أَلا فاشكُروا نُعمى الإِلهِ يَزِدكُمُ | |
|
| وَمَهما أَرَدتُم ما لَدَيهِ يُرِد كُمُ |
|
إِلى كَم أُناديكُم وَلَمّا أَجِدكُمُ | |
|
| هَبوا ليَ أَسماعَ القُلوبِ أُفدِكُمُ |
|
مَدائِحَ فيها لِلنُهى مُتَنَزَّهُ
|
تَضَمَّنَتِ الزُلفى بِذِكرِ مُحَمَّدٍ | |
|
| فَما شِئتَ مِن فَخرٍ صَميمٍ وَسودَدٍ |
|
لَقَد صَدَقَت فيهِ مَقالَةُ مُنشِدٍ | |
|
| هَدى اللَهُ أَهلَ الأَرضِ طُرّاً بِسَيِّدٍ |
|
أَبانَ بِهِ فَهٌّ وَأَبصَرا أَكمَهُ
|
دُموعُ الهَوى مِن شَوقِها لَبسَ تَرقأُ | |
|
| بَدا مِنهُ لِلأَفهامِ وَالحَقُّ أَضوأُ |
|
وَصابَ عَلى الأَجسامِ وَالرِفدُ أَهنأُ | |
|
| هِلالُ هُدىً مِن كُلِّ نَقصٍ مُبَرّأُ |
|
وَغَيثُ نَدىً عَن كُلِّ عَيبٍ مُنَزَّهُ
|
أَلا إِنَّهُ بَحرٌ مِنَ العِلمِ زاخِر | |
|
| عَنِ السوءِ وَالفَحشاءِ ناهٍ وَزاجِرُ |
|
وَبِالعَدلِ وَالإِحسانِ قاضٍ وَآمِرُ | |
|
| هَبَبنا بِهِ وَالنَومُ لِلقَومِ غامِر |
|
فَلا خاطِرٌ يَعشو وَلا فِكرَ يَعمَهُ
|
وَلَمّا اِمتَطَينا نَحوَهُ كُلَّ كَهَّةٍ | |
|
| مِنَ العَزمِ نَحدوها إِلَيهِ بِمِدهَةٍ |
|
قَد اِنبَعَثَت مِنها بِأَبلَغِ نَدهَةٍ | |
|
| هَتَكنا بِهِ عَنّا دُجى كُلِّ شُبهَةٍ |
|
فَماذا عَسى يَجري إِلَيهِ المُمَوِّهُ
|
أَفي الحَقِّ شَكٌّ يَستَقِلُّ بِنَكثِهِ أَفي | |
|
| أَفي المُصطَفى رَيبٌ لِمُدئِبِ بحثِهِ |
|
صُبابَةُ سؤرِ الماءِ جاشَت لِنَفثِهِ | |
|
| هِضابُ مُلوكِ الأَرضِ دُكَّت لِبَعثِهِ |
|
وَأَلسُنُهُم لِلذُعرِ لا تَتَفَوَّهُ
|
نُفوسُ البَرايا لا تَفي بِفِدائِهِ | |
|
| رَسولٌ دَعاهُ اللَهُ نَحوَ سَمائِهِ |
|
فَماذا عَسى يَحكي امروءٌ مِن سَنائِهِ | |
|
| هُبوبُ رياحِ النَصرِ تَحتَ لِوائِهِ |
|
دَليلٌ عَلى أَنَّ المَكانَةَ أَنوَهُ
|
إِلى رَبِّهِ أَلقى بِظَهرِ اِستِنادِهِ | |
|
| وَمِن قَبلِ وَحيٍ قَد هُدى لِرَشادِهِ |
|
فَشاهَدَ مَولاهُ بِنورِ فُؤادِهِ | |
|
| هُداهُ مُبينٌ مُنذُ يَومِ وِلادِهِ |
|
يُنَبَّهُ في طَورِ الصِبا وَيُنَبِّهُ
|
غَزا فَغَدا وَفدُ الملائِكِ جُندَهُ | |
|
| سَما فَرأى أَهل السَمواتِ مَجدَهُ |
|
فَكُلٌّ بِحُبِّ اللَهِ إِيّاهُ وَدَّهُ هُوَ | |
|
| المُصطَفى لِلحُبِّ وَالقُربِ وَحدَهُ |
|
وَلَيسَ لَهُ في الإِنسِ وَالجِنِّ مُشبِهُ
|
وَجيهٌ عَظيمُ الشانِ في كُلِّ مَشهَدٍ | |
|
| فَقَد سادَ في المَعمورِ كُلَّ مُسَوَّدٍ |
|
وَفي المَلإِ الأَعلى لَهُ أَيُّ مَصعَدٍ | |
|
| هُنا بانَ جاهُ الهاشميِّ مُحَمَّدٍ |
|
عَلى أَنَّهُ قَطعاً هُنالِكَ أَوجَهُ
|
بِذِكراهُ في الدُنيا تُزاحُ كُروبُنا | |
|
| وَنَطمَعُ أُخرى أَن تُحَطَّ ذُنوبُنا |
|
إِلَيهِ انتَهَت أَسرارُنا وَغُيوبُنا | |
|
| هَفَت نَحوَهُ أَرواحُنا وَقُلوبُنا |
|
فَنَحنُ عَلى آثارِهِ نَتأَوَّهُ
|
لَقَد حالَتِ الأَقدارُ دونَ اِقتِرابِهِ | |
|
| وَأَسلَمَني للبَينِ حُكمٌ جَرى بِهِ |
|
فَقَلبي لا يَنفَكُّ نَضوَ اِضطِرابِهِ | |
|
| هَوايَ مَعَ الاَعذارِ لَثمُ تُرابِهِ |
|
وَمِن أَينَ لي ذاكَ التُرابُ المُفَوَّهُ
|
سَأَبكي وَذو الأَشجانِ يَبكي شَجونَهُ | |
|
| بِدَمعٍ مَرَت كَفُّ الفِراقِ شُؤونَهُ |
|
أَبَيتُ لِبُعدِ المُصطَفى أَن أَصونَهُ | |
|
| هَلُمّوا فُؤاداً ايحسِنُ الصَبرَ دونَهُ |
|
فَإِنَّ فُؤادي مُدنَفٌ لَيسَ يَنقَهُ
|
بِنَفسي وَالمُشتاق يُبدي فُنونَهُ | |
|
| حَبيبٌ سَبا أَبكارَ فِكري وَعونَهُ |
|
رَأَيتُ سُهول العَيشِ عَنهُ حُزونَهُ | |
|
| هَجَرتُ لَذيذَ الأُنسِ في العَيشِ دونَهُ |
|
وَحُزني لِنأيي عَنهُ أَولى وَأَشبَهُ
|
إِذا كانَ لِلأَقوامِ في الأَرضِ نُجعَةٌ | |
|
| فَما حَسُنَت لي دونَ يَثرِبَ بُقعَةٌ |
|
وَلا رقأت مِن شَوقِها لي دَمعَةٌ | |
|
| هَمَت أَدمُعي شَوقاً وَفي الصَدرِ لَوعَةٌ |
|
فَقَلبي مَكلومٌ وَجَفنيَ أَمرَهُ
|
شُجوني لِفَقدِ الهاشميِّ عَتيدَةٌ | |
|
| وَفي كَبِدي وَالدارُ مِنهُ بَعيدَةٌ |
|
بَلابِلُ يُبَلى الدَهرُ وَهيَ جَديدَةٌ | |
|
| هَجيرَةُ نأي الدارِ عَنهُ شَديدَةٌ |
|
تَذوبُ قُلوبٌ في لَظاها وَأَوجُهُ
|
أَرَدتُ وَلَم أَعزِم فَبؤتُ بَخيبَةٍ | |
|
| وَقَد يُدرَجُ الحِرمانُ في طَيِّ هَيبَةٍ |
|
وَكَم وَحُضوري بِالمُنى مِثلُ غَيبَةٍ | |
|
| هَمَمت بِإِعمالِ المَطيِّ لطَيبَةٍ |
|
وَلِلحالِ عُذرٌ لا يَزالُ يُنَهنِهُ
|
بِمَدحِ رَسولِ اللَهِ أَهدي وَأَهتَدي | |
|
| وَأُرغِم أَنفَ الجَحدِ مِن كُلِّ مُلحِدِ |
|
وَإِن زَهزَهُ البَطّالُ عِطفاً لِمُنشِدِ | |
|
| هَزَزتُ بِمَدحِ الهاشميِّ مُحَمَّدٍ |
|
نُفوساً عَلى طيبِ الثَناءِ تُزَهزَهُ
|
فَكَم ذي سَفاهٍ رَدَّهُ عَن سَفاهِهِ | |
|
| وَبَصَّرَهُ قَلباً بِحَقِّ إِلَهِهِ |
|
فَمَن رامَ ما قَد حازَهُ لَم يُضاهِهِ | |
|
| هَنيئاً لَنا في الحَشرِ إِنّا بِجاهِهِ |
|
نُنَعَّمُ في دارِ الرِضا وَنُرَفَّهُ
|
تَوَجَّه بِهِ لِلَّهِ في كُلِّ أَزمَةٍ | |
|
| تَوَجُّهَ صِدقٍ تكفَ كُلَّ مُهمَّةٍ |
|
مِنَ الدينِ وَالدنيا وَلَو بَعدَ أُمَّةٍ | |
|
| هَلِ الفَوزُ كُلُّ الفَوزِ إِلّا لأُمَّةٍ |
|
بِأَحمَدَ في آمالِها تَتَوَجَّهُ
|