عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الأندلس > غير مصنف > عبد العزيز الفِشتالي > ما بالُ طَيفِكَ لا يَزورُ لِماما

غير مصنف

مشاهدة
3284

إعجاب
6

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

ما بالُ طَيفِكَ لا يَزورُ لِماما

ما بالُ طَيفِكَ لا يَزورُ لِماما
وَبِمُنحَنى الأَحشا ضَرَبتَ خِياما
أَيَعيشُ فيكَ عَواذِلي بِسُلُوِّهِم
وَأَموتُ فيكَ صَبابَةً وغَراما
وَتُبيحُ نَهرَكَ سائِلاً مِن أَدمُعي
أَوَ لَيسَ نَهرُ السائِلينَ حَراما
ما ذُقتُ ماءَ لَماكَ في سِنَةِ الكَرى
إِلّا اِنتَبَهتُ فَكانَ لي أَحلاما
عَرِّض إِذا حَدَّثتَ عَن بانِ الحِمى
بِحَديثِ قَلبٍ في الأَجارِعِ هاما
أَروي حَديثَ الرَقمَتَينِ مُسَلسَلاً
عَن دَمعِ باكِيَةِ الغَمامِ سِجاما
وَتَلَقَّ مِن جَيبِ النَسيمِ تَحِيَّةً
أَضحى الهَوى بَرداً بِها وَسَلاما
مَرَّت بِباناتِ الهَوى فَاِستَحدَثَت
مَيلاً بِهِنَّ وَقَد نَشَأنَ قِواما
وَاِستَودَعَت عِندَ الأَراكَةِ طيبَها
فَوَشى بِها ثَغرُ المَها نَمّاما
يا جيرَةَ العَلَمَينِ دَعوَةَ شائِقٍ
لِلَذيذِ عَيشٍ بِالغَضا لَو داما
فَخُذوا بِجَرعاءِ الحِمى قَلبي فَقَد
أَلِفَ الإِقامَةَ بِالحِمى فَأَقاما
وَخُذوا بِثَأري أَهلَ نَجدٍ إِنَّهُم
سَلَبوا الفُؤادَ وَأَدنَفوا الأَجساما
وَإِذا سَأَلتُم عَن ضَنى جَسَدي بِهِ
فَسَلوا الحُضورَ فَقَد عَرَفنَ سَقاما
هُم أَرضَعوا ثَديَي صَفِيٍّ فيهِم
وَحَلا الرَضاعُ فَما أَمَرَّ فِطاما
في كُلِّ غَربٍ دَمعُ عَيني مُشرِقٌ
لِكَواكِبٍ فيها أَثَرنَ ظَلاما
صَلِيَت بِنارِ الشَوقِ ثُمَّ رَنَت إِلى
إِنسانِها في لُجَّةٍ قَد عاما
وَتَسَلسَلَت عَبَراتُها شَوقاً لِمَن
وَقَفَت عَلَيهِ صَلاتَها وَسَلاما
خَيرُ الأَنامِ مُحَمَّدُ الهادي الَّذي
أَردى الضَلالَ وَجَبَّ مِنهُ سَناما
كَنزُ العَوالِمِ سِرُّ طينَةِ آدَمٍ
وَلِحِفظِ ذاكَ السِرِّ جاءَ خِتاما
وَأَجَلُّ أَرسالِ الإِلَهِ وَمَن بِهِ
قَد لاذَ يونُسُ حينَ خاضَ ظَلاما
وَتَقاصَرَت عَن فَردِهِ أَعدادُهُم
فَلِذا تَقَدَّمَ في الحِسابِ إِماما
وَعَنِ الشَفاعَةِ أَحجَموا وَتَقاعَسوا
جَزَعاً فَقالَ أَنا لَها إِقداما
وَضَحا بِهِم تَحتَ اللِواءِ وَكُلُّهُم
لاذوا بِرايَةِ عِزِّهِ اِستِسلاما
فَرَقى بِذِروَةِ مِنبَرٍ قَد صيغَ مِن
نورٍ تَخالُ الشَمسَ فيهِ ظَلاما
وَالخَلقُ أَجمَعُ مُطرِقٌ مِن هَيبَةٍ
طَرَقَت تُشيبُ نَواصِياً وَلِماما
شَخَصَت لَهُ أَبصارُهُم وَاِستَمسَكوا
رَعلاً بِعُروَةِ جاهِهِ اِستِعصاما
وَأَقامَ تَحتَ العَرشِ يَسجُدُ خاضِعاً
حَتّى أُجيبَ وَقيلَ سَل تِعظاما
شَرَفٌ تَخَلَّصَ مِن مَعادِنِ سُؤددٍ
نَبواً وَمِنهُ التِبرُ عادَ رَغاما
وَبِأَنجُمِ الجَوزاءِ صارَ مُمَنطَقاً
وَأَدارَ مُنعَطَفَ الهِلالِ لِثاما
ذو المُعجِزاتِ الساطِعاتِ اللائِحا
تِ سَنىً عَلى عَلَمِ الهُدى أَعلاما
وَعَزائِمٌ نَبَوِيَّةٌ قَد جَرَّعَت
كِسرى وَقَيصَرَ عَلقَماً وَسِماما
خَرَقَت أُنوفَ ذَوي الإِنافَةِ فَاِغتَدَت
تَقتادُها بِشَكيمِها إِرغاما
أَسرى إِلى السَبعِ العُلى فَاِستَقبَلَت
زُمرُ المَلائِكِ وَفدَهُ إِعظاما
وَدَنا لِسِدرَتِها فَأَحجَمَ واقِفاً
مِن دونِها الروحُ الأَمينُ زِحاما
في لَيلَةٍ غَصَّت بِأَملاكِ السَما
فَتَسيرُ خَلفَ رِكابِهِ وَأَماما
فيها اِلتَقى الرُسُلَ الكِرامَ وَعِندَها
أَلقى إِلى موسى الكَليمِ كَلاما
يا خَيرَ مَن بَهَرَ المُعانِدَ شَأوُهُ
عَجزاً فَغَصَّ بِريقِهِ إِفحاما
أَعيا جَلالُكَ أَن يُحيطَ بِوَصفِهِ
وَصفُ البَليغِ وَأَخرَسَ الأَقلاما
صَلّى عَلَيكَ اللَهُ ما زارَ الحَيا
رَوضاً فَفَتَّحَ زَهرُهُ الأَكماما
صَلّى عَلَيكَ اللَهُ ما بَكَتِ السَما
وَالنورُ يَضحَكُ في الثَرى بَسّاما
صَلّى عَلَيكَ اللَهُ ما قُلِعت لِحا
فَتَرَشَّفَت نُطَفَ الغَمامِ مُداما
ما لَذَّتي في غَيرِ مَدحِكَ مُخلِصاً
إِلّا بِمَدحِيَ مِن بَنيكَ إِماما
خَيرِ الوَرى وَإِمامِها المَنصورِ مَن
في ظِلِّ دَولَتِهِ الأَنامَ أَناما
نِعمَ الإِمامُ اِبنُ الإِمامِ اِبنُ الإِما
مِ عُقودُ مَجدٍ قَد نُسِقنَ نِظاما
أَضفى عَلى الأَرضِينَ ظِلّ مَهابَةٍ
فَحَمى بِها حامَ العِبادِ وَساما
وَسَما عَلى الدُنيا عُقابُ تَنوفَةٍ
فَاِنقَضَّ يَفتَرِسُ الأُسودَ جَهاما
عَلِقَت مَخالِبُهُ بِغِربانِ الدُجى
فَاِنتاشَها لَحماً وَرَضَّ عِظاما
إِن حامَ في أَرضِ الجَنوبِ مُصَرصِراً
أَصغى لِجَلجَلَةِ السَماءِ فَخاما
أَو شامَ سَيفَ المَيلِ بَرقُ سُيوفِهِ
راعَ العِراقَ فِرِندُها وَالشاما
قُل لِلمُلوكِ هَبوا مَمالِكَكُم فِدىً
وَخُذوا لِأَنفُسِكُم لَدَيهِ ذِماما
هَذا الَّذي يُحيي البِلادَ بِعَدلِهِ
وِيُعيدُها نَشراً وَكُنَّ رِماما
هَذا الَّذي تَذَرُ السُيوفُ لِعَهدِهِ
دورَ البِغاءِ مِنَ البُغاةِ أَيامى
هَذا الَّذي عَرَفَ العِدى سَطَواتهِ
فَحَذارِ مِنهُ الضَيغَمَ الضِرغاما
هَذا الَّذي وَعَدَ الإِلَهُ بِأَنَّهُ
يَطوي البِلادَ وَيَفتَحُ الأَهراما
فَإِذا تُغَلّق بابُ أَرضٍ دونَهُ
بَعَثَ المَقالِدَ لَهذَماً وَحُساما
وَكَتائِبٍ عَلَوِيَّةٍ قَد صَدَّعَت
جَمعَ الأَعادي مُفرَداً وَتُؤاما
إِن تَنفَتِح بِالرَعدِ أَلسُنُ نارِها
تَتَلو لَكَ الفَتحَ المُبينَ خِتاما
يَحكي السِلاحُ بِفِعلِهِ آثارَهُ
فَلِذاكَ يُحسِنُ نَترَهُ وَنِظاما
فَإِذا تَعَلَّمَ عَنهُ عامِلُ خَطِّهِ
نَظمَ الكُلى بِالسَيفِ يَنثُرُ هاما
وَيُجَوِّدُ المُستَرفِدونَ عَلَيهِ مِن
سُوَرِ الهُدى الأَنفالَ وَالأَنعاما
يا مُشبِهَ المَهدِيِّ في آرائِهِ
حَزماً وَفي كَرّاتِهِ إِقداما
وَقَسيمَهُ في المَعلواتِ وَذُخرَهُ
لِلمُسلِمينَ وِقايَةً وَعِصاما
أَنتَ الَّذي بِبَنيهِ أَربابِ العُلى
أَرسى البِلادَ وَوَطَّدَ الإِسلاما
فَكَأَنَّهُم مِن حَولِكَ الأَشبالُ في
غابِ الوَشيجِ تَبَوَّأَت آجاما
وَأَمينُها المَأمونُ عَضبُ سَمائِها
عَلَمٌ أَنافَ عَلى الهِضابِ سَناما
وَأَجَلُّ مُضطَلِعٍ تَخَيَّرَهُ الوَرى
بَعدَ الإِمامِ فَقَدَّموهُ إِماما
وَأَتاهُ أَحمَدُ عَهدَ أُمَّةِ أَحمَدٍ
فَوَفى فَكانَ لِرَعيِها المِعتاما
وَأَجَلُّ مَن ساسَ الوَرى بِعُلومِهِ
طِفلاً وَسادَ بِها الكُهولَ غُلاما
أَنتَ الَّذي عَرَفَ الجِهادُ ثَباتَهُ
وَرُسوخَهُ يَومَ الوَغى إِقداما
أَنتَ الَّذي بَزَّ الجُموعَ بِفَردِهِ
وَوَقى مِنَ الجَيشِ اللُهامِ لُهاما
أَنتَ الَّذي أُعطيتَ عِلمَ تَجارِبٍ
لو تَبتَدي أَمراً يَكونُ تَماما
إِنَّ العِبادَ عَلى هَواكَ تَأَلَّفَت
فَكَأَنَّ بَينَ قُلوبِها أَرحاما
لا يَعدُوَنَّ النُجحُ رَأيَكَ أَو يُرى
أَلَقاً يَخُصُّ النَقضَ وَالإِبراما
لا يَعدُوَنَّ النَصرُ سَيفَكَ إِنَّهُ
سَيفٌ يَحوطُ الدينَ وَالإِسلاما
خُذها يَنِمُّ عَلى العَبيرِ مَديحُها
وَيَفُضُّ عَن مِسكِ الخِتامِ خِتاما
عبد العزيز الفِشتالي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الجمعة 2012/04/20 06:10:51 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com