إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
النيل والزمن |
************ |
النيل رحال في السنين م الأزل
|
عايش فى وسطينا حقيقة ومَثَل |
وعمره عن حد فينا ما أنعزل |
لا، كَل في يوم ولا انهزم |
فارد في الأرض بالخير والنعم |
وراضى بكل اللي بيجرا له ... وساكت |
ولأنه مايهواش البور مايغواش العدم |
ومهما شاف م الخلق ويشوف |
مايتمناش يجى الوقت و يترد م |
وعدناه ياما وكل وعد مخلوف |
لكينه هايفضل النيل الشامخ الأصيل |
اللى عمره ما ينهزم ولا يتهدم |
النيل دايما حاضر |
والنيل عمره ما هرب |
وياما دارت ع البيوت قرب |
وكان السقا يرضى بقليلة |
وياما شد من حيلة |
لجل مايباتش بيت عطشان كرب |
والميه كانت ميه المحياه فى الحر |
وفى البرد زمزم على سلسبيل |
المشربيات عمرانة بقلل نسمة التراسينه |
والحوارى ماتخلاش من سبيل |
لكل عابر سبيل يروى عطش السكة |
والغيطان اللى رواها النيل طراحه |
بعرق رجاله راضعه م النيل أخلاصه |
ومصاطب اللمة اللى تتراحم عليها القلوب |
زى خلوة الجامع حاضنة اللى بيتوب |
ومكانتش المعاصى تتخفا ورا توب |
وتلعب الناس بالناس ع الشناكل بريح هبوب |
كانت الميه كما الميه بتوهب لحياة الخلق حيا |
كما النيل اللى اتوهب من رب الوجود والحيا |
تدور سواقى الغيطان لجل تنول الرضا |
ووابور طحين البلد فرحان بخيره ولايعصلجش |
وبالمواسم يفيض النيل الفيضان |
لا انتظر زفه جميلة العرايس |
ولا خروج الناس على سنجة عشرة |
بسعف النخيل مطبلين ومهللين |
والكام نهار اللى غابت فيهم الشمس |
كان النيل بنفس الوداعه |
ونفس رتابه مجراه والقوة |
كانت الشمس تنكسف م النوه |
وف ليالي صفا العشق |
يتخنق ضي القمرخنق |
ما ترجع له روحه إلا |
لو شاف محايله ومداديه |
وشاف صورته ع المايه |
والداء على قد ماهوا |
في قلب القلب كنا بندفنه |
لجل ضحكة لحظة بشوق ولهفه |
نصبر ونغنى لحزننا الدفين ونهننه |
والخوف يصور ويجسد بخياله الجامح |
ندهات النداهة عروسة بحر النيل الكبير |
ونرخى عيوننا بدمعاتها الغزيرة |
تنطلق في عروقنا شرايين غضب |
ونشكل الحلم الحقيقى بأيدنا نفصل تفاسيره حياه |
ونعيشها حياه فى حضن النيل |
وأحنا بنعزف آهات موالنا والغوايات |
وكان للبدن نسمة ارتياح يحس بيها هوا |
ويعرف كيف يبقى الدوا بعصارى النيل |
ويهز بكفوفه القلق والحزن ع الضفتين |
ويضمد جراح الزمن فينا |
والولاد تشرح القلب العليل طلعتها تشق الصخر |
تنقش دمها حكايات للمجد والأجيال سطور وسطور |
ومنين ماتلمح عينيك تتوه في دواير دهشتك بالفرح |
وياما جاد الزمن ع الخلق جود وكرم |
اتبدلت لايام بوجعها وعذابات الأرض متراكمه ومتجمعه |
وداق جوانا الخلا الفسيح الرحب ع الاخر |
وبنسافرفى البنايات الخرسانه والاختراعات |
وبندور للفطرة والطبيعة ع الضد والموات |
وبتسافر في حشانا خطى الأيام اللى بتزيد مرار |
تتوه في الرحلة أحلامنا المسافرة خلف خلافنا |
تختفي المعادن وتتلون ملامحنا |
ولما نكون ساعات احنا |
كتير ما نعرف لفين روحنا |
والسفر مسافر بينا وبهمومنا وجروحنا |
على قد غربتنا في روحنا من توهتنا |
نخرج للبكا زى الضى ماتلمناش مطارحنا |
وفي قلب عجلة الزمن الدواره طواحينها |
نستغرب وجع غربتنا المريرة ونتباكى |
ما نحس بالفرقه غير والألم حارق في القلوب |
وكل نهارات الشمس غروب وهروب |
لترحال محفوف بالعدم |
يرحل كل مين خطا بقدم |
ولا يتبقى غير حزننا الدفين |
يصاحب كل خطوة بنخطيها |
لجل مايصفى فينا بالمعاد والأجل |
اللى راقد ع الدنيا واللى آخدها بعجل |
وتفضل يانيل توهبنا الحياة بالأمل |
************ |
عامية مصرية
|
************ |