يا راكِبَ الناقَةِ الوَجناءِ يُزجيها | |
|
| وَالشَوقُ وَالسَوقُ هاديها وَحاديها |
|
عَرِّج عَلى جِلَّقَ الفَيحاءِ غوطَتُها | |
|
| فَحَيّ جامِعَها عَنّي وَأَهليها |
|
لَولا الخُلودُ الَّذي لَسنا نُؤَمِّلُهُ | |
|
| لَقُلتُ إِنَّ جِنانَ الخُلدِ تَحكيها |
|
فَإِنَّها بَلَدٌ ناهيكَ مِن بَلَدٍ | |
|
| في الحُسنِ لَيسَ لَها مِثلٌ يُضاهيها |
|
كَأَنَّما جَنَّةُ الفِردَوسِ جِلَّق وَال | |
|
| أَنهارُ أَنهارُها تَجري بواديها |
|
فَماءُ كانونَ في سَلسالِ رَبوَتِها | |
|
| تُطفي بِهِ نارَ آبٍ حينَ تحميها |
|
تِلكَ الرُبوعُ حَلَت عِندي مَعانيها | |
|
| مِن أَهلِها لا خَلَت مِنهُم مَغانيها |
|
تُبدي سُبوتاتُها الأَزهارَ مونِقَةً | |
|
| مِنها مَحاسِن كانَ البَردُ يُخفيها |
|
يا طيبَ أَزهار أَنفاسِ الرَبيعِ بِها | |
|
| وَالطَيرُ تُطرِبُنا أَصواتُ شاديها |
|
تَكادُ تُظهِرُ عَيَّ الدَولَعِيِّ إِذا | |
|
| تَجاوَبَت فَتَعالى اللَهُ باريها |
|
أَكُفُّ مَنثورِها يَدعو بِطولِ بَقا | |
|
| ءِ الصاحِبِ بنِ عَلِيٍّ بَسط أَيديها |
|
وَالوَردُ يُبدي خُدودَ الغانِياتِ بِها | |
|
| وَلِلثُغورِ اِبتِسامٌ في أَقاحيها |
|
تَحكي الشَحاريرُ رُهباناً صَوامِعُها ال | |
|
| باناتُ تَتلو زبوراً في أَعاليها |
|
وَللهَزارات أَلحانٌ مَناقِرُها | |
|
| تُعيدُها فَهيَ ناياتٌ وَتُبديها |
|
كَأَنَّ عيدانَها العيدانُ تُطرِبُنا | |
|
| مَنها المَثالِثُ إِذ تتلو مَثانيها |
|
دِمَشقُ في حُسنِها ذاتُ العِمادِ بِلا | |
|
| شَكٍّ وَلا مِريَةٍ فيها لِرائيها |
|
نِساؤُها الحورُ وَالوِلدانُ تَخجَلُ مِن | |
|
| وِلدانِها في المَيادينِ الَّتي فيها |
|
مِن كُلِّ أَحوَرَ تُركِيٍّ مَعاطِفُهُ | |
|
| في البَندِ تَهتَزُّ مِن سُكرِ الصِّبا تيها |
|
قَوامُهُ صَعدَةٌ في الحِقفِ مَركَزُها | |
|
| وَاللَحظُ مِنهُ سِنانٌ فَوقَ عاليها |
|
مِن ضيقِ أَجفانِهِ سُبلُ الهَوى اِتَّسَعَت | |
|
| عَلَيَّ ما حيلَتي وا حَيرَتي فيها |
|
هاروتُ يَنفُثُ سِحراً مِن لَواحِظِهِ ال | |
|
| وَسنى المِراضِ اللَواتي عِفنَ تَنبيها |
|
وَاللَهِ ما اِختَرتُهُ إِلا إِذا اِعتَقَدَت | |
|
| أَلا شَبيه لَهُ روحي فَيَسليها |
|
ظَبيٌ مِنَ التُركِ لَم تَترُك لَواحِظُهُ | |
|
| لي نِيَّةً في جَميلِ الصَبرِ أَنويها |
|
وَالتُركُ أَبناؤُها تسبي وَتَقتُلُ في | |
|
| دِمَشقَ لَم تَخشَ يَوماً بِأسَ واليها |
|
دِمَشق إِن جِئتَها مِن كُلِّ ناحِيَةٍ | |
|
| عَلى اليَفاعِ الَّذي تَحوي حَواشيها |
|
حَكَت بَساتينها بَحراً جَواسِقُها | |
|
| فيهِ المَراكِبُ مُلقاةً مَراسيها |
|
أَو السَماءَ وَواديها المَجرةُ وَال | |
|
| قُصورُ فيهِ نُجومٌ سارَ ساريها |
|
تِلكَ المَرابِعُ لا وادي العَقيقِ وَلا | |
|
| نَجدٌ وَلا شِعبُ بَوانٍ يُدانيها |
|
بُشرى لَها وَلأَهليها بِساحَتِها | |
|
| فَاللَهُ كالِئُهُم فيها وَكاليها |
|
كُلُّ المَمالِكِ قَد دانَت لِمالِكِها | |
|
| وَهوَ الَّذي بِصُنوفِ العَدلِ يَحميها |
|
وَحَسبُها وَكَفى أَن زادَها شَرَفاً | |
|
| أَنَّ الوَزيرَ صَفِيَّ الدينِ يَحويها |
|
وَهو الَّذي بِأَياديهِ الجِسامِ كَسا | |
|
| أَيّامَها الحُسنَ فابيضت لَياليها |
|
حَتّى غَدا سائِرُ الأَمصارِ يَحسُدُها | |
|
| فَاللَهُ مِن عَينِ مَن فيها يُوَقّيها |
|
وَالرُخصُ حالَفَها أَن لا يُفارِقَها | |
|
| وَالجَدبُ أَقسَمَ بَرّاً لا يُدانيها |
|
أَيّامُ مِشمِشِها لا شَيءَ يُشبِهُها | |
|
| في الحُسنِ كَلا وَلا في الطيبِ يَحكيها |
|
كَأَنَّ دَوحاتِهِ الفازاتُ إِذ ضُرِبَت | |
|
| مِن سُندُسٍ فَحَكَت مَعشوقَ رائيها |
|
سَماءُ أَشجارِها الخَضراءُ جاعِلَةٌ | |
|
| بِشُهبِها عاطِلَ الغَبراءِ حاليها |
|
تَهدي وَتُهدي الأَماني لِلنُفوسِ وَلِل | |
|
| عُيونِ لِلَهِ هاديها وَمُهديها |
|
طافَت بِأَشجارِها الزُوّارُ في عُصَبٍ | |
|
| شُعثٍ فَلَبَّت وَما خابَت مَساعيها |
|
كَذا عَقيدَةُ مَولانا الوَزيرِ فَتا | |
|
| ويها تطوفُ بِها التَقوى فَتُؤويها |
|
فَهيَ الحَقيقَةُ تَنويهاً وَكَم وُضِعَت | |
|
| عَقيدَةٌ بِمَجازِ اللَفظِ تَمويها |
|
أَضحَت مُقَدِّمَةً لَكِن نَتيجَتُها | |
|
| بِحارُ عِلمٍ طَمَت مِنها أَواذيها |
|
عَقيدَةٌ مِن بِحارِ العِلمِ مُنتَظِمٌ | |
|
| في سِلكِ تِقصارها أَغلى لآليها |
|
حَلَّت عَقيدَتُهُ عِقدَ الشُكوكِ فَبِال | |
|
| أَلفاظِ جَلَّت وَإِن دَقَّت مَعانيها |
|
فيها فُصوصٌ فُصولٌ كُلُّها حِكَمٌ | |
|
| عَن فَضلِ راصِعِها تُثني وَبانيها |
|
فيها ثَمانِيَةُ الأَبوابِ تَضمَنُ جَن | |
|
| نَةً عروشاً لِقاريها وَراقيها |
|
لَها أَشَدُّ وِطاءٍ بِالموطَّأ مَر | |
|
| وِيّاً وَأَقوَمُ قيلٍ فازَ منشيها |
|
طابَت أُصولٌ بِها تَحتَ الفُروعِ فَقَد | |
|
| قَدَّت قَوادِمُها قِدماً خَوافيها |
|
لَما غَدا راسِخاً في العِلمِ أَظهَرَهُ | |
|
| وَالشَمسُ لا شَيءَ يَومَ الصَحوِ يخفيها |
|
أَرسى قَواعِدَ فيها لِلعَقائِدِ ما | |
|
| أَوفى مُهَندِسَها عِلماً وَبانيها |
|
أَحيا مُصَنِّفَ إِحياء العُلومِ بِها | |
|
| لَولا أَياديهِ خِفنا مِن تَلاشيها |
|
قالوا العُلوم بِغَزّالِيِّها خُتِمَت | |
|
| وَأَنتَ أَفضَلُ تَهذيباً وَتَنبيها |
|
يا أَيُّها الصاحِبُ المُثني عَلَيهِ بَنو الد | |
|
| دُنيا بِحاضِرِها خَيراً وَباديها |
|
هَذا وَكُلٌّ مِنَ التَقصيرِ مُعتَذِرٌ | |
|
| إِلَيكَ مِمَّن بِقاصيها وَدانيها |
|
وَالشَمسُ وَالمِسكُ أَعيا الناسَ وَصفُهما | |
|
| وَأَنتَ مِثلُهُما قَدراً وَتَنزيها |
|
وَأَنتَ مَسأَلَةَ الإِجماعِ ما اِختَلَفَت | |
|
| فيها خُصومٌ وَلا أَبدَت تناجيها |
|
أَيّامُ سَعدِكَ أَبقَت من يُواليها | |
|
| فيما أَحَبَّ وَأَفنَت مَن يُعاديها |
|
دانَت لِأَقلامِكَ البيضُ المَناصِلُ وَال | |
|
| سُمرُ الذَّوابِلُ مهتَزّاً أَعاليها |
|
فَاِسلَم وَدُم وَاِبقَ وَاِرقَ الدَهرَ وَاِسمُ وطل | |
|
| بِدَولَةٍ دَوحُها تَحلو مَجانيها |
|