عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الأندلس > غير مصنف > أبو زيد الفازازي > أَلا لَيتَ شِعري هَل أَسيرَنَّ مُنجِدا

غير مصنف

مشاهدة
1823

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أَلا لَيتَ شِعري هَل أَسيرَنَّ مُنجِدا

أَلا لَيتَ شِعري هَل أَسيرَنَّ مُنجِدا
لطَيبَةَ حَيثُ النورُ يَسطَعُ مُصعِدا
فَأَرفَعَ صَوتي بِالسَلامِ مُرَدّدا اسلامٌ
كَعَرفِ الرَوضِ أَخضَلَهُ النَدى
عَلى خَيرِ مَخلوقٍ مِن الجِنِّ والإِنسِ
سَلامٌ عَلى مَن لَيسَ خَلقٌ كَمِثلِهِ
فَأَوجُهُهُمتَهوى لأَخَمصِ نَعلِهِ
وَأَعيُنُهُم تَعشو لِباهِرِ فَضلِهِ
سَليلُ خَليلِاللَهِ خاتِمُرُسلِهِ
وَفي الخَتمِ مَنعٌ لِلزّيادَةِ في الطرِسِ
فَكَم رُتبَةٍ في المضجدِ حازَ سَنيَّةٍ
بإِصلاحِ أَعمالٍوَإِخلاصِ نيَّةٍ
سَجيَّتُهُ في الفَضلِ خَيرُ سَجيَّةٍ
سيادَتُهُ لِلرُسلِ غَيرُ خَفيَّةٍ
وَلا عَجَبٌ أَن يَفضُلَ الشَخصُ في الجنسِ
وَإِلّا فَمَن تُرجى شَفاعَتَهُ غَدا
وَقَد خافَ كُلٌّ ما عَداهُ مِنَ الرَدى
وَقامَ بِها مِنهُ المَقامَ المُحَمَّدا
سَبوقٌ بِلا أَينٍ قَريبٌ بِلا مَدى
عَليمٌ بِلا خَطٍّ حَفيظٌ بِلا دَرسِ
سِراجُ البَرايا لا يَزيغُ عَنِ الهُدى
جَميلٌ القَضايا لا يَحيفُ عَلى العِدا
جَليلُ العَطايا باسِطُ الكَفِّ بالجَدى
سَريُّ المَزايا ظاهِرُ البأسِ وَالنَدى
كَريمُ السَجايا طاهِرُ الجِسمِ وَالنَفسِ
فَطوبى لِخَدٍّ في ثَراهُ يُمَرَّغُ
فَذَلِكَ في الدُنيا نَعيمٌ مُسَوَّغُ
وَفي الحَشرِ وَالباقي أَجَلُّ وَأَسبَغُ
سَبيلُ نَجاةٍ لِلجِنانِ مُبَلِّغ
وَدونَكَ فاِستَشهِد بِعَقلِكَ وَالحِسِّ
حُسامٌ بيُمنى الحَقِّ أَضحى مُجَرَّداً
يَسوٌ الوَرى لِلخَيرِ مَثنى وَمَوحَداً
وَكَم صابَ مِنهُ في الشَدائِد مُنُجِداً
سَحابٌ يُفيدُ الخَلقَ رَيّا بِلا صَدىً
وَعِلماً بِلا شَكٍّ وَبُرأً بِلا نُكسِ
أَلا إِنَّهُ القِسطاسُ وَالجَهلُ ظُلمَةٌ
سَماحَتَهُ وَالمَنحُ بَسطٌ وَرَحمَة
إِبايَتُهُ وَالمَنعُ حِفظٌ وَعِصمَةٌ
سَريرَتُهُ وَالجَهرُ نورٌ وَحِكمَةٌ
وَقَد سَبَقَ التَطهيرُ لِلقَلبِ في الطَسِّ
شَهابٌ مِنَ التَحقيقِ لِلعَقلِ ثاقِبٌ
طَريقٌ مِنَ التَوفيقِ لِلفَهمِ لاحِبٌ
أَلَيسَ الَّذي وَالمَكرُماتُ مَواهِبٌ
سَرى نَحو مَولاهُ وَجِبريلُ صاحِبٌ
فَناهيكَ مِن قُدسَينِ في حَضرَةِ القُدسِ
أَلَيسَ الَّذي قادَ النُفوسَ بِحَبلِها
إِلى مُرشِداتِ العِلمِ مِن غَيِّ جَهلِها
أَلَيسَ الَّذي وَالمَعلواتُ لأَهلِها
سَما صُعُداً فَوقَ السَمواتِ كُلِّها
إِلى مُستوىً ما حَلَّهُ قَبلَهُ إِنسي
هُناكَ رأى الآياتِ تُوضِحُ مَذهَباً
وَفازَ بِما قَد كانَ يَهواهُ مَطلَباً
وَآبَ وَلا خَلقٌ يُدانيهِ مَنصِباً
سَناهُ أَنارَ الأَرضَ شَرقاً وَمَغرِباً
فَلا أَثَرٌ باقٍ لِشَكٍّ وَلا لَبسِ
هَنيئاً لِقَومٍ صاحَبوهُ فَمَجدُهُم
مَدى الدَهرِ باقٍ لَيسَ يُفنيهِ فَقدُهُم
بِهِسادَ مَولاهُم وَموّلَ عَبدُهُم
سواءٌ لَديهِ المُكثِرونَ وَضِدُّهُم
وَلِلفقَراءِ الفَضلُ في القُربِ والأُنسِ
لَهُم عِندَهُ عَهدٌ كَريمٌ وَذِمَّةٌ
يُزاحُ بِها كَربٌ وَتكشَفُ غُمَّةٌ
كَذا مَن لَهُ في طاعَةِ الرَبِ هَمَّةٌ
سَجاياهُ رِفقٌ بالعِبادِ وَرَحمَةٌ
فَيُهدي إِذا يُضحىوَيُهدي إِذا يُمسي
فَكَفٌّ كَوكفِ الغَيم أَسبلَ مُمطِرا
وَوجهٌ كَما جاءَ البَشيرُ مُبَشِّرا
فَذاكَ وَهَذا إِن أَجدَتَ تَصَوُّرا
سَخاءٌ كَما فاضَ الأَتيُّ عَلى الثَرى
وَحُسنٌ كَما شُقَّ الغَمامُ عَنِ الشَمسِ
حُلى آدَميٍّ خِلقَةٌ مَلَكيَّةٌ
مَتى أَدرَكتَنا لِلزَمانِ بَليَّةٌ
وَجِئناهُ نَشكو وَالنُفوسُ شَجيَّةٌ
سَقَتنا مِراراً راحَةٌ هاشميَّةٌ
بِخَمسَةِ أَنهارٍ تَفَجَّرنَ مِن خَمسِ
فَمَن ذا الَّذي يأَبى وَيَجحَدُ فَضلَنا
وَكُثرُ سِوانا لَيسَ يَعشُر قُلَّنا
وَلَن تُلفي النُظّارُ في الكُتبِ مِثلَنا
سَبَقنا بِهِ في الحَشرِ مَن كانَ قَبلَنا
وَمِن عَجَبٍ أَن يَسبِقَ الغَدُ لِلأَمسِ
لَقَد بَهَرَ الأَنوارَ شُعاعِهِ
وَقامَ بِأَمرِ اللَهِ جُهدَ اِضطِلاعِهِ
فَلا خَيرَ إِلّا في المَسير تِباعِهِ
سَعادَتُنا مَشروطَةٌ باتباعِهِ
وَهَل يَثبُتُ البُنيانُ إِلّا عَلى الأُسِّ
شِفاءُ فُؤادي فيهِ مِن بُرَحائِهِ
وَقَد حالَتِ الأَقدارُ دونَ شِفائِهِ
لَدى رَوضَةٍ قَد أَشرَقَت بِبَهائِهِ
سَلونيَ كَيفَ الحالُ دونَ لِقائِهِ
فَحُزني في طَردٍ وَصَبريَ في عَكسِ
غَرامٌ بِغَيرِ القُربِ ما هُوَ يَنجَلي
وَرَبّي يُعافي مَن يَشاءُ وَيَبتَلي
وَفي زَورَةِ المُختارِ أَقصى مُؤَمَّلي
سابكي لِبُعدِ الدارِ عَنهُ فَإِنَّ لي
حَياةً بِلا روحٍ وَمَوتاً بِلا رَمسِ
مُعاناةُ صَبٍّ هائِمِ القَلبِ والِهِ
تُكَلِّفُهُ الأَشواقُ فَوقَ اِحتِمالِهِ
فَيَشدو إِذا ضاقَت وُجوهُ اِحتيالِهِ
سَلا كُلُّ مَهمومٍ وَهَمّي كَحالِهِ
فَصَبراً فَكَم حُزنٍ يَؤُلُ إِلى عُرسِ
أبو زيد الفازازي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الأربعاء 2012/04/11 02:10:05 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com