وَهوَ الَّذي لَم يَزَل تَهمي أَنامِلُه | |
|
| بِالنَيلِ كَالنيلِ فَيّاضاً وَكَالسُحُبِ |
|
وَهوَ الَّذي باللهى في دَهرِنا فَتحُ ال | |
|
| لهى لَهُ بِبَديعِ المَدحِ وَالخُطَبِ |
|
لَولا نَدى الأَشرَفِ المَيمونِ طائِرُهُ | |
|
| في دَهرِنا لَم يَرُق عَيشٌ وَلَم يَطِبِ |
|
بِالسَيبِ وَالسَيفِ في يَومَي نَدىً وَردىً | |
|
| حَمى الوَرى من طوىً وَالوَحشَ مِن سَغَبِ |
|
خُذ ما تَرى مِنهُ مِن هَزمِ الكَتائِبِ وَال | |
|
| جودِ الغَزيرِ وَدَع ما جاءَ في الكُتُبِ |
|
لَم تَلقَ غُرَّتَهُ الشَمسُ المُنيرَةُ في ال | |
|
| نَهارِ إِلّا بِوَجهٍ غَير مُتَّئِبِ |
|
فَالبَحرُ وَالشَمسُ لَم يوجَد نَظيرُهُما | |
|
| في كُلِّ دَهرٍ تَوَلَّتهُ يَدُ الحِقَبِ |
|
يُفني الرِضى ما لَهُ قَبلَ السُؤالَ كَما | |
|
| يُفني العِدا بَأسُهُ في ساعَةِ الغَضَبِ |
|
وَما أشَبِّهُهُ بِاللَيثِ وَهوَ لَهُ | |
|
| صَيدٌ وَكيفَ يُقاسُ الصَقرُ بِالخَرَبِ |
|
فَالسَعدُ يَخدِمُهُ وَالنَصرُ يقدمُهُ | |
|
| فَلو يَشاءُ لَفَضَّ النَبعَ بِالغَرَبِ |
|
فَالجَيشُ مِثلُ كُعوبِ الرُمحِ مُطَّرِداً | |
|
| وَهوَ السِنانُ أَمامَ الجَحفَلِ اللَجِبِ |
|
ما الرُمحُ إِن لَم تُتَوِّجهُ بِلَهذَمِهِ | |
|
| يَومَ الطِعانِ بِهِ إِلا مِنَ القَصَبِ |
|
يا دَهرُ إِن لَم تَكُن تَحنو عَلَيَّ فَلي | |
|
| موسى فَلَم أَخشَ أَنياباً مِن النُوَبِ |
|
وَليسَ لي بَعدَ لُطفِ اللَهِ غَيرُ نَدى | |
|
| يَمينِهِ فَهوَ يَأتيني بِلا سَبَبِ |
|
لَكِن رَجاءَ ثَوابِ اللَهِ يَبعَثُهُ | |
|
| عَلى المَراحِمِ لا فَضلي وَلا أَدَبي |
|
اللَهُ صَوَّرَهُ مِن نورِ رَحمَتِهِ | |
|
| فَالخَلقُ يَدعونَهُ يا فارِجَ الكُرَبِ |
|
مُظَفَّرَ الدينِ لا فارَقتَ تَهنِئَةً | |
|
| بِما يُوافي بِسُؤلِ النَفسِ وَالأَرَبِ |
|
هُنِّئت بِالجَوسَقِ العالي الَّذي عَجَزَت | |
|
| عَن وَصفِهِ فُصحاءُ العُجمِ وَالعَرَبِ |
|
كَالقَصرِ في الجَنَّةِ الفَيحاءِ يَحسُدُهُ | |
|
| إيوان كِسرى عَلى ما فيهِ مِن نُخَبِ |
|
يَشُقُّهُ نَهرٌ ناهيكَ مِن نَهَرٍ | |
|
| كَأَنَّهُ الكَوثَرُ المُعاهُ خَير نَبي |
|
أَبدى المُهَندِسُ خَطَّي الاستواءِ بِهِ | |
|
| فَالماءُ يَركُضُ بِالتَقريبِ وَالخَبَبِ |
|
كَأَنَّما قَصرُهُ في دستِهِ مَلِكٌ | |
|
| كُلُّ القُصورِ لَدَيهِ لاثِمُ العَتَبِ |
|
كَالأَشرَفِ المَلكِ القيل الَّذي خَضَعَت | |
|
| شوسُ المُلوكِ لَهُ تَحنو عَلى الركبِ |
|
نارنجهُ كَنُهودِ الغيدِ تحسدُها | |
|
| أَحداقُ نَرجِسُهُ المُخضَرَّةُ القضبِ |
|
في ظِلِّهِ نَغَمُ الأَوتارِ تَنعَمُ بِال | |
|
| أَوطارِ مِن صخبٍ يَأتي بِمُصطحَبِ |
|
في رَوضَةِ الحورِ وَالوِلدانُ راتِعَةٌ | |
|
| وَكُلُّهُم عَن رِضى رضوان لَم يَغِبِ |
|
وَكُلُّما تَتَمَنّاهُ النُفوسُ بِهِ | |
|
| تَلقاهُ مِن طَرب مُلهٍ وَمِن طَلَبِ |
|
وَما هِزَبرٌ هَريتُ الشدق ذو لَبَد | |
|
| وَردُ السِبالِ قَوِيُّ الرَمي بِالشَجَبِ |
|
لَهُ إِهاب كَتِجفافِ الكَمّي حصا | |
|
| نُهُ حَريصٌ عَلى المَسلوبِ لا السَلَبِ |
|
جَهمٌ مُحَيّاهُ رِئبالُ قُضاقِضَة | |
|
| غضَنفَرُ لَم يَخِف مَوتاً وَلَم يَهَبِ |
|
لَهُ أَظافِرُ حُجنٌ قد بَرَزنَ كَأَن | |
|
| صافِ الأَهِلَّةِ مَن جِلبابِ مُختَضِبِ |
|
تَظَلُّ خاضِعَةً غُلبُ الأسود لَهُ | |
|
| خَوفاً ضَوارِب بِالأَذقانِ مِن رُعُبِ |
|
يَوماً بِأَعظَمِ مِن موسى المُظَفَّرِ إِن | |
|
| دارَت رَحى الحَربِ ذاتُ الجَحفَلِ اللَجِبِ |
|
يا رَبَّنا فَاِخرِقِ العاداتِ فيهِ لَنا | |
|
| حَتّى يُرى عَن خُلودٍ غَيرَ مُنقَضِبِ |
|
لازالَ في المُلكِ ما هَبَّ النَسيمُ وَما | |
|
| تَغَنَّتِ الوُرقُ في الأَوراقِ مِن طَرَبِ |
|