بِمَدحِ النَبيِّ اقطَع زَمانَكَ تَرشدِ | |
|
| بِنَظمٍ وَنَثرٍ إِن أَطَقتَ مُسَرمَدِ |
|
بِذَلِكَ تَحظى بِالنَعيمِ المُؤَبَّدِ | |
|
| رِضا اللَهِ في مَدحِ النَبيِّ مُحَمَّدِ |
|
فَلا تُغفِلِ الإِطنابَ في النَظمِ وَالنَثرِ
|
لَقَد شَرَحَ المَولى لِأَحمَدَ صَدرَهُ | |
|
| كَما حَطَّ عَنهُ لِلتَخَيُّرِ وِزرَهُ |
|
وَقَد كانَ قَبلَ البَعثِ أَنقَضَ | |
|
| ظَهرَهُ رَسولٌ كَريمٌ قَدَّمَ اللَهُ أَمرَهُ |
|
عَلى كُلِّ نَهيٍ قَد تَقَدَّمَ أَو أَمرِ
|
أَنافَ عَلى أَهلِ الفَضائِلِ فَضلُهُ | |
|
| وَصَدَّقَ مِنهُ القَولَ في البِرِّ فِعلُهُ |
|
فَلَيسَ عَلى الإِطلاقِ في الخَلقِ مِثلُهُ | |
|
| رَؤُفٌ رَحيمٌ لا يُكَلِّفُ بَذلُهُ |
|
وَلا عَفوُهُ إِبداءَ بؤسٍ وَلا عُذرِ
|
إِمامُ هُدى لَولاهُ ما عُرِف الهُدى | |
|
| أَتى وَالوَرى في الجَهلِ قَد بَلَغوا المَدى |
|
فَرَدَّهُمُ بالعِلمِ عَن سُبُلِ الرَدى | |
|
| رَحيبٌ فِناءِ الفَضلِ وَالعَدلِ وَالنَدى |
|
عَليُّ مَنارِ القَدرِ وَالفَخرِ وَالذِكرِ
|
لَهُ الظِلُّ لا يَفنى وَلا يَتَقَلَّصُ | |
|
| وَقَد نالَ مِنهُ ظَهرَ بَهرامَ أَخمصُ |
|
حَبيبٌ إِلى رَبِّ البَريَّةِ مُخلِصُ | |
|
| رَفيعُ السَجايا وَالعَطايا مُخَصَّصُ |
|
بِنورَينِ قُدسيينِ في السِرِّ وَالجَهرِ
|
لِأُمَتِهِ فَضلٌ عَلى كُلِّ أُمَّةٍ | |
|
| يَصوبُ عَلَيهِم مِنهُ صَيِّبُ رَحمَةٍ |
|
يُزَحزحُ عَنهُم كُلَّ كَربٍ وَغُمَّةٍ | |
|
| رياضُ عُلومٍ تَحتَ وابِلِ عِصمَةٍ |
|
فَناهيكَ مِن مُزنٍ وَناهيكَ مِن زَهرِ
|
لَقَد أَشرَقَت أَيّامُهُ الغُرُّ بَهجَةً | |
|
| لَقَد صانَ للإِيمانِ نَفساً وَمُهجَةً |
|
لَقَد سَدَّ مِن دونِ الفَواحِش فُرجَةً | |
|
| رِسالَتُهُ لَمتُبقِ لِلخَلقِ حُجَّةً |
|
إِذا الشُهبُ لَم تُدرَك فَلا شَكَّ في الفَجرِ
|
سَمانا هِضاً فَوقَ البُراقِ لِسِدرِةٍ | |
|
| هيَ الغايَةُ القُصوى لأَنوارِ حَضرَةٍ |
|
وَمِن قَبلُ إِذ قَد كانَ خُصَّ بِطُهرَةٍ | |
|
| فَرأى سِرَّ الغُيوبِ بِفِكرَةٍ |
|
مُؤَيَّدَةِ الإِلهامِ نَيرَةِ الصَدرِ
|
أَخيرٌ وَما في الأَوَّلينَ شَبيهُهُ | |
|
| عَظيمُ الحِجا طِبُّ الفُؤادِ فَقيهُهُ |
|
تَلوحُ لَدَيهِ لِلصَوابِ وجوهُهُ | |
|
| رَويَّتُهُ مَعصومَةٌ وَبَديهُهُ |
|
فَلا وَهمَ في حِسٍّ وَلا سَهوَ في فِكرِ
|
بِهِ اجتُثَّ أَصلُ الكافِرينَ وَفَرعُهُم | |
|
| وَكَم قَد عَموا عَنهُ وَكَم صُمَّ سَمعُهُم |
|
وَإِذ حانَ بالكَفِّ الكَريمَةِ قَمعُهُم | |
|
| رَمى أَعينُ الكُفّارِ فاِنفَضَّ جَمعُهُم |
|
وَقَد فَقَدَ الإِدراكَ مِن حَيثُ لا يَدري
|
أَقامَ يَقُصُّ الحَقَّ مُدَّةَ لُبثِهِ | |
|
| وَيجَهَدُ في قَلعِ المُحالِ بِجِنثِهِ |
|
فَهذي وَشانيهِ يَموتُ بِبَثِّهِ | |
|
| رُؤسُ مُلوكِ الأَرضِ ذَلَّت لِبَعثِهِ |
|
فَلا حِسَّ مِن قَسٍّ وَلا خُبرَ عَن حَبرِ
|
هُوَ المُنتَقى وَالكُلُّ مِنهُم حُثالَةٌ | |
|
| هَداهُم فَلَجوا وَاللَجاجُ ضَلالَةٌ |
|
حِراصاً عَلى الدُنيا وَتِلكَ جَهالَةٌ | |
|
| رياسَتُهُم قَد أَبطَلَتها رِسالَةٌ |
|
تُؤَيَّدُ بِالبُرهانِ وَالبيضِ وَالسُمرِ
|
لَقَد جَهَدوا تَبّاً لَهُم كُلَّ مَجهَدٍ | |
|
| لإِطفاءِ نورٍ لِلُهدى مُتَصَعِّدٍ |
|
وَقُلنا وَقَد شِمناهُ بَرقَ تَوَقُّدٍ | |
|
| رَضينا بِخَيرِ العالَمينَ مُحَمَّدٍ |
|
رَسولاً وَعِندَ اللَهِ نَرغَبُ في الأَجرِ
|
وَلِم لا وَقَد سادَ الأَنامَ مَناقِباً | |
|
| وَقَد خَرَقَ السَبعَ السَمواتِ راكِباً |
|
إِلى حَضرَةِ القُدسِ العَليَّةِ ذاهِباً | |
|
| رَوَينا لَهُ في المُعجِزاتِ عَجائِباً |
|
تَدُلُّ عَلى التَمكينِ في القُربِ وَالنَصرِ
|
إِذا قالَ فاِسمَع مِن فؤادِكَ قَولَهُ | |
|
| وَيا بؤسَ مَن قَد شَكَّ فيهِ وَوَيلَهُ |
|
رَسولٌ إِلى مَولاهُ قَد رَدَّ حَولَهُ | |
|
| رَأَيناهُ شَمساً وَالنَبيُّونَ حَولَهُ |
|
بُدورٌ وَنورُ الشَمسِ أَجلى مِنَ البَدرِ
|
أَتانا بِدينِ الحَقِّ أَسبَغَ نِعمَةٍ | |
|
| تَعودُ عَلى مَن قَد أَبى شَرَّ نِقمَةٍ |
|
وَلَمّا خُصِصنا مِن هُداهُ بِرَحمَةٍ | |
|
| رَوَينا بِهِ مَعنىً بَوابِلِ حِكمَةٍ |
|
وَحِسّاً بِنَهرٍ مِن أَنامِلِهِ العَشرِ
|
شَرُفنا بِهِ ديناً وَقَدراً وَمَنصِباً | |
|
| وَفُزنا بِهِ عَبداً كَريماً مُقَرَّباً |
|
وَلَمّا اِعتَقَدنا مَذهَبَ الحَقِّ مَذهَباً | |
|
| رَفَعنا بِهِ الأعلامَ شَرقاً وَمَغرِباً |
|
وَجُسنا ديارَ الشِركِ نُبرىءُ أَو نَبري
|
فَكَم وَجنَةٍ دُسنا هُناكَ وَجَبهَةٍ | |
|
| بِأَخفانفِ إِبلٍ أَو سَنابِكِ جَبهَةٍ |
|
بِجاهِ المُعَلّى فَوقَ نَسرٍ وَجَبهَةٍ | |
|
| رَكائِبُناأَمَّتهُ مِن كُلِّ وِجهَةٍ |
|
حَنيناً إِلى البَيتِ المُطَهَّرِ
|
لِأَرسَخِ أَهلِ الأَرضِ عِلماً بِرَبِّهِ | |
|
| لِمَن لَيسَ في الأَعمالِ شَيءٌ كَحُبِّهِ |
|
فَيا وَيحَنا وَالمَرءُ يُقضى بِذَنبِهِ | |
|
| رَجَونا مَواتاةَ اللَيالي بِقُربِهِ |
|
فَضَنَّت بِهِ وَالخَطبُ جَلَّ عَنِ الصَبرِ
|
عَسى بَعدَ حالِ العُسرِ يُسرٌ يَذودُها | |
|
| فَيَقرُبُ مِن دارِ الحَبيبِ بَعيدُها |
|
وَمَهما طَلَبناها فَعِزَّ وُجودُها | |
|
| رَجَعنا إِلى أَمداحِهِ نَستَعيدُها |
|
فَها نَحنُ نَستَشفي بِها أَمَدَ الدَهرِ
|