أَجِد مَدحَ خَيرِ الخَلقِ ذاتاً وَجَودَةً | |
|
| وَحِد عَن سِوى ما سَنَّهُ لَكَ حَيدَةً |
|
وَأَنشِد هَوىً فيهِ اِكتَفى وَمَوَدَّةً | |
|
| مَدَحتُ رَسولَ اللَهِ بَدأً وَعَودَةً |
|
وَمِقدارُهُ في البَدءِ وَالعَودِ أَعظَمُ
|
أَلا إِنَّ لي نَفساً بِأَحمَدَ صَبَّةً | |
|
| تُقَدِّمُ ذِكراهُ لَدى اللَهِ قُربَةً |
|
وَتُهدي لَهُ وَالبِرُّ أَرضى مَغَبَّةً | |
|
| مَدائِحَ مَملوءِ الفُؤادِ مَحَبَّةً |
|
يُجَمجِمُ شَوقاً وَالدموعُ تُتَرجِمُ
|
أَلا إِنَّ أَزكى الرُسلِ غَيباً وَمَشهَداً | |
|
| وَأَثبَتَهُم فَخراً وَمَجداً وَسودَداً |
|
وَأَتقاهُمُ قَلباً وَأَهداهُمُ هُدى | |
|
| مُحمَّدٌ المُختارُ أَعلى الوَرى يَدا |
|
وَأَشرَفُهُم ذِكراً وَإِن كانَ مِنهُمُ
|
هُوَ الفَردُ مِن أَمثالِهِ رَجَحَ العَصا عَصى | |
|
| بِذُبابِ السَيفِ هامَةَ مَن عَصى |
|
وَأَلقى مِنَ التَسيارِ في السِدرَةِ العَصا | |
|
| مَناقِبُهُ كالشُهبِ وَالتُربِ وَالحَصى |
|
وَأَضعافِها وَالأَمرُ أَعلى وأَفخَمُ
|
هُوَ الصادِقُ المَصدوقُ سِرّاً وَجَهرَةً | |
|
| هُوَ الشَمسُ إِشراقاً هُوَ البَدرُ غُرَّةً |
|
عَلَيهِ سَلامُ اللَهِ مَسياً وَبُكرَةً | |
|
| مَواهِبُهُ كالوَدقِ نَفعاً وَكَثرَةً |
|
وَلا بَرقَ إِلّا بِشرُهُ وَالتَبَسُّمُ
|
لَهُ الكَفُّ تَهمي كالحَيا المُتَدَفِّقِ | |
|
| لَهُ النُصحُ يَهدي كالأَبِ المُتَرَفِّقِ |
|
أَجَلُّ عِبادِ اللَهِ قَدراً وَأَطلِقِ | |
|
| مَعاليهِ لا تُحصى بِرَسمِ وَمَنطِقِ |
|
وَلَو لَم يُغِبَّ العَدَّ كَفٌّ وَلآ فَمُ
|
أَلا فَتَمَسَّك مِن هُداهُ بِسُنَّةٍ | |
|
| هيَ الرَحمَةُ المُهداةُ أَعظَمُ مِنَّةٍ |
|
أَتانا بِها نوراً لِكُلِّ دُجُنَّةٍ | |
|
| مُطاعٌ مِنَ الجِنسينِ إِنسٍ وَجِنةٍ |
|
فَمَن لَم يُطِعهُ فالحُسامُ المُصَمِّمُ
|
مُعَلىًّ عَلى كُلِّ الأَنامِ مُسَوَّدُ | |
|
| لَهُ الفَخرُ يَبقى وَالعُلى يَتأَبَّدُ |
|
تَكَفَّلَ مِنهُ بِالرِسالَةِ أَوحَدُ | |
|
| مُعانٌ بِتَوفيقِ الإِلَهِ مُؤَيَّدُ |
|
مُناجىً بِأَسرارِ الحَقائِقِ مُلهَمُ
|
فَمَن ذا الَّذي يَحوي مِنَ الفَضلِ ما حَوى | |
|
| أَلَيسَ الَّذي ما ضَلَّ قَطُّ وَما غَوى |
|
وَبالأُفُقِ الأَعلى تَمَكَّنَ واِستَوى | |
|
| مُنَزَّهُ أَسرارِ الفُؤادِ عَنِ الهَوى |
|
لِذَلِكَ لَم يَعلَق بِهِ قَطُّ مأثَمُ
|
هُداهُ فَلا يَدخُلكَ شَكٌّ هُوَ الهُدى | |
|
| فَشُدَّ عَلَيهِ القَلبَ وَيحَكَ وَاليَدا |
|
يُخَلِّصكَ مِنهُ ها هُنا وَكَذا غَدا | |
|
| مَليءٌ بإِنقاذِ العِبادِ مِنَ الرَدى |
|
وَقَد زُخرِفَت عَدنٌ وَأَجَّت جَهَنَّمُ
|
وَكُلٌّ مِنَ العصيانِ تَحتَ تَقيَّةٍ | |
|
| سِوى المُصطَفى مِن بَينِهِم بِمَزيَّةٍ |
|
مُرَتَّبَةٍ عَن أُثرَةٍ أَزَليَّةٍ | |
|
| مَكانَةُ رُسلِ اللَهِ غَيرُ خَفيَّةٍ |
|
وَسَيِّدُهُم هَذا المُحَبُّ المُكَرَّمُ
|
لآياتِهِ مِنهُمعَنَت كُلُّ آيَةٍ | |
|
| وَحَيثُ اِنتَهوا مِنهُ اِهتَدى بِبِدايَةٍ |
|
فَأَضحى بِحُكمٍ سابِقٍ وَعِنايَةٍ | |
|
| مَتى رُفِعَت لِلمَجدِ رايَةُ غايَةٍ |
|
فَما أَحَدٌ قُدامَهُ يَتَقَدَّمُ
|
وَناهيكَ مِمَّن كانَ جِبريلُ خِدنَهُ | |
|
| حَشا قَلبَهُ بِالنورِ إِذ شَقَّ بَطنَهُ |
|
وَأَسرى بِهِ إِذ كَمَّلَ اللَهُ سِنَّهُ | |
|
| مَراقيهِ في الإِسراءِ تَقضي بِأَنَّهُ |
|
عَلى كُلِّ مَخلوقٍ سِواهُ مُقَدَّمُ
|
مِنَ الخالِصِ الواقي مِنَ الشَرِّ خَيرُهُ | |
|
| يُؤَمَّلُ مِنهُ النَفعُ يُؤمَنُ ضَيرُهُ |
|
يَعُمُّ الوَرى إِن أَخلَفَ الغَيثُ مَيرُهُ | |
|
| مَنِ المُرتَقى فَوقَ السَمواتِ غَيرُهُ |
|
وَمَن ذا المُناجي وَالبَريَّةُ نُوَّمُ
|
ذَكَت نارُأَشواقي إِلَيهِ وَماخَبَت | |
|
| وَلمِ لا وَلي نَفسٌ سِوى حُبَّهِ أَبَت |
|
وَتَعظيمُهُ في العالَمِ العُلوِ قَد ثَبَت | |
|
| مَلائِكَةُ السَبع الطِباقِ تَأَهَّبَت |
|
لإِسرائِهِ كُلٌّ عَلَيهِ يًسَلِّمُ
|
هُمُ قَدَروا لِلمُصطَفى حَقَّ قَدرِهِ | |
|
| وَقاموا لَهُ بِالحَقِّ مِن فَرضِ بِرِّهِ |
|
وَجِبريلُ أَدارُهُم بِتأسيسِ أَمرِهِ | |
|
| مَداهُ قَصيٌّ عَن لَواحِظِ غَيرِهِ |
|
وَلَيسَ إِلى الشَمسِ المُنيرَةِ سُلَّمُ
|
وَلَمّا اِصطَفاهُ رَبُّهُ مِن عِبادِهِ | |
|
| وَطَهَّرَهُ في ذاتِهِ واِعتِقادِهِ |
|
وَجَرَّدَهُ سَيفاً لِفَتحِ بِلادِهِ | |
|
| مَحا ظُلَمَ الإِشراكِ نورُ وِلادِهِ |
|
وَلا عَجَبٌ فاللَيلُ بِالصُبحِ يُهزَمُ
|
تَكَنَّفَهُ مِن ذي الجَلالِ اِصطِناعُهُ | |
|
| زَكا فَزَكَت أَفعالُهُ وَطِباعُه |
|
فَما شَبَّ حَتّى اِمتَدَّ في الفَضلِ باعُهُ | |
|
| مَنارُ هُدىً يَهدي القُلوبَ شُعاعُه |
|
إِذا لَم تَلُح شَمسٌ وَلَم تَبدُ أَنجُمُ
|
أُعِدَّت لَهُ دارُ النَعيمِ وَأُزلِفَت | |
|
| فَحَنَّت لِمَثواهُ بِها وَتَزَخرَفَت |
|
وَكَم بُقعَةٍ أَوحى لَها فَتَشَرَّفَت | |
|
| مِنى تاهَ لَمّا أَن أَتاها وَعُرِّفَت |
|
بِهِ عَرفاتٌ وَالحَطيمُ وَزَمزَمُ
|
مِنَ اللَهِ أَرجو نَظمَ شَملي بِشَملِهِ | |
|
| وَإِلّا فَدَمعٌ وَبلُهُ إِثرَ طَلِّهِ |
|
وَحُبٌّ عَلى الناي اِعتَصَمتُ بِحَبلِهِ | |
|
| مُنى كُلِّ نَفسٍ لَثمُ آثارِ نَعلِهِ |
|
وَفي الناسِ مَن يُعطى مُناهُ وَيُحرَمُ
|