لكِ اللهُ يَا عُصفُورَةً ذَابَ قَلبُهَـا |
تُغَرِّدُ واللَّحنُ الجَرِيـحُ يُهَمهِـمُ |
شَدَتْ فَوقَ أَغصَانِ الهَوَى وَتَرَنَّمَت |
وفي لَحنِهَا حُزْنٌ وَفي الحُزنِ مَأتَـمُ |
يُلَوِّعُهَا حُزْنٌ فَتَهمِـي دُمُوعُهَـا |
ولَو أنَّهَا تُخفِي الدُّمُـوعَ وَتَكتُـمُ |
تَتُوقُ إِلَى التَّحلِيقِ لَكِـن يَخُونُهَـا |
جَنَاحٌ كَسِيرٌ في الهَـوَا لايُحـوَمُ |
أُعَانِقُهَا رُغْمَ المَفَـازَاتِ والنَّـوَى |
فَيَسْعَدُ جَفنِـي بِالمَنَـامِ ويَنعَـمُ |
وأكتُبُ في وَجهِ المَسَاءِ قَصِيـدَةً |
بِأَدمُعِ صَمتٍ والمَآقِـي تُتَرجِـمُ |
ألمَلِمُ في لَيـلِ الصَّبَابَـةِ مَوعِـدًا |
وأملأُ كَـأسَ الأُمنِيَـاتِ وأَلْثـُمُ |
أتَمضِينَ يَاسَلْمَى وَطَيفُكِ لَم يَـزَلْ |
بِعَينيَ يَخبُـو تَـارَةٍ ثُـمَّ يَضـرَمُ |
تَدُسِّينَ فِي قَلبِي بـُرُوق سَحَابَـةٍ |
وتمضينَ يَاسَلمَـى وقَلبـي مُتَيَّـمُ |
أتمضِينَ ياسَلمى ( وجُرحُكِ نَازِفٌ ) |
وقَلبي إِلَى عَينَيْكِ يَدْنُـو وَيَبسِـمُ |
أتمضينَ ياسَلمى ورُوحِي كَئِيبَـةٌ |
كأنَّ وُعُودَ الحُبِّ وَهـمٌ. مُحَتَّـمُ |
يُلَوِّعُنِي لَيـلُ الصَّبَابَـةِ وَالصَّبَـا |
وأسألُ عَنكِ اللَّيلَ. واللَّيلُ أبْكَـمُ |
هو اللَّيلُ ياسَلمَى تَرانيمُ عَاشِـقٍ |
عَلَى وَتَرِ الأحزَانِ أمسَـى يُنَغِّـمُ |
وفي طَيِّهِ خِـلٌّ يُنَاجِـي خَلِيلَـهُ |
وتَسرِي إلَيهِ الرُّوحُ والقَلبُ مُغرَمُ |
وفي قَفْرِهِ قَلْبٌ يَمُـوتُ وَعَاشِـقٌ |
قَتِيلُ الأَمَانـي .حَائِـرٌ لا يُكَلِّـمُ |
على شُرُفَاتِ الصِّمتِ أَحلامُ مُغرَمٍ |
يُبَعثِرُهَـا حِينًا.وَحِينًـا يُلَملِـمُ |
فَإن نَسَجَ العُذَّالُ حَولي مَكَائِـدًا |
عَفا اللهُ يَاحسنَاءُ عَنَّـا وَعَنهُـمُ |