
وَعَنْبَرُ الغيمِ أذْكَاهُ الشُّعَاعُ إلَى | |
|
| أنْ عَمَّ نَشْرُ شذَاه كُلَّ مُنْتَشِقِ |
|
وَالجو أظهرَ أفرَاسَ النسيمِ فَمَا | |
|
| أجرى سَوابقَهَا فِي حَلْبَةِ الأفُقِ |
|
وزاجرُ الرَّعْدِ يَحْدُو عِيسَ مُزْنَتِهِ | |
|
| يَسُوقُ برقاً إلَى بستانه العَبِقِ |
|
وَالقطرُ أهْدَى عقودَ الدرّ تَجْلِيَةً | |
|
| للروضِ لمَّا رَآهُ عَاشِقَ العَبَقِ |
|
وَرَاشِ سَهْمَ الحَيَا قَوْسُ السَّحابِ إلَى | |
|
| أن صَادَرَتْهُ يَدٌ الأوْرَاقِ بِالدَّرَقِ |
|
وَالروضُ يضحك عن ثغر الاقَاحِ وَقَدْ | |
|
| أبكته بالقطرِ عيْنُ القَارِضِ الغَدِقِ |
|
وَالنَّهْرُ ينسابُ فِي مَجْرَى نهايتهِ | |
|
| كَمَا جَرَى الدمع من أجْفَانِ مُخْتَلِقِ |
|
وَالروضُ يجلُو عَرُوسَ الزَّهْرِ فِي حُلَلٍ | |
|
| قد جمَّع الحسنُ مِنْهَا كل مُفْتَرِقِ |
|
مِنْ اصفر فَاقِع أو أخْضر عَطِرٍ | |
|
| أوْ ابيض ناصع أوْ أحمر شَرِقِ |
|
والطل قَبَّلَ خَد الورد منْ شَغَفٍ | |
|
| وَالريحُ جردَ متنَ السيفِ من خَلِقِ |
|
وَخلخلت سُوقَ أغصان النَّقَا فُلَجٌ | |
|
| قد نَقَّطَتْ وِجْنَةَ البستان وَالحَدَقِ |
|
وَهَاتِفُ الطَّلّ نَادَى فِي أرَاكَتِهِ | |
|
| مَا لِي أرَى الآسَ يُبْدِي أذْنَ مُسْتَرِقِ |
|
والنرجس الغض نَادَى الزهْرَ مبتسماً | |
|
| يَا ضَاحكَ الثغر سَامِ سَامِيَ الحَدَقِ |
|
وَالوَرْدُ أظْهَرَ دينَاراً مذهبَّةً | |
|
| لما تَغَنَّتْ لَهُ الوَرْقَاءُ فِي الوَرَقِ |
|
وابرزت رَاحَةُ النسرين إذ فُتِحَتْ | |
|
| شُذُورَ تِبْرٍ مِنَ البلَّوْرِ فِي طَفَقِ |
|
وَفِي وِلادَتِهِ سِر بَدَا عَجَباً | |
|
| لم تستطعْ حملَهُ الدنيا وَلَمْ تُطِقِ |
|
وَعِنْدَمَا وَضَعَتْهُ أمُّهُ نَظَرَتْ | |
|
| مِنَ العَجَائِب أمْراً غَيْرَ مُخْتَلَقِ |
|
يَا أشْرَفَ الخلق عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً | |
|
| وَمَنْ عَلَى الرفْرَفِ العَالِي المَقامِ رَقِي |
|
يَا غَايَةَ الرسْلِ يَا بَحْرَ السَّمَاحِ وَيَا | |
|
| مُنْجِي العُبَيْدَ المسيءَ المذنبَ الغَرِقِ |
|
يَا أوسعَ الرسلْ جاهاً يا كريم أقِلْ | |
|
| مِنَ الخَطَايَا التِي قَدْ ألْزَمَتْ عُنُقِي |
|
قد اثقلتِني ذنُوبٌ لَيْسَ يحصرُهَا | |
|
| سَمْتُ الثوَابِ فلم تُحْصَرْ ولم تُطَقِ |
|
وَلَيْسَ لِي عَمَلٌ ارْجُو النجَاةَ بِهِ | |
|
| إلاّ مديحك يَا مُنْشِي مِنَ العَلَقِ |
|
فَكُنْ شفيعي إذَا ضاق الحسَابُ غَداً | |
|
| وَألْجِمَ النَّاسُ يَوْم العَرْضِ بِالعَرَقِ |
|
وكُنْ مُغِيثِي إذَا اشتد الظَّمَا وَشَكَا | |
|
| جَفْنِي الحَرِيقُ لِدَمْعٍ جَارَ فِي الغَرَقِ |
|
فَكَمْ عَدُوّ بَغَى ظلْماً عَلَيّ وَهَل | |
|
| إلاّكَ مُعْتَمَدِي فِيمَا مَضَى وَبَقِي |
|
وشرّفِ ابنَ خَلُوفٍ بالشهَادَةِ كَيْ | |
|
| يغدُو عَلَى المُرْتَقَى قَدْ جَازَ كُل تَقِي |
|
وارْحمْ شُيُوخِي وآبائِي وَجُدْ كَرَماً | |
|
| للمُسْلِمِين بعفوِ مِنْكَ مُنْدَفِقِ |
|
وَصَلّ تَتْرَى عَلَى مَنْ جاء مُعْجِزَةً | |
|
| بِقُلْ أعُوذُ بِرَب النَّاسِ والفلقِ |
|
وآلِهِ والصحابة والتابعين له | |
|
| مَا ناحَ حَادِي الحِمَى في دوحة الغَسَقِ |
|