تَرَكنا زُهَيراً لِلبَقيعِ فَثَهمَدٍ | |
|
| بِداراً إِلى نورٍ بِيَثرِبَ مُصعدٍ |
|
وَمَهما اِبتَغى رياّاً لَدى أُمِّ مَعبَدٍ | |
|
| وَرَدنا بِمَدحِ الهاشميِّ مُحمَّدٍ |
|
مَوارِدَ تُروي مَن يُمِلُّ وَمَن يَروي
|
مَوارِدُ حُفَّت بِالعُلى وَالمَكارِمِ | |
|
| حَوى فَضلَها المُختارُ مِن آلِ هاشِمِ |
|
مُشيدُ الهُدى مِن فَوقِ خَمسِ دعائِمِ | |
|
| وَحيدُ المَعالي بَينَ عيسى وَآدَمِ |
|
وَلا عَجَبٌ أَن يَفضُلَ الصِنوُ لِلصِنوِ
|
قَريبٌ بَعيدٌ في هُداهُ وَسَبقِهِ | |
|
| حَبيبٌ لِمَولاهُ حَبيبٌ لِخَلقِهِ |
|
مَهيبٌ عَلى ما كانَ مِن حُسنِ خُلقِهِ | |
|
| وَهَوبٌ إِذا ضَنَّ الغَمامُ بِوَدقِهِ |
|
ضَروبٌ إِذا كَعَّ الشُجاعُ عَنِ الخَطو
|
إِلىالحَقِّ قَبلَ الوَحي أَخفى رُكونَهُ | |
|
| وَأَسهَرَ فيهِ قَلبَهُ وَجفونَهُ |
|
وَقورٌ يَوَدُّ الطَودُ مِنهُ سُكونَهُ | |
|
| وَضيءُ المُحَيّا يحسُرُ الطَرفُ دونَهُ |
|
وَمَن ذا يُحِسُّ الشَمسَ في رَونَقِ السَهوِ
|
أَتى مَعشَراً في صَحوِ غَيِّهِم سُدى | |
|
| بِجِلبابِ رُشدٍ ساترٍ نَيِّر السَدى |
|
سَدى بُردِهِ التَقوى وَلُحمَتُهُ الهُدى | |
|
| وَقانا بِهِ اللَهُ الضَلالَةَ وَالرَدى |
|
فَلا شُبهَةٌ تُغوي وَلا لَفحَةٌ تُذوي
|
أَتى بِالهُدى ما بَينَ فَرضٍ وَسُنَّةٍ | |
|
| هُما مِن لَهيبِ النارِ أَحصَنُ جُنَّةٍ |
|
عَلى رَغمِ أَفّاكٍ رَماهُ بِجِنَّةٍ | |
|
| وَهَل هُوَ إِلّا مُزنَةٌ فَوقَ جَنَّةٍ |
|
فَمِن نَهَرٍ عَذبٍ وَمِن ثَمَرٍ حُلوِ
|
وَإِلّا فَبَدرُ التِمِّ نَصَّفَ شَهرَهُ | |
|
| يَزيدُ سَناما ما أَنسأَ الدَهرُ عُمرَهُ |
|
هُوَ البَحرُ لا بِالنَزفِ تَبلُغُ قَعرَهُ | |
|
| وَعى ما وَعى إِذ شَقَّ جِبريلُ صَدرَهُ |
|
فَأَحرَزَ عِلماً دونَ رَسمٍ وَلا مَحوِ
|
وَلَكِنَّه وَحيٌ أُفيد كَلامَهُ شَفيعُ | |
|
| الوَرى وَالكُلُّ يَخشى أَثامَهُ |
|
فَلا قائِمٌ يَومَ الحِساب مَقامَهُ | |
|
| وَجيهٌ فَما في الحَشرِ خَلقٌ أَمامَهُ |
|
وَلِلحُبِّ قُربٌ لَيسَ يُدرَكُ بِالعَدوِ
|
رَسولٌ كَريمُ المُنتَمى وَالمَوالِدِ | |
|
| لَهُ هَهُنا مَجدٌ عَلى كُلِّ ماجِدِ |
|
بِما حازَ مِن خُلقِ العُلى وَالمَحامِدِ | |
|
| وَفي لَيلَةِ الإِسرآءِ أَعدَلُ شاهِدِ |
|
لَهُ بِشُفوفِ القَدرِ في العالَمِ العُلوي
|
فَكَم مِن غَويٍّ في بَطالَةِ مُفسِدٍ | |
|
| أَنابَ بِهِ لِلَّهِ بَعدَ تَمَرُّدٍ |
|
بِنَفعِ كِتابٍ أَو بِوَقعِ مُهَنَّدٍ | |
|
| وَكَم آيَةٍ دَلَّت عَلى صِدقِ أَحمَدٍ |
|
مِنَ الطَوعِ في العَجمآءِ وَالنُطقِ في المَروِ
|
وَمِن صاحِبَيهِ بَعدُ تَعرِفُ قَدرَهُ | |
|
| فَهَذا يُنَقي لِلرِسالَةِ صَدرَهُ |
|
وَهَذا بإِذنِ اللَهِ يَخدُمُ اَمرَهُ | |
|
| وَزيراهُ جِبريلٌ وَميكالُ إِثرَهُ |
|
فَأَهلاً بِشَمسٍ بَينَ بَدرَينِ في جَوِّ
|
بَراهينُ لا تَخفى عَلى قَلبِ مُبصِرٍ | |
|
| فَوَصفُ مُقِلٍّ عِندَها مِثلُ مُكثِرٍ |
|
إِذا خيضَ مِنها البَحرُ مُدَّ بِأَبحُرٍ | |
|
| وَصَفناهُ مُذ عامَينِ وَصفَ مُقَصِّرٍ |
|
وَمَن ذا الَّذي يأتي عَلى البَحرِ بِالدَلوِ
|
أَلَم يُقسِمِ الرَحمَنُ بِالنَجمِ إِذ هَوى | |
|
| عَلى أَنَّهُ ما ضَلَّ قَطُّ وَما غَوى |
|
فَمَن ذا الَّذي يَحوي مِنَ الفَضلِ ما حَوى | |
|
| وَفاءٌ بِلا غَدرِ وَعَقلٌ بِلا هَوى |
|
وَجودٌ بِلا مَنعٍ وَعِلمٌ بِلا سَهوِ
|
فَلا فَضلَ إِلّا وَهوَ حَشوُ ثِيابِهِ | |
|
| وَلا خَيرَ إِلّا في اتِباعِ كِتابِهِ |
|
كَتائِبُ كِسرى أَذ عَنَت لِرِكابِهِ | |
|
| وُفودُ مُلوكِ الأَرضِ لاذَت بِبابِهِ |
|
عَلى ثِقَةٍ بِالصَفحِ مِنهُ وَبِالعَفوِ
|
حَشا اللَهُ مِنهُ أَنفُس القَومِ رَهبَةً | |
|
| فَجاؤا وَمَن لَم يأتِ أَصبَحَ نُهبَةً |
|
تَراهُم لَدى البابِ المُكَرَّمِ عُصبَةً | |
|
| وُقوفاً عَلى الأَقدامِ رُعباً وَرَغبَةً |
|
لَدى مَلِكٍ مِن غَيرِ كِبرٍ وَلا زَهوِ
|
لَدى مَن حَباهُ بِالشَفاعَةِ رَبُّهُ | |
|
| فَلا حَظَّ فيها لامرىءٍ لا يُحِبُّهُ |
|
وَمَن صَحَّ فيهِ حُبُّهُ فَهوَ حَسبُهُ | |
|
| وَسيلَتُنا يَومَ القيامَةِ حُبُّهُ |
|
وَلَو لَم نَنَل حَظّاً بِحَجٍّ وَلا غَزوِ
|
وَمِثلي لا يُدلي بِصالِحِ كَسبِهِ | |
|
| وَلَكِن بِحُبِّ في سُوَيداءِ قَلبِهِ |
|
وَزُخرِفَ قَولٌ ما قَضى حَقَّ نَحبِهِ | |
|
| وَقَد يُدرِكُ البَطّالُ رَحمَة رَبِّهِ |
|
وَلا كَسبَ إِلّا ما يَقولُ وَما يَنوي
|
هُوَ المُصطَفى جِدٌّ نَفى الصِّدقُ لَهوَهُ | |
|
| وَكابَدَ فيهِ القَلبُ لِلبُعدِ شَجوَهُ |
|
فَأُقسِمُ ما إِن كَدَّرَ البَينُ صَفوَهُ وَما | |
|
| وَخَدَت عيسُ المُلَبِّينَ نَحوَهُ |
|
بِأَضوَعَ مِن شَوقٍ تَلَقَّتهُ مِن نَحوي
|
سَمَت هِمَّةٌ نَحوَ اللَحاقِ بِهِ سَمَت | |
|
| وَأَخَّرَها عَمّا إِلَيهِ تَقَدَّمَت |
|
قَضاءٌ جَرى فيهِ عَلى الرَغمِ سَلَّمَت | |
|
| وَجدنا بِهِ وَجد الظِماءِ تَنَسَّمَت |
|
نَسيمَ الزُلالِ العَذبِ في القَيظِ في الدَوِّ
|
فَأَكبادُنا بِالشَوقِ تُصلى بِلَفحِهِ | |
|
| وَإِذ حالَتِ الأَقدارُ مِن دونِ لَمحِهِ |
|
فَإِنَّ لَنا أُنساً بِأَوصافِ سَمحِهِ | |
|
| وَلا غَروَ أَن نَرتاحَ شَوقاً لِمَدحِهِ |
|
فَهَذي حَمامُ الأَيكِ تَرتاحُ لِلشَدوِ
|