أَعِد أَحاديثَ سِلعٍ وَالحِمى أَعِدِ | |
|
| وَعِد بِوَصلِ اللِوى وَالرَقمَتَينِ عِدِ |
|
وَعُج عَلى المُنحَنى مِن أَضلُعي فَبِهِ | |
|
| نارُ الخَليلِ الَّتي سيطَت بِها كَبِدي |
|
وَمِل لِأَكنافِ جَرعاءِ الحِمى لِتَرى | |
|
| مَرابِعَ الشَوقِ قَد أَقوَت مِنَ البَلَدِ |
|
حَيثُ الجَآذِرُ بِالآسادِ فاتِكَةٌ | |
|
| وَما عَلَيهِنَّ مِن وَترٍ وَلا قَوَدِ |
|
وَشِم بُروقاً أَضاءَت مِن ثَناياهُمُ | |
|
| وَإِن ظَمِئتَ فَمِن ماءِ العُذَيبِ رِدِ |
|
وَقُل لَهُم إِن جَرى دَمعي بِرَبعِهِمُ | |
|
| لا تَنهَروا سائِلاً وافى عَلى بُعُدِ |
|
يا جيرَةَ العالَمينَ اللَهَ في دَنِفٍ | |
|
| يَصلى بِنارِ عَذابٍ مِنكُمُ وَقِدِ |
|
وَيا نَسيمَ الصَبا إِن جِئتَ كاظِمَةً | |
|
| وَجِئتَ حَيَّ حُلولِ السَفحِ مِن أُحُدِ |
|
قِف بِالكَثيبِ وَعانِق فَوقَهُ غُصُناً | |
|
| يَكادُ يَنقَدُّ مِن لينٍ وَمِن غَيَدِ |
|
وَاِرشُف ثُغورَ الأَقاحي وَهيَ ضاحِكَةٌ | |
|
| تَفتَرُّ عَن لُؤلُؤٍ رَطبٍ وَعَن بَرَدِ |
|
وَطُف لَدى البَيتِ سَبعاً وَاِسعَ مُلتَثِماً | |
|
| حَتّى تُصافِحَ لَحدَ المُصطَفى بِيَدِ |
|
لَحداً تَضَمَّنَ خَيرَ المُرسَلينَ وَمَن | |
|
| حازَ الفَضائِلَ مِن مَثنى وَمُتَّحِدِ |
|
مَن حُبِّرَت فيهِ آياتٌ مُبَيَّنَةٌ | |
|
| مِن دونِها الشُهبُ في الإِشراقِ وَالعَدَدِ |
|
بِهِ اِعتَلَت مُضَرُ الحَمرا إِلى شَرَفٍ | |
|
| تَعنو لِعِزَّتِهِ الأَقيالُ مِن أُدَدِ |
|
أَجَلُّ مَن كَسَّرَت جَبراً قَواضِبُهُ | |
|
| جَناحَ كِسرى فَلَم تُخفِق مَدى الأَمَدِ |
|
وَجَدَّلَت قَيصَراً قَسراً وَقَد حَطَّمَت | |
|
| مِن فارِسٍ فَقَراتِ الظَهرِ وَالكَتِدِ |
|
وَغادَرَت كُلَّ جَبّارٍ لَدَيهِ وَما | |
|
| يُرجى لَهُ الجَبرُ مِن غَربٍ وَلا عَضُدِ |
|
وَأَصبَحَت مِلَّةُ التَثليثِ مِنهُ وَقَد | |
|
| أَخنى عَلَيها الَّذي أَخنى عَلى لُبَدِ |
|
مُحَمَّدٌ سَيِّدُ الأَرسالِ خاتمُها | |
|
| هادي الأَنامِ إِلى نَهجٍ مِنَ الرَشَدِ |
|
يا صَفوَةَ اللَهِ يا غَوثَ العِبادِ وَمَن | |
|
| فيهِ الكَمالُ اِنتَهى خَتماً وَمِنهُ بُدي |
|
أُهدي إِلَيكَ صَلاةً لا أَزالُ مَدى | |
|
| عُمرِيَّ مِلءَ فَمٍ مِنها وَمِلءَ يَدِ |
|
أَهلاً بِمَولِدِكَ المَيمونِ طائِرُهُ | |
|
| بِهِ اِستَقَلَّ مَنارُ الدينِ في صُعُدِ |
|
في صُبحِهِ اِستَبَقَت خَيلُ السُرورِ إِلى | |
|
| كُلِّ الجهاتِ فَلَم تُقصِر عَلى بَلَدِ |
|
يَومٌ غَدَت كُلُّها ساعاتُهُ غُرَراً | |
|
| في جَبهَةِ الدَهرِ لَم تكسف عَلى الأَبَدِ |
|
قَد رَكَمَ الصُبحُ مِنهُ اللَيلَ فَاِبتَسَمَت | |
|
| شُهبُ السَماءِ بِشَمعٍ فيهِ مُتَّقِدِ |
|
مِن كُلِّ هَيفاءَ قَد قامَت عَلى سُرُرٍ | |
|
| مَرفوعَةٍ مِن زَبَرجَدٍ عَلى عَمَدِ |
|
تَظَلُّ مِن نَغَمِ الأَصواتِ في طَرَبٍ | |
|
| لَكِنَّها بِاِنسِكابِ الدَمعِ في نَكَدِ |
|
قَد ظَلَّلَتها غَماماتٌ نَواشِئُ مِن | |
|
| دُخّانِ ندٍّ بِأَوجِ الجَوِّ مُنعَقِدِ |
|
يا مَولِداً وَبِهِ الأَيّامُ قَد عَقَمَت | |
|
| وَهيَ الوَلائِدُ عُقمَ الأُمِّ بِالوَلَدِ |
|
يا مِهرَجاناً تَوَدُّ الحورُ لَو حَضَرَت | |
|
| ما دارَ فيهِ بِلا لَهوٍ وَغَيرِ دَدِ |
|
قَد قارَضَ اللَه في تَعظيمِهِ مَلكٌ | |
|
| بَرٌّ لَهُ في سَبيلِ البِرِّ كُلُّ يَدِ |
|
خَيرُ إِمامٍ لَهُ في كُلِّ جارِحَةٍ | |
|
| حَبلٌ مِنَ الودِّ مَربوطٌ إِلى الخَلَدِ |
|
لَيثٌ لَهُ مِن قَناهُ الغَيلُ يَسكُنُهُ | |
|
| وَمِن بَنيهِ الأُسودِ كُلُّ ذي لَبَدِ |
|
مِن مَعشَرٍ إِن يَكُن عَدنانُ أَصلَهُمُ | |
|
| فَهُم لِعَدنانَ أَصلُ المَجدِ وَالسودَدِ |
|
فَإِن تُسالِمهُمُ فَهُم بَنو حَسَنٍ | |
|
| وَإِن تُحارِبهُمُ فَهُم بَنو أَسَدِ |
|
لَهُ الرِماحُ الَّتي إِن هُزَّ عامِلُها | |
|
| لَم يَثنِهِنَّ نَسيجُ الدِرعِ وَالزَرَدِ |
|
إِن أَشرَعَتها يَدٌ مِنهُ مُؤَيَّدَةٌ | |
|
| أَقَمنَ ما في عِصِيِّ الدَهرِ مِن أَوَدِ |
|
يَقظانُ يَقرَأُ مِن عُنوانِ فِكرَتِهِ | |
|
| في اليَومِ ما تُبرِزُ الأَيّامُ بَعدَ غَدِ |
|
فِكرٌ تَخِرُّ لَهُ الأَفكارُ ساجِدَةً | |
|
| إِذا اِغتَدى نافِثاً بِالسِحرِ في العُقَدِ |
|
يَقذِفُ بِالدُرِّ وَهوَ البَحرُ مُنفَرِداً | |
|
| وَالبَحرُ يَقذِفُ بِالدُرِّ وَبِالزَبَدِ |
|
طَوَّقَ جيدي بِنُعمى مِنهُ جارِيَةٍ | |
|
| مازِلتُ عُمرِيَ في عَيشٍ بِها رَغِدِ |
|
فَصِرتُ أَسجَعُ مَدحاً فيهِ لا عَجَبٌ | |
|
| سَجعَ المُطَوَّقِ في أَوراقِهِ غَرِدِ |
|
سَوّاكَ رَبُّكَ مِن طينِ الكَمالِ لِذا | |
|
| أَمسَيتَ في الخَلقِ مِثلَ الروحِ في الجَسَدِ |
|
قَد أَكبَرَتكَ عُيونُ الخَلقِ إِذ نَظَرَت | |
|
| لِلشَمسِ قَد بَزَغَت مِن جَبهَةِ الأَسَدِ |
|
رَوِّح سُيوفَكَ مِن دَمِ العِدى زَمَناً | |
|
| فَكُلُّ جَفنٍ لَها يَشكو مِنَ الرَمَدِ |
|
وَما وَرا السود إِلّا السُدَّ تَفتَحُهُ | |
|
| بِجَيشِ نَصرٍ لَهُ الأَقدارُ مِن مَدَدِ |
|