عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الأندلس > غير مصنف > عبد الكريم البَسطي > لو كنتُ للمحبوبِ يوماً جَلِداً

غير مصنف

مشاهدة
1799

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

لو كنتُ للمحبوبِ يوماً جَلِداً

لو كنتُ للمحبوبِ يوماً جَلِداً
ما كنتُ أشكو اليومَ منه جهارَا
ولَما شكا جفني القريحُ سُهَادَهُ
ولما شكا قلبي المشوَّقُ نارَا
لكنّني أُبعدتُّ عن أوطانِهِ
لا طائعاً كلاَّ ولا مُختارَا
فعلى فؤادي أن يذوب صبابةً
وعلى دموعي أن تصوبَ غِزَارَا
وعلى نجيبي أن يكون مجَدَّدّا
وعلى وَجيبي أن يكون جِهارَا
وعلى هُيامي أن يكون ملازِماً
وعلى منامي أن يكون غِرَارَا
وعليَّ أن أرعى له الحبَّ الذي
لم يتّخذْ غيرَ الضّلوع قَرارا
فدعِ الملامةَ في الهوى يا لائمي
وإذا تَلومُ فلا تكنْ مِكثارَا
فاللومُ في دين الصبابة ساقطٌ
كلٌّ يرى فيه الملامةَ عارَا
واعذُرْ محبّاً في المحبّةِ صادقاً
فالحرُّ ملتمِسٌ له أعذارَا
فالحبّ ما يأتِي اختياراً للفتى
فَيودَّهُ سِمة له وشِعَارا
وإذا الهوى زار الجوانحَ مرّةً
فمن العوائد أن يزور مرَارَا
وبِمُهجتي ظبيٌ أَنيسٌ حُسْنُه
سَلَبَ العقولَ وتيّمَ الأفْكارَا
مَلَكَ النفوسَ ولم أخَلْ مِنْ قَبْلِهِ
أحداً أراهُ يَملِكُ الأحرارا
شمسٌ ولكنْ لا مغيبَ لِحُسنِها
بدْرٌ ولكنْ لا ينالُ سَرَارَا
قَدٌّ تَمايلَ للصَّبَا لا للصَّبَا
لا بَلْ عليه الغُصْنُ قِدْماً غارَا
وترى مُحيّاهُ الوسيمَ إذا بَدَا
مَلَكَ النواظِرَ هيبةً ووَقَارَا
نَهَلَتْ نُفوسُ الخلق من ألحاظِهِ
بشَرَابِ غُنجٍ حَثَّهُ أوْدَارَا
عَجَباَ لِسَكْرانٍ بغُنجِ لِحاظِهِ
ثَمِلِ الفؤادِ وما استساغَ عُقارَا
لَمْ أنسَ يومَ وِصَالِه وقد اكتسَى
خَدّاهُ من فرطِ الحياءِ خِمارَا
وتَنعُّمي من ذاتِهِ بمحاسِن
ما شَقَّ حُسْنُ فتَى لهنَّ غُبارا
في روضةٍ تَحكي لنا أنوارُها
وجْهَ الرسولِ يُجاهِدُ الكُفّارا
في فِتْيةٍ جاءَ الكتابُ بمدحِهمْ
فكساهم مجداً سما وفخارا
لم يسلموه ساعة من أسلموا
وغَدَوْا له ولدينِهِ أنصارَا
ما منهمُ إلاّ إمامٌ فَضْلُه
فَضَحَ الرّياضَ ونافحَ الأزهارَا
أخبارُهم أضحتْ لحافِظِها حُلى
وحديثُهمْ أمسى له أسمارَا
يا مُوثَقاً بين العِدى بقيودِهِ
يَجْنِي لديهمْ ذِلَّةٌ وصَغَارَا
حَكَمَ الإلاهُ عليه بالأسْرِ الذي
ما في عظيمِ بلائِهِ يُتَمارَى
اِصْبِرْ لحُكْمِ الله وارضَ بما قَضَى
تُكْتَبْ لديهِ مِنَ الأنامِ خِيارَا
وسَلِ السَّراحَ بجاهِ أفضلِ مُرْسَلٍ
لِترى له عن عاجل أسرَارَا
فبجاهِه رفَعَ الإلاهُ شدائداً
عنْ خَلْقِهِ كانتْ تهولُ ونَارَا
فالمحْلُ أذهبَه بجاهِ رسولِهِ
والغيثُ أنْزَلَ ماءَهُ أنْهَارَا
وشَكَا إليه الناسُ إضرارَ الحَيا
لَمَّا هَمَى بديارِهمْ مِدْرَارَا
فدعا لهمْ فانجاب عنهم مُسْرِعاً
وعلى الحدائِق والأباطِحِ صَارَا
وهزيمةُ الأحزابِ أبداها لهُ
فبدتْ ليُظْهِرَ دينَه إظْهارَا
ورمَى التُّرابَ على العدى في المبعض من
غزاوته فغدا له أحجارا
هزم الالاه به العدى فسيوفُه
أفْنَتْهُمُ إذْ وَلَّوُا الأدْبارَا
لله دَرُّ رجالِ صدقٍ أسْلمُوا
ملؤوا بِهِمْ بِيداً خَلَتْ وقِفَارَا
ما كان عندَهُمُ قِتالُ جمِيعهمْ
إلاَّ كمُرجِعِ طَرْفٍ اسْتحقارَا
عَلِمَ الإلاهُ حقيقةً إخلاصَهُمْ
فنفى بِهِمْ عن دينِه أغيَارَا
يا حُسْنَ أيامٍ مضتْ كانوا بها
لضيائِها وبهائِها أقْمارَا
سَبَقَتْ لهُمْ عند الإلاه سَعادة
رفعتْ لهم بين الورَى أقدارَا
دَعْنِي أهيمُ بذكرهمْ يا عاذلي
وأخوضُ بحرَ مديحِهمْ زَخَّارَا
فالماءُ فَيْضاَ من أنامِلِهِ جَرَى
فسقَى السرّيّةَ صَفْوةٌ مِدْرَارَا
وأعادَ عينَ قتادةٍ منْ بعد مَا
سالَتْ وصار بِفَقْدِها مِعْوَارَا
يَرْمِي بها مثلَ الصّحيحةِ واغْتدتْ
أبهَى لِنَاظِر مَنْ غَدا نَظَّارًا
ورأتْ حليمةُ مِنْ سنا بَركاتِه
نوراً أدرَّ لبَانَها إدْرَارَا
وأقالَها مِنْ قِلَّةٍ قطعتْ بها
دهْراً خَؤوناً لم يَزَلْ غَدّارَا
والبدْرُ شُقَّ له لدى إكْمالِه
ورِجالُ مَكّة قد أتوْا نظَّارَا
لَمّا رأوهُ دونَ رَيبٍ أعرضُوا
عنه وقالوا قد غَدَا سَحَّارَا
قُوموا اسْألُوا مَنْ جاءَكُمْ عن فِعْلِه
إنْ كانَ عمَّ بسحْرِهِ الأمصارَا
فجميعُ مَنْ سألوه ممّنْ جاءَهُمْ
بالقَصْد أخبرَهُم به إخْبارَا
ولقد أتوهُ للمُناظرةِ التي
رًامُوا بها تَعجيزَهُ اسْتظْهارَا
فرأوْا محلَّ الشُّهْبِ دون مَحلِّهِ
بُعْداً فما اسْطاعوا إليه مَسارَا
ما ناظَرَ الرُّهبان والأحبارَ إل
لاَ أعْجزَ الرُّهبانَ والأحبارَا
إيهٍ ولمْ يُخبِرْ بشيْءٍ كائنٍ
إلاّ وجاء يُوافقُ الأخْبارَا
ودعَا إلى الإسلامِ شخْصاً كافراً
مُتمرِّداً في كُفْرِه نَكَّارَا
فأجابَهُ لَكِنْ بِشَاهِدِ صِحَّةٍ
يُبْدي فيُبْصَرُ نورُه إبْصَارَا
فدعا إليه بعضَ أشجارِ الفَلاَ
فأتَتْ إليه وماتَنِي تَسْيارَا
حتى إذا وصلتْ إليه بجَمْعِها
صَلَّتْ عليه وسلّمتْ إكْبارَا
والشخصُ يَسْمعُ صوتَها ويرى ح
قيقةَ مَشْيِها نحوَ الرّسول جِهارَا
فاعجَبْ لأحجارِ الفَلاَ شهِدتْ له
ولِعاقلٍ في أمرِه قد حَارَا
والجِذْعُ حَنّ له حَنينَ مُتَيَّمٍ
أوْلاَهُ مَوْلاهُ قِلىً ونِفارَا
يا أيُّها المغرورُ بالدّنيا التي
غَرَّتْ أُناساً قبْلَه أخْيارَا
هذا الجمادُ حنينُه لمحمّدٍ
بادٍ وقلبُك جاوزَ الأحجارَا
لكنْ تَحِنُّ لوالدةٍ ولزوجةٍ
وتُحِبُّ مالاً صامتاً وعَقارَا
حاوِلْ صلاحَ فسادِه فلقد طَمَا
ما دُمتَ في وقتٍ تصيبُ يَسارَا
فيَسارُكَ العُمْرُ الذي تَعتدُّه
لكنّه أضحى لديكَ مُعَارَا
وَصلَ الحنينُ أمْ أطافَ بطَيْبةٍ
مَثْوىً له فيها يلوح ودَارَا
وشكا له الجملُ الضّعيفُ لحالِهِ
فأقالَه لمّا شكا وأجارَا
ومَنِ ادّعى الحبَّ الصحيحَ فإنّه
أبداً يُرى لحبيبه زَوّارَا
لَمّا استهلَّ لدى الولادة صارخاً
صدعَ الظّلامُ لنُورِه فأنارَا
واهتزّتِ الدنيا له فَرَحاً بِهِ
واسْتَبْشَرَتْ بظُهورِه استِبشارَا
وسَرَتْ بأنفاسِ العبيرِ نَواسِمٌ
ملأتْ به الأنجادَ والأغْوارَا
وبدتْ لمولِدِه الشريفِ عجائبٌ
ما مِثْلُها أبداهُ دهرٌ دَارَا
فخَبَتْ له نيرانْ فَارِسَ آيةٌ
فغَدتْ وما تَسْطيعُ تُوقِدُ نارَا
وارْتجّ مِنْ إيوانِ كسْرى جانبٌ
سَقَطَتْ به شُرُفاتُه إنذَارَا
والماءُ أضحى بالبحيرةِ ناضِباً
مَنْ أمَّهُ لم يَحْمَدِ الإصْدَارَا
والنّورُ فاضَ على الجهاتِ ضياؤُه
فجَلاَ قصوراً للعِدى ودِيارَا
والشُّهْبُ عادتْ تُحرِقُ الجنَّ التي
سَرَقَتْ لأسرار العُلى أخْبارَا
فَلِمَا تخافُ مِنِ احتراقٍ هائلٍ
أبَتِ الدُنُوَّ وأقصرتْ إقصارَا
آياتُ حقٍّ تَنْجلي أسرارُها
بقلوبِ قومٍ من
سُبْحانَ مَنْ أسرى به من مكّةٍ
ليلاً لِمسجدِ إيليا أسحارَا
وسَما به فوقَ السّماواتِ العُلَى
وأراهُ مِنْ آياتِهِ أسرَارَا
في صُحبةِ الرّوح الأمين كرامةً
وعلا على ظهر البُراقِ فطَارَا
إيِهٍ وفارقَهُ الأمينُ بموُضِعٍ
هو حَدُّهُ ما جازَهُ استمْرارَا
فشكَا إليه فِراقَه ثُمّ ارتقَى
فَرداً يَشُقُّ الحُجْبَ والأنْوَارَا
حتّى دنا مِنْ ربِّهِ جلَّ اسْمُه
فأجلَّهُ وقَضَى له الأوْطَارَا
ثمّ انثنى والليلُ أسْودُ شافع
غِرْبيبهُ عَنْ غُصْنِهِ ما طَارَا
حتّى إذا الإصباحُ لاحَ جبينُه
شَرْقاً وأسْفَر وجْهُه إسْفارَا
جلسَ الرسولُ لِصَحْبِهِ يَسْقِهِمُ
بحديثه ممّا رَآه عُقارَا
يا فوزَ قوْمٍ أظْهرُوا تَصْديقَه
وخَسارَ قَوْم أنكروا إنْكارَا
ومِنَ العجائب آيةُ الغار التي
صَحَّتْ فَأنْجَدَ ذِكْرُها وأغارَا
لمّا فشا أمرُ الرسولِ بمكّةٍ
وتكرّرتْ أخبارُه تَكْرَارَا
وبَدتْ علاماتُ الشَّتاتِ بأُفْقِها
ورأتْ قُريشٌ للحروبِ بِحارَا
عَزَمَتْ على الشُّورى معاً في أمرِهِ
واستكثرتْ تَردادَها استكثارَا
وأتاهُ جبريلُ الأمينُ مُعَرِّفاّ
بجميع ما قد أضْمَرتْ إضْمارَا
حتّى انتهَتْ للغارِ ضَلَّ دليلُها
فرأى الرّجوعَ ولم يؤُمَّ الغارَا
عَمِيَتْ بَصِيرَتُه فلمْ يُبصِرْ بها
أحداً بداخِلِهِ حوى اسْتقرارَا
ومحمَّدٌ فيه مع الصِّدِّيقِ قَدْ
سَدَلَ الإلاهُ عليهما أسْتَارَا
وسُراقَةٌ إذْ أمَّهُ بجوادِهِ
لِخروجِهِ عن قومِهِ إسْرارًا
غَرِقَتْ قوائِمُهُ عِقاباً في الثَّرى
فرأى الرّجوعَ ولو أباهُ لَبَارَا
وله بتَظليلِ السّحابةِ آيةٌ
إذْ كان حَرُّ الشَّمسِ يَحْكي النَّارَا
لمّا اصْطفاهُ الله جلَّ جلالُه
واختار منه لِوَحْيِهِ ما اختارَا
وأتَى به للعَالَمِينَ هدايةً
كَثُرتْ عليهمْ أجمعينَ نِثارَا
ظهرتْ عليه لِلاصْطفاءِ شواهدً
نَشَرَتْ عُلاهُ فعمَّتِ الأمْصارَا
ما رَاءَ منها ذُو البصيرةِ شاهداً
إلاَّ اهْتدى واستَبْصرَ استِبصَارَا
عَجَباً لمُبْصِرِها تَروقُ منيرةً
كالشّمسِ كيف لِمُنْكِر إنْكارَا
مَضَتِ الشواهدُ إذ مضتْ أزمانُها
فنُفوسُنا تَسْلُوا بها استبشارَا
لَكِنْ كتابُ الله منها شاهدٌ
يَجلو العَمى ويُنوِّرُ الأبصارَا
إعْجازُه عند الإلاهِ مُجرَّدٌ
ما جَرَّدَ الأعوامَ والأعْصارَا
ولقد أتى والوقت وقتُ بلاغةٍ
ما فيه إلاّ مَنْ رَوَى الأشْعارا
فجميعُ مَنْ فيه أقرَّ بعجْزهِ
عنْ أنْ يُعارِضَ سُورةً إقْرارَا
عرفُوا بلاغَتَه وحُسْنَ مَسَاقِهِ
فاستشعروا إعْجازَهُ اسْتِشْعارَا
وكَفَى بِكَلْمَةِ عُتبةَ بنِ رَبيعَةٍ
لمّا وعاهُ وما إليه أشَارَا
فَوَ حقِّهِ ووَحقِّ آياتٍ بِهِ
تُبْدي العيونُ لِذكْره اسْتعْبارَا
لَهُوَ الشِّفاءُ لكلِّ مَكْلومِ الحَشَى
ما عدَّه لِلسانِهِ مِضْمارَا
يا خَاتِمَ الأرْسالِ يا خيرَ الورى
وأجلَّ مَنْ سُحُبَ النجاةِ أثارَا
أنتَ العظيمُ لدى الإلاهِ شَفاعةً
وأجلُّ مَخلوقٍ عَلاَ مِقْدَارَا
مَا لي إلى ربِّي سواكَ وسيلةٌ
أرجو بها أن تَمْحُوَ الأوزَارَا
ويجمعُ الشّملَ الشّتيتَ بوالدٍ
أضحتْ ضُلوعي مِنْ نَواهُ حِرَارَا
ويَخُصُّنِي مِنْ فضلِه بعنايةٍ
تَبْنِي لتَيْسِير السّراحِ مَنارَا
فلقد غدوتُ حليفَ أسرٍ مُكْرِبٍ
بديارِ قومٍ أصبحوا كُفَّارَا
يُمْسِي ويُصبحُ في الحديد مُقيَّداً
مَعَ جُملةٍ مِنْ مُسلمينَ أُسارَى
فاشفَعْ لنا لِربِّنا في كَرْبنا
يا خيرَ هادٍ مَحْتِداً ونِجارَا
فَلَكَ الشفاعةُ في غدٍ مخصوصةً
ولَكَ الوسيلةُ في الجِنَانِ جِهارَا
صَلَّى عليكَ اللهُ ما بلغَ المُنَى
مَنْ أمَّ قبْرَكَ في القُبورِ وزَارَا
وابتلَّ قَطْرُ الزَّهْرِ من قَطْرِ النّدى
وسَرى النَّسمُ يُرَقِّمُ الأشْجارَا
عبد الكريم البَسطي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: السبت 2012/04/21 02:11:40 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com