سَتَرتُ بَياضَ شَيبي بِالخِضابِ | |
|
| وَلَم أَجنَح بِذاكَ إِلى التَصابي |
|
وَلَكِنّي لَبِستُ بِهِ حِداداً | |
|
| وَذَلِكَ إِذ حَزِنتُ عَلى شَبابي |
|
هُوَ المَحبوبُ وَدَّعني بِرَغمي | |
|
| وَغابَ فَلَستُ أَطمَعُ في الإِيابِ |
|
عَلى شَرخِ الشَّبابِ أَلَحَّ شَيبي | |
|
| بِنابٍ لَيسَ عَن فَتكٍ بِنابي |
|
نُزولُ الشَيبِ رَحَّلَ عَنسَ عَيشي | |
|
| فَسارَ مُوَدِّعاً وَصلَ الكِعابِ |
|
وَلِلشَّعَراتِ لَمّا لُحنَ بيضاً | |
|
| بِقَلبي مِثلُ وَخزاتِ الحِرابِ |
|
مَضى زَمَنُ الصِّبى فَاِعتَضت عَنهُ | |
|
| بِطولِ أَسى عَلَيهِ وَاِكتِئابِ |
|
أَلا يا حَبَّذا زَمَنٌ تَقَضَّى | |
|
| حَميداً بَينَ زَينَبَ وَالرَبابِ |
|
هُنالِكَ كانَ غُصنُ العَيشِ غَضّاً | |
|
| وَريقاً يانِعاً داني الرِّطابِ |
|
وَلَم يَنعَق بِفُرقَتِنا غُرابٌ | |
|
| وَلَونُ الشَّعرِ أَسوَدُ كَالغُرابِ |
|
وَرَّقَت بَينَنا الشَكوى فَكانَت | |
|
| كَرِقَّةِ دَمع راووقِ الشَّرابِ |
|
فَقَد نَشَرَ المَشيبُ كِتابَ صَدِّ ال | |
|
| أَحِبَّةِ وَانطَوَت صُحُفُ العِتابِ |
|
بَياضَ الشَيبِ قَد سَوَّدت وَجهي | |
|
| فَفي تَسويدِ وَجهِكَ ما أحابي |
|
أَما أَنتَ الَّذي صَيَّرتني بَه | |
|
| رَجاً عِندَ الحَرائِرِ وَالقِحابِ |
|
عَلى تَسويدِ وَجهِكَ لَستُ ألحى | |
|
| وَلَو سَوَّدتُهُ بِخَرا الكلابِ |
|
أَلا يا صاحِ إِنّي غَيرُ صاحٍ | |
|
| سَكِرتُ مِنَ المَشيبِ بِلا شَرابِ |
|
فَسُكري مِن مَشيبٍ حَلَّ عِندي | |
|
| مَحَلَّ البومِ يَنأَمُ في الخَرابِ |
|
كِتابُ الشَيبِ أَبيَضُ في سَوادٍ | |
|
| وَهَذا ضِدُّ مَعهودِ الكِتابِ |
|
أَراهُ قِصَّة رُفِعَت إِلى مَن | |
|
| يُوَقِّعُ في جَوابِيَ بِالجَوى بي |
|
مَتى ما سَلَّ سَيفَ الشَينِ شَيبي | |
|
| أَعِدهُ بِالخِضابِ إِلى القِرابِ |
|
وَلَكِن كَيفَ أَصنَعُ حينَ يَأتي | |
|
| بِسِحرٍ زاخِرٍ جَمِّ العُبابِ |
|
مَصابيحُ المَشيبِ هَوَت بِلَيلٍ | |
|
| فَعاثَت في شَياطينِ الشَّبابِ |
|
فَقَد صَدَّت شُموسُ الغيدِ عَني | |
|
| صُدودَ الشَّمسِ عَن حالِ الشّهابِ |
|