تَزَوَّدتُ مِن مَدحِ النَبيِّ المُؤَيَّدِ | |
|
| إِلى عَرَصاتِ الحَشرِ خَيرَ التَزَوُّدِ |
|
وَحَسبي بِها زُلفى إِلى اللَهِ في غَدٍ | |
|
| ظَفِرتُ بِحَظّي في اِمتِداحِ مُحَمَّدِ |
|
فَناهيكَ مِن مَدحٍ وَناهيكَ مَن حَظِّ
|
وَما قَدرُ مَدحي لِلرَسولِ وَمَن أَنا | |
|
| أَلَيسَ الَّذي أَسرى بِهِ اللَهُ فادَّني |
|
إِلَيهِ فأَعطاهُ وَزادَ عَلى المُنى | |
|
| ظَهيرُ الوَرى في مُعضِلِ الدينِ وَالدُنا |
|
رَؤُفٌ رَحيمٌ غَيرُ قاسٍ وَلا فَظِّ
|
رَسولٌ هَداهُ اللَهُ بالعِلمِ فاِهتَدى | |
|
| وَراحَ جِبريلُ بالوَحي واِغتَدى |
|
يَجِلُّ عَنِ الأَمداحِ قَد جاوَز المَدى | |
|
| ظَواهِرُهُ نورٌ بواطِنُهُ هُدىً |
|
فَلا سَهوَ في فِكرٍ وَلا وَهمَ مِن لَفظِ
|
سَناهُ عَلى نورِ الكَواكِبِ مُعتَلٍ | |
|
| يُشَيِّدُ أَركانَ التُقى غَيرَ متُلٍ |
|
فَأَضحى عَلى التَعذيرِ مِن كُلِّ مُبطِلٍ | |
|
| ظَلامُ اِعتِقادِ الجاهِليَّةِ مُنجَلٍ |
|
بِنورِ نَبيٍّ لَيسَ يَخفى عَلى لَحظِ
|
أَلَهفي عَلى الجِسمِ الَّذي أُودعَ الثَرى | |
|
| وَنورُ سَناهُ في السَمواتِ قَد سَرى |
|
هُوَ المُصطَفى حَقّاً وَخابَ مَنِ اِفتَرى | |
|
| ظِلالُ هُداهُ وَالندى عَمَّتِ الوَرى |
|
وَمَن كَرَسولِ اللَهِ في البَذلِ وَالوَعظِ
|
أُحيلَ عَلى خَفضِ المَعاشِ وَلينهِ | |
|
| فَلَم يَرضَ بِالدُنيا احياطاً لِدينِهِ |
|
وَكانَ لِنَفعِ الغَيرِ جُلُّ حَنينِهِ | |
|
| ظلأماءُ البَرايا أُرويَت بِيَمينِهِ |
|
مِراراً فَأَنجى الفَيضُ فيها مِنَ الغَيظِ
|
لَقَد جَمَعَ اللَهُ السِيادَةَ كُلَّها | |
|
| لِأَحمَدَ يَحويها وَيَحمِلُ كَلَّها |
|
حِسانُ الأَيادي إِن عَداها فَمَن لَها | |
|
| ظُباتُ الأَعادي فَلَّها وَأَذَلَّها |
|
بِذِكرٍ حَكيمِ اللَفظِ مُتَّصِلِ الحِفظِ
|
لَقَد حَسِبوهُ حينَ لجوا خُرافَةً | |
|
| فَلَمّا سَقاهُم لِلحُتوفِ سُلافَةً |
|
مَضوا يَحسِبونَ السَيفَ وَالنَصل آفَةً | |
|
| ظُنونُهُمُ قَد أَخلَفَتهُم مَخافَةً |
|
فَلا سَيفَ في كَفٍّ وَلا نَصلَ في رُعظِ
|
هُنالِكَ فُكَّت لِلغَبيِّ حُروفُهُ | |
|
| وَبِالظِّلفِ مِنهُ ما أُتيحَت حُتوفُهُ |
|
وَحاقَ بِهِم مَكروهُهُ وَمَخوفُهُ | |
|
| ظَعائِنُهُم قَد أَحرَزَتها سُيوفُهُ |
|
بِقَسرِ بَني قَسرٍ وَغَيظِ بَني غَيظِ
|
فَكَم دارِمٍ لِلمَوتِ مِن آلِ داوِمٍ | |
|
| وَمِن صارِمٍ أَبلى بِهامَةِ صارِمٍ |
|
وَكَم مِن أَبيٍّ في العَرَمرَمِ عارِمٍ | |
|
| ظَنابيبُهُم مَقروعَةٌ بِصَوارِمٍ |
|
مِنَ الحَقِّ تَغدو في الكِلاءَة وَالحِفظِ
|
أَبَدناهُمُ بِالسَيفِ إِلّا مَنِ اِتَقى | |
|
| حُساماً سَقاهُم لِلمَنيَّةِ ما سَقى |
|
بِهِ حينَ لَم تُجدِ التَمائِمُ وَالرُقي | |
|
| ظَأَرناهُمُ كُرهاً عَلى البِرِّ وَالتُقى |
|
وَقَد بَلَغوا المَجهودَ في الدَفعِ وَالدَلظِ
|
بِمَن لَم يَزَل لِلعَينِ وَالقَلبِ نُزهَةً | |
|
| أَنَبنا وَوَلَّينا إِلى اللَهِ وِجهَةً |
|
وَمَن لَم يُصاحِبُنا شَدَهناهُ شَدهَةً | |
|
| ظُهورُ رَسولِ اللَهِ أَفحَمُ شُبهَةً |
|
لِشِرذِمَةٍ كادَت تَميزُ مِنَ الغَيظِ
|
أُضِفنا إِلَيهِ فاِحتُرِمنا بِحُرمَةٍ | |
|
| عَلَونا بِها الجَوزاءَ رِفعَةَ هِمَّةٍ |
|
لَدن قيلَ فينا كُنتُمُ خَيرَ أُمَّةٍ | |
|
| ظَلِلنا لَدَيهِ تَحتَ وابِلِ رَحمَةٍ |
|
فَلا خَوفَ مِن حَيفٍ وَلا عضَّ مِن عَظِّ
|
قَمَعنا العِدا لَمّا أَوَينا بِظِلِّها | |
|
| وَنِلنا الهُدى مِن وَبلِها بَعدَ طَلِّها |
|
بيُمنِ نَبيٍّ فَضلُهُ أَصلُ فَضلِها | |
|
| ظَهَرنا بِهِ فَوقَ البَريَّةِ كُلِّها |
|
فَنَحنُ أَحَظُّ الناسِ في شَرَف الأَحظِ
|
نَبيٌّ جَرى الماءُ النَميرُ بِراحِهِ | |
|
| وَمَدَّ لَهُ جِبريلُ فَضلَ جَناحِهِ |
|
وَكَم آيَةٍ جاءَت بِوَفقَ اِقتِراحِهِ | |
|
| ظَهيرَةُ خَوفي سُحرَةٌ باِمتِداحِهِ |
|
وَذو الظِلِّ لا يَغشاهُ لَفحٌ مِنَ القَيظِ
|
أَلا هَل لِمَن يَشتاقُهُ يَومَ مَورِدِ | |
|
| يُعَفِّرُ خَدّاً عِندَ قَبرِ مُحَمَّدِ |
|
إِلى اللَهِ أَشكو لَوعَةَ الهائِمِ | |
|
| الصَدي ظَمئِتُ إِلى تَقبيلِ آثارِ أَحمَدِ |
|
فَها أَنا لِلأَظماءِ مُتَّصِلُ اللَمظِ
|
تَبارَكَ مَن سَوّاهُ لِلفَضلِ صورَةً | |
|
| وَعَلَّمَهُ الآدابَ أَجمَعَ سورَةً |
|
وَلَمّا لَواني البُعدُ عَنهُ ضَرورَةً | |
|
| ظَعَنتُ إِلَيهِ بِالفؤادِ صَرورَةً |
|
وَجِسمي رَهينٌ لِلتَحَرُّقِ وَالنَشظِ
|
أَقَمتُ عَلى شَوقٍ صَليتُ بِجَمرِهِ | |
|
| وَكَم رُمتُ تَرحالاً أَفوزُ بِبِرِّهِ |
|
وَذَنبيَ أَقصاني فَبُؤتُ بِخُسرِهِ | |
|
| ظَنَنتُ بِأَمثالي زيارَةَ قَبرِهِ |
|
وَهَيهاتَ هَذا الظَنُّ أَجدَرُ بِاللَفظِ
|
مَتى ما تَذَكَّرتُ النَبيَّ وَعَهدَهُ | |
|
| وَقاسى فُؤادي لِلصَبابَةِ وَجدَهُ |
|
وَلَم أَرَ فيهِ غَيرَ مَثواهُ وَحَدَهُ | |
|
| ظَأَرتُ عَلى صَبرِ الضَرورَةِ بَعدَهُ |
|
فُؤادي وَصَدري لِلتَشَوُّقِ في كَظِّ
|
مُنى النَفسِ لَو نَفسي أُتيحَ اِقتِراحُها | |
|
| لَدى رَوضَةٍ يَنفي الكُروبَ التِماحُها |
|
فَقُلتُ وَنَفسي قَدتَناهى اِرتياحُها | |
|
| ظِرابُ نَواحي يَثرِبٍ وَبِطاحُها |
|
مُنايَ وَهَل يَحظى بها غَيرُ مَن أُحظي
|