دُموعٌ عَلى الخَدَّينِ تُرسِلُ مُزنَها | |
|
| وَنَفسٌ لِيَومِ البَينِ تُدئِبُ حُزنَها |
|
فَيا قَومِ وَالآمالُ تُحسِنُ ظَنَّها | |
|
| قِفوا العيسَ في أَعلامِ يَثرِبَ إِنَّها |
|
رياضٌ لِمَن يَرنو وَمَن يَتَنَشَّقُ
|
فَأَكرِم بِها مِن مَعهَدٍ أَيِّ مَعهَدِ | |
|
| تَأَرَّجَ مِنها العَرفُ لِلمتَوَدِّدِ |
|
وَأَشرَقَ مِنها النورُ لِلمُتَعَبِّدِ | |
|
| قَرارَةُ خَيرِ العالَمينَ مُحَمَّدِ |
|
فَلا غَروَ أَن تُلفي تُنيرُ وَتَعبَقُ
|
قَعَدنا بِأَكبادٍ نُقاسي وَلوعَها | |
|
| لِأَشتاتِ آفاتٍ نَخافُ وُقوعَها |
|
وَلَو صَدَقنا النَفسَ فيها نُزوعَها | |
|
| قَصَدنا عَلى بُعدِ الديارِ رُبوعَها |
|
فَلا البَرُّ يُرِدينا وَلا البَحرُ يُغرِقُ
|
إِلى كَم نُعاني حَيرَةَ المُتَرَدِّدِ | |
|
| وَلَو قَد قَضَينا حَقَّ حُبٍّ مُؤَكَّدٍ |
|
لَسِرنا مَسيرَ العازِمِ المُتَجَرِّدِ | |
|
| قياماً عَلى الأَقدامِ في حَقِّ سَيِّدِ |
|
لَهُ الفَضلُ شَخصٌ وَالنُبُوَّةُ رَونَقُ
|
نَبيُّ الهُدى في نَومِهِ واِنتِباهِهِ | |
|
| أَبانَ طَريقَ الحَقِّ عِندَ اِشتِباهِهِ |
|
فَزُرهُ تَفُز بِالجاهِ عِندَ إِلهِهِ | |
|
| قَبولُ قَبولِ البِرِّ هَبَّت بِجاهِهِ |
|
فَلا القَصدُ مَردودٌ وَلا البابُ مُغلَقُ
|
أَطِعهُ تَكُن أَولى الأَنامِ بِحُبِّهِ | |
|
| وَماصَحَّ عَنهُ مِن حَديثٍ فَدِنِ بِهِ |
|
وَزُر مِنهُ أَهدى مُرشِدٍ وَمُنَبِّهِ | |
|
| قِراهُ لِمَن وافاهُ رِضوانُ رَبِّهِ |
|
فَدونَكَ يا مَسبوقُ أَنَّكَ تَلحَقُ
|
مِنَ القَومِ يُلفى كُلُّ فَخرٍ لَدَيهِمُ | |
|
| عَنِ الشَرِّ يَنهى أَو إِلى الخَيرِ يُلهِمُ |
|
عَطوفٌ عَلى الشاكينَ دانٍ إِلَيهِمُ | |
|
| قَريبٌ مِنَ الراجينَ حانٍ عَلَيهِم |
|
يُقَيِّدُ بِالإِحسانِ مِن حَيثُ يُطلِقُ
|
عَفا كُلُّ رَسمٍ لِلمُحالِ بِحَقِّهِ | |
|
| وَعَظَّمَ رَبُّ العَرشِ شيمَةَ خُلقِهِ |
|
وَمَن ذايُماري في عُلاهُ وَسَبقِهِ | |
|
| قَضى اللَهُأَنَّ الرُسلَ أَسبَقُ خَلقِهِ |
|
وَأَنَّ رَسولَ اللَهِ لِلرُسلِ أَسبَقُ
|
خِصالُ الدُنا وَالدينِ قَد جُمِّعَت لَهُ | |
|
| وَإِحسانُهُ ما زالَ يَصحَبُ عَدلَهُ |
|
وَما في العِدا مَن كانَ يَحجَدُ فَضلَهُ | |
|
| قَطَعنا بِإِجماعٍ عَلى أَنَّ مِثلَهُ |
|
مَدى الدَهرِ لَم يُخلَقُ وَلا هُوَ يُخلَقُ
|
شَريعَتُهُ لَم يَضحَ آوٍ لِظِلِّها | |
|
| عَطيَّتُهُ لا وابِلٌ مِثلَ طَلِّها |
|
فَضيلَتُهُ لا ناهِضٌ لِمَحَلِّها | |
|
| قَبيلَتُهُ خَيرُ القَبائِلِ كُلِّها |
|
وَمَوطِنُهُ أَزكى البِقاعِ وَأَشرَقُ
|
مَزاياهُ بِالإِسراءِ باهِرَة السَنا | |
|
| سَجاياهُ وَهيَ الرَوضُ في الظِلِّ وَالجَنا |
|
سَحائِبُ تَهمي بِالرَغائِبِ وَالمُنى | |
|
| قَضاياهُ وَهوَ الحَقُّ في الدينِ وَالدُنا |
|
قَواضِبُ تَفري الهامَ أَو تَتَعَلَّقُ
|
يُنَصُّ بِها حَكمٌ وَتُقرأُ سورَةٌ | |
|
| لَها هَبَّ وَسَنانٌ وَحَجَّ صَرورَةٌ |
|
وَلي فيهِم قلَبٌ وَفي الحَيِّ صورَةٌ | |
|
| قُعودي وَقَد سارَ الحَجيجُ ضَرورَةٌ |
|
وَفي الصَدرِ قَلبُ لا يَزالُ يُحَرَّقُ
|
أَلَهفي لِقَلبٍ لا طَبيبَ لِدائِهِ سِوى | |
|
| القُربِ مِن نورِ الهُدى وَضيائِهِ |
|
هُوَ المُصطَفى لِلَّهِ مِن أَنبيائِهِ | |
|
| قَواطِعُ هَذا الدَهرِ دونَ لِقائِهِ |
|
قَواطِعُ أَحناءَ الضُلوعِ تُمَزِّقُ
|
إِلى كَم وَرَبّي سابِق بِقَضائِهِ | |
|
| أُعَلِّلُ قَلبي هَكَذا بِرَجائِهِ |
|
كَأَنّيَ أَدري ما زَمانُ بَقائِهِ | |
|
| قَبيحٌ بِمِثلي العَيشُ دونَ لِقائِهِ |
|
وَإِنّيَ مِن بَغتِ المَنونِ لَمُشفِقُ
|
صَدَقتُ الهَوى قَلبي فَلَم أَرضَ | |
|
| زُورَهُ وَأَخلَصتُ في حُبِّ الرَسولِ ضَميرَهُ |
|
وَلَمّا رأَت أَلحاظُ قَلبيَ نورَهُ | |
|
| قَبَضتُ عِنانَ الأُنسِ حَتّى أَزورَهُ |
|
فَها أَنا مَبسوطُ الهَوى مُتَشَوِّقُ
|
مَتى ذُكِرتَ أَوطانُهُ وَرُبوعُهُ | |
|
| تَوَهَّمَها قَلبي فَزادَ نُزوعُهُ |
|
وَكَيفَ يُداوي أَو يَخِفُّ وَلوعُهُ | |
|
| قَريحُ فُؤادٍ تَستَهِلُّ دُموعُهُ |
|
مَتى لاحَ بَرقٌ أَومَتى ناحَ أَورَقُ
|
وَلَمّا دَجا لَيلُ الشُجونِ وَعَسَعسا | |
|
| وَلَم أَرَ للإِصباحِ فيهِ تَنَفُّسا |
|
وَخابَ رَجائي في لَعَلَّ وَفي عَسى | |
|
| قَسَمتُ فُؤادي بَينَ شَوقيَ وَالأَسى |
|
كَذاكَ يَكونُ المُستَهامُ المُحَقِّقُ
|
كَثيري قَليلٌ في جَلالَةِ سَيِّدِ | |
|
| يَجِلُّ وَيَعلو عَن قَصيدِ المُقَصِّدِ |
|
لَعَلَّ وَبَذلُ الوسِع جُهدُ المُسَدِّدِ | |
|
| قَصيدي مُؤَدٍّ بَعضَ حَقِّ مُحَمَّدِ |
|
وَأَنّي يَرومُ الحَصرَ لِلكُلِّ مَنطِقُ
|
أَحَقّاً غَدا الرَكبُ المُغِذُّ إِلى مِنى | |
|
| وَساروا إِلى القَبرِ المُجَلَّلِ بِالسَنا |
|
هَنيئاً لَهُم وَاللَهُ يَلطُفُ لي أَنا قُصارايَ | |
|
| وَالأَيّامُ تَمطُلُ بِالمُنى |
|
سَلامٌ كَما هَبَّ النَسيمُ المُفَتَّقُ
|
سَلامٌ عَلى النورِ الَّذي جاءَ بِالهُدى | |
|
| سَلامٌ عَلى البَدرِ المُسَمّى مُحَمَّدا |
|
وَلا يأَسَ مِن قُربٍ وَإِن بَعُدَ المَدى | |
|
| قَدِ اِستَحكَمت في أَضلُعي لَوعَةُ الصَدى |
|
فَعُذراً فَإِنّي عَن صَبوحٍ أُرَقِّقُ
|