جَيشُ الصَباحِ عَلى الدُجى مُتَدَفِّقُ | |
|
| فَبَياضُ ذا لِسَوادِ ذاكَ مُمَحِّقُ |
|
وَكَأَنَّهُ راياتُ عَسكَرِكَ الَّتي | |
|
| طَلَعَت عَلى السودانِ بيضاً تَخفُقُ |
|
لاحَت وَأُفقُهُمُ لَيالٍ كُلُّهُ | |
|
| كَعَمودِ صُبحٍ في الدُجى يَتَأَلَّقُ |
|
نُشِرَت لِتَطوِيَ مِنهُ لَيلاً دامِساً | |
|
| أَضحى بِسَيفِكَ ذي الفَقارِ يُمَزَّقُ |
|
أَرسَلتُهُنَّ جَوائِحاً وَجَوارِحاً | |
|
| في كُلّ مِحلَبِها غُرابٌ يَنعَقُ |
|
وَسَرَت فَكانَ دَليلَهُنَّ إِلَيهِمُ | |
|
| مَشحوذُ عَزمِكَ وَالسِنانُ الأَزرَقُ |
|
لَهِيَ اللَيالي قَد جَلا أَحلاكَها | |
|
| نورُ النُبوءَةِ مِن جَبينِكَ يُشرِقُ |
|
صَعِقَت بِهِنَّ رُعودُ نارِكَ صَعقَةً | |
|
| رُجَّت لِصَيحَتِها العِراقُ وَجِلّقُ |
|
سُحقاً لِأِسحاقَ الغَبِيِّ وَحِزبِهِ | |
|
| فَلَقَد غَدا بِالسَيفِ وَهوَ مُطَوَّقُ |
|
رامَ النَجاةَ وَكَيفَ ذاكَ وَخَلفَهُ | |
|
| مِن جَيشِ جُؤذُرِكَ الغَضَنفَرِ فَيلَقُ |
|
جَيشٌ أَواخِرُهُ بِبابِكَ سَيلُهُ | |
|
| عَرِمٌ وَأَوَّلُهُ بِكاغو مُحدِقُ |
|
لَم يَشعُروا إِلّا وَأَسدادُ الرَدى | |
|
| ضُرِبَت عَلَيهِم مِن قَناكَ وَخَندَقُ |
|
كَتَبَ الإِلَهُ عَلى عِداتِكَ أَنَّهُم | |
|
| قَنَصٌ لِسَيفِكَ غَرَّبوا أَو شَرَّقوا |
|
ضَلَّت مُلوكٌ ساجَلوكَ عَلى العُلى | |
|
| سَفَهاً وَشَأوُكَ في العُلى لا يُلحَقُ |
|
أَن يُشبِهوكَ وَلا شَبيهَ نَرى لَكُم | |
|
| في الخَلقِ أَينَ مِنَ اللُجَينِ الزِئبَقُ |
|
بَشِّر مُلوكَ الأَرضِ أَنَّكَ فاتِحٌ | |
|
| بِالمَشرَفِيِّ عَلى الوِلا ما أَغلَقوا |
|
وَبِفاصِلٍ لَكَ ذي الفَقارِ مُفَرِّقٌ | |
|
| ما جَمَّعوهُ وَجامِعٌ ما فَرَّقوا |
|
دامَت طُيورُ السَعدِ وَهيَ غَوارِدٌ | |
|
| بِالمُشتَهى لَكَ وَالمَسَرَّةِ تَنطِقُ |
|
ما دامَ ذِكرُ عُلاكَ في صُحُفِ الثَنا | |
|
| أَصلَ الفَخارِ وَكُلُّ ذِكرٍ مُلحَقُ |
|