عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العباسي > غير مصنف > ناصح الدين الأرجاني > أمّا تَحيّةِ الطَّرْفِ الكَحيلِ

غير مصنف

مشاهدة
607

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أمّا تَحيّةِ الطَّرْفِ الكَحيلِ

أمّا تَحيّةِ الطَّرْفِ الكَحيلِ
عَشِيّةَ همَّ صَحْبي بالرَّحيلِ
لقد قطَع النَّوى إلاّ ادِّكاري
وبلَّتْ عَبْرتي إلا غليلي
يُرَوّي ضاحِيَ الوجَناتِ دَمْعي
ويَعدِلُ عن لَهيبِ جَوىً دَخيل
وما نَفْعي وإن هطَلتْ غُيوثٌ
إذا أخطأْنَ أمكِنةَ المُحول
هُمُ نَقَضُوا عهودي يومَ بانوا
فأبدَوْا صفحةَ الطَّرْفِ المَلول
وفَوْا بالهَجْرِ لمّا أوعَدوني
وكم وَعَدوا الوِصالَ ولم يَفُوا لي
وفي الرَّكْبِ الهِلاليِّينَ خِشْفٌ
تَعرّضَ يومَ تَوديعِ الحُمول
أصابَ بِطَرْفهِ الفَتّانِ قَلْبي
وكيف يُصابُ ماضٍ من كَليل
بَخِلْتَ وقد حَظِيتَ بصَفْوِ وُدّي
وإنّ منَ العناءِ هَوَى البخيل
وبِتُّ لو استزَرْتَ النَّومَ طَيْفي
لجَرَّ إليك شَخْصي من نُحولي
ولكنْ لا سبيلَ إلى شفاءٍ
إذا مالَ الطّبيبُ على العَليل
ومِمّا هاجَ لي طَرباً خَيالٌ
تأوَّب والدُّجَى مُرخي السُّدول
وصَحْبي قد أناخوا كُلَّ حَرْفٍ
مُقلَّدةٍ بأثناءِ الجَديل
يَبيتُ ذِراعُ ناجيةٍ وِسادي
ويُضْحي ظِلُّ سابقةٍ مَقيلي
وأفخَرُ إن فَخَرْتُ بمَجْد نَفْسي
إذا لم يَكْفِني شَرفُ القَبيل
ويَملِكُ سِرَّ قلبي كُلُّ ظَبْيٍ
عليلِ اللّحظِ كالرَّشأ الخَذول
حكَى بَدْءُ العِذارِ بعارِضَيْهِ
مَدبَّ النّملِ في السّيْفِ الصَّقيل
يَخِرُّ النّاظِرونَ له سُجوداً
إذا أبدَى عنِ الخَدِّ الأميل
كما نظرَ المُلوكُ إلى كتابٍ
على عُنْوانهِ عَبدُ الجَليل
مَليكٌ عَمَّ إحساناً وعَدْلاً
فجَلَّ عنِ المُضاهي والعَديل
أظَلَّ على بَني الدُّنيا اشْتِهاراً
كما استَغْنَى النّهارُ عنِ الدَّليل
له كَفٌّ يَزِلُّ المالُ عنها
وكيف يَقِرُّ ماءٌ في مَسيل
وأقلامٌ تَفوتُ شَبا العوالي
بطَوْلٍ في المَواقف لا بِطُول
وزيرَ الدَّولتَيْنِ دُعاءَ راجٍ
لصِدْقِ مَقالِه حُسْنَ القَبول
أعدْتَ نِظامَ هذا الدّينِ لمّا
تَطَرَّفَ نَجْمُه أُفُقَ الأُفول
ومِلْتَ على بَني الإلْحاد حتّى
تَركْتَ جُموعَهمْ جَزرَ النُّصول
بيومٍ عَزَّ دينُ اللهِ فيه
وحَلَّ الكُفْرُ مَنزِلةَ الذَّليل
غسَلْتَ أديمَ تلكَ الأرضِ منهمْ
بغَيْثٍ من دِمائِهم هَطول
ويومَ أتَتْ جُيوشُ الشّرْقِ طُرّاً
رَعيلاً يَجْنِبونَ إلى رَعيل
ثنَيْتَهمُ على الأعقابِ صُغْراً
وقد زَحفوا كإفْراطِ السُّيول
فولَّوا غيرَ ملُتفتِينَ رُعْباً
يَلُفّون الحُزونةَ بالسُّهول
فحينَ رأيتَ خَوفَ سُطاكَ فيِهمْ
وقد قطعَ الخليلَ عنِ الخَليل
عطَفْتَ على الجُناةِ وإنْ أساءوا
سَجِيّةَ حازمٍ بَرٍّ وَصول
مَطولٍ بالوَعيدِ إذا انْتضَاه
وما هو في المَواعدِ بالمَطول
سَديدِ الرّأْيِ لا فَوْتُ التّأنّي
يُلِمُّ به ولا زلَلُ العَجول
تَعيبُ مَضاءه وقَفَاتُ حِلْمٍ
كَعيْبِ المَشْرفيَّةِ بالفُلول
ولم نَسمَعْ بأكرمَ منه طَبْعاً
وأبعدَ عن فعالِ المُستَطيل
وأسْرفَ في عَطِيَّةِ مُستَميحٍ
وأصْفَحَ عَن جِنايةِ مُستَقيل
فلمّا أحْدَثَ الأقْوامُ نَكْثاً
إباءً من رِضاهمْ بالقليل
وصَدُّوا عن صَلاحِهمُ لَجاجاً
صُدودَ الصَّبِّ عن نُصْح العَذول
جلبتَ عليهمُ للبأْسِ يَوماً
ضُحاهُ من العَجاجةِ كالأصيل
نشَرتَ ذَوائبَ الرّاياتِ فيه
وبُرْدُ النّقْعِ مَجْرورُ الذُّيول
وثُرْتَ إليهمُ بالخَيْلِ شُعْثاً
تُصرِّفُها فَوارِسُ غَيْرُ مِيل
ففَرَّقَ جَمْعَهمْ طَعْنٌ دراكٌ
وضَرْبٌ مثلُ أشْداقِ الفُحول
وأجلَى الحَربُ منهمْ عن شَقِيٍّ
أَسيرٍ أو جَريحٍ أو قَتيل
كأنّهمْ وقد صُرِعوا نَشاوَى
تَساقَوا عن مُعتّقةٍ شَمول
خُلِقْتَ مُؤيَّداً بعُلُوِّ جَدٍّ
بغايةِ كُلِّ ما تَهْوَى كَفيل
إذا حَثَّ الجَوادَ إليكَ باغٍ
لِيُرْكِضَه تَشكّلَ بالحُجول
إذا ألقَى حُساماً في يَمينٍ
عَصاهُ وصارَ منه في التّليل
إليكَ مِنَ الحِصارِ سلَلْتُ شَخْصي
خُروجَ القِدْحِ من كَفِّ المُجِيل
فَجِئتُك عاريَ العِطفَيْنِ أَسعَى
لأَلبسَ بُرْدَ نائِلِكَ الجْزيل
ولم تك كَعبةَ الإحسانِ إلاّ
لِتُصبِحَ مَوْسمَ الوَفْدِ النُّزول
فتَعْرَى حينَ نَلْقاها حَجيجاً
ونُكْسَى حين يُؤْذِنُ بالقُفول
فحَقِّقْ مُنتهَى ظَنّي وأظْفِرْ
يَدَيَّ فأنت مَسْؤولي وسُولي
وعِشْ في ظِلِّ أيّامٍ قِصارٍ
تَمُرُّ عليكَ في عُمُرٍ طَويل
ناصح الدين الأرجاني
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: السبت 2012/06/23 01:18:15 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com