سَمَوتُ فَخرَّ البَدرُ دونِيَ وَاِنحَطّا | |
|
| وَأَصبَحَ قُرصُ الشَمسِ في أُذُني قُرطا |
|
وَصُغتُ مِنَ الإِكليلِ تاجاً لِمَفرِقي | |
|
| وَنيطَت بِيَ الجَوزاءُ في عُنُقي سِمطا |
|
وَلاحَت بِأَطواقي الثُرَيّا كَأَنَّها | |
|
| نَثيرُ جُمانٍ قَد تَتَبَّعتُهُ لَقطا |
|
وَعَدَّيتُ عَن زُهرِ النُجومِ لِأَنَّني | |
|
| جَعَلتُ عَلى كيوان رَحلِيَ مُنحَطّا |
|
وَأَجرَيتُ مِن فَيضِ السَماحَةِ وَالنَدى | |
|
| خَليجاً عَلى نَهرِ المَجَرَّةِ قَد غَطّى |
|
عَقَدتُ عَلَيهِ الجِسرَ لِلفَخرِ فَاِرتَمَت | |
|
| إِلَيهِ وُفودُ البَحرِ تَغرِفُ ما أَنطى |
|
تَنَضنَضَ ما بَينَ الغُروسِ كَأَنَّهُ | |
|
| وَقَد رَقرَقَت حَصباؤُهُ حَيَّةٌ رَقطا |
|
حَوالَيهِ مِن دَوحِ الرِياضِ خَرائِدٌ | |
|
| وَغيدٌ تَجُرُّ مِن خَمائِلِها مِرطا |
|
إِذا أَرسَلَت لُدنَ الفُروعِ وَفَتَّحَت | |
|
| جَنى الزَهرِ لاحَ في ذَوائِبِها وَخطا |
|
يُرَنِّحُها مَرُّ النَسيمِ إِذا سَرى | |
|
| كَما مالَ نَشوانٌ تَشَرَّبَ إِسفَنطا |
|
يَشُقُّ رِياضاً جادَها الجودُ وَالنَدى | |
|
| سَواءٌ لَدَيها الغَيثُ أَسكَبَ أَم أَبطا |
|
وَسالَت بِسَلسالِ اللُجَينِ حِياضُهُ | |
|
| بِحاراً غَدا عَرضُ البَسيطِ لَها شَطّا |
|
تَطَلَّعُ مِنها وَسطَ وُسطاهُ دُميَةٌ | |
|
| هِيَ الشَمسُ لا تَخشى كُسوفاً وَلا غَمطا |
|
حَكَت وَحَبابُ الماءِ في جَنَباتِها | |
|
| سَنا البَدرِ حَلَّ مِن نُجومِ السَما وَسطا |
|
إِذا غازَلَتها الشَمسُ أَلقى شُعاعُها | |
|
| عَلى جِسمِها الفِضِّيِّ نَهراً بِها لُطّا |
|
تَوَسَّمتُ فيها مِن صَفاءِ أَديمِها | |
|
| نُقوشاً كَأَنَّ المِسكَ يَنقُطُها نَقطا |
|
إِذا اِتَّسَقَت بيضُ القِبابِ قِلادَةً | |
|
| فَإِنّي لَها في الحُسنِ دُرَّتها الوُسطى |
|
تَكَنَّفُني بيضُ الدُمى فَكَأَنَّها | |
|
| عَذارى نَضَت عَنها القَلائِدَ وَالرَيطا |
|
قُدودٌ وَلَكِن زادَها الحُسنَ عُريُها | |
|
| وَأَجمَلَ في تَنعيمِها النَحتَ وَالخَرطا |
|
نَمَت صُعُداً تيجانُها فَتَكَسَّرَت | |
|
| قَواريرُ أَفلاكِ السَماءِ بِها ضَغطا |
|
فَيا لَكَ شَأواً بِالسَعادَةِ آهِلاً | |
|
| بِأَكنافِهِ رَحلُ العُلى وَالهُدى حُطّا |
|
وَكَعبَةِ مَجدٍ شادَها العِزُّ فَاِنبَرَت | |
|
| تَطوفُ بِمَغناها أَماني الوَرى شَوطا |
|
وَمَسرَحِ غِزلانِ الصَريمِ كِناسُها | |
|
| حَنايا القِبابِ لا الكَثيبَ وَلا السِقطا |
|
فَلُكْنَ بِهِ ما طابَ لا الأَثلَ وَالخَمطا | |
|
| وَوُسِّدنَ فيهِ الوَشيَ لا السِدرَ وَالأَرطى |
|
ثَراهُ مِنَ المِسكِ الفَتيتِ مُدَبَّرٌ | |
|
| إِذا مازَجَتهُ السُحبُ عادَ بِها خِلطا |
|
وَإِن باكَرَتهُ نَسمَةٌ سَحَراً سَرى | |
|
| إِلى كُلِّ أَنفٍ عَرفُ عَنبَرِهِ قُسطا |
|
أَقَرَّت لَهُ الزَهراءُ وَالخُلدُ وَاِنثَنَت | |
|
| أَواوينُ كِسرى الفُرسِ تَغبِطُهُ غَبطا |
|
جَنابٌ رِواقُ المَجدِ فيهِ مُطَنَّبٌ | |
|
| عَلى خَيرِ مَن يُعزى لِخَيرِ الوَرى سِبطا |
|
إِمامٌ يَسيرُ الدَهرُ تَحتَ لِوائِهِ | |
|
| وَتُرسي سِفانٌ لِلعُلى حَيثُما حَطّا |
|
وَفَتّاحُ أَقطار البِلادِ بِفَيلَقٍ | |
|
| يُفَلِّقُ هاماتِ العِدى بِالظُبى خَبطا |
|
تَطَلَّعُ مِن خِرصانِهِ الشُهبُ فَاِنثَنَت | |
|
| ذَوائِبُ أَرضِ الزِنجِ مِن ضَوئِها شُمطا |
|
كَتائِبُ نَصرٍ إِن جَرَت لِمُلِمَّةٍ | |
|
| جَرَت قَبلَها الأَقدارُ تَسبِقُها فَرطا |
|
إِذا ما عَقَدنَ رايَةً عَلَوِيَّةً | |
|
| جَعَلنَ ضَمانَ الفَتحِ في عَقدِها شَرطا |
|
فَما لِلسَما تِلكَ الأَهِلَّةُ إِنَّما | |
|
| سَنابِكُها أَبقَت مِثالاً بِها خُطّا |
|
يُطاوِعُ أَيدي المَعلُواتِ عِنانُها | |
|
| فَيَعتاضُ مِن قَبضِ الزَمانِ بِها بَسطا |
|
يَدٌ لِأَميرِ المُؤمِنينَ بِكَفِّها | |
|
| زِمامٌ يَقودُ الفُرسَ وَالرومَ وَالقِبطا |
|
أَدارَ جِداراً لِلعُلى وَسُرادِقاً | |
|
| يَحوطُ جِهات الأَرضِ مِن رَعيِهِ حَوطا |
|