أَروحُ عَلى ذِكرِ النَبيِّ وَأَغتَدي | |
|
| وَأَرجو بِهِ في الحَشرِ تَكريمَ مَورِدي |
|
لأَنيَ بِالمُختارِ وَاللَهِ أَهتَدي | |
|
| ثَنَيتُ إِلى مَدحِ النَبيِّ مُحَمَّدٍ |
|
عِنانَ لِسانٍ بالمَحَبَّةِ يَنفُثُ
|
سَرى حَيثُ لا إِنسيَّ يَسري بِذاتِهِ | |
|
| وَقُدِّسَ في أَخلاقِهِ وَصِفاتِهِ |
|
عَلى الرَغمِ مِن أَضدادِهِ وَشُناتِهِ | |
|
| ثَبَتُّ عَلى الإِطنابِ في مُعجِزاتِهِ |
|
أُباحِثُ عَنها ما اِستَطَعَتُ وَأَبحَثُ
|
وَلِم لا وَقَد حَبّاهُ بالحِفظِ رَبُّهُ | |
|
| فَلَم تَطغَ عَيناهُ وَلا زاغَ قَلبُهُ |
|
ثَباتيَ عَنهُ حَيثُ لَم يُقضَ قُربُهُ | |
|
| ثَباتُ بَعيدِ الدارِ عَمَّن يُحِبُّهُ |
|
يَطيرُ اشتياقاً وَالقَضاءُ يُلِبثُ
|
لَقَد قَسَمَ اللَهُ السيادَةَ في الأَزَل | |
|
| لِأَحمَدَ والإِحسانَ في القَولِ وَالعَمَل |
|
فَلِلَّهِ ما أَسدى وَلِلَّهِ ما بَذَل | |
|
| ثِمال اليَتامى وَالمَساكين لَم يَزَل |
|
لَهُم عِندَهُ ظِلٌّ وَريفٌ وَغَيَّثُ
|
سَلا عَن هَوى دُنياهُ أَقطَعَ سَلوَةٍ | |
|
| فَأَدرَكَ مِن مَولاهُ أَرفَعَ حُظوَةٍ |
|
وَلَما تَجَلّى لِلوَرى نورَ قُدوَةٍ ثَوى | |
|
| قَبلَ نورِ الوَحي في نورِ خَلوَةٍ |
|
بِغارِ حِراءٍ مُفرَداً يَتَحَنَّثُ
|
بِهِ فاِقتَدِه فَهوَ النَبيُّ المُطَهَّرُ | |
|
| تَخَلّى عَنِ الدُنيا لِماهُوَ أَكبَرُ |
|
وَأَقبَلَ يَبغي الحَقَّ وَالكُلُّ مُدبرُ | |
|
| ثَبيتُ مَناطِ القَلبِوَالجَوُّ أَغبَر |
|
كَريمُ مَنالِ الكَفِّ وَالرَوضُ عَثعَثُ
|
تَوَجَّهَ لِلأُخرى بِأَكرَمِ وِجهَةٍ | |
|
| وَقَد نَجَهَ الدُنيا بِأَزجَرِ نَجهَةٍ |
|
وَفي وَجهِهِ لِلعَين أَمتَعُ نُزهَةٍ | |
|
| ثُقوبُ سَناهُ لَم يَدَع لَيلَ شُبهَةٍ |
|
فَقَد نُبّهَ الساهي وَغيثَ المُغَوِّثُ
|
عَفا مُذ أَتى رَسمُ الضَلالَةِ واِنمَحى | |
|
| وَأَصبَحَ سَكرانُ الجَهالَةِ قَد صَحا |
|
وَلاحَ لِأَهلِ الفَهمِ في كُلِّ مُنتَحى | |
|
| ثَواقِبُ آياتٍ كَمامَتَعَ الضُحى |
|
فَلا ناظِرٌ في حيرَةٍ يَتَرَبَّثُ
|
هُوَ الأَمَلُ الأَقصى هُوَ السؤلُ وَالمُنى | |
|
| لَهُ شَرَفُ الأُخرى إِلى شَرَفِ الدُنا |
|
شَمائِلُهُ إِن حَنَّ أَو رَقَّ أَو دَنا | |
|
| ثِمارٌ لِمَن يأوي لَها الظِلُّ وَالجنى |
|
فَلا نَظَرٌ يَظما وَلا فِكرَ يَغرَثُ
|
نَبيٌّ كَريمٌ عَظَّمَ اللَهُ خُلقَهُ | |
|
| نَدى كَفِّهِ كالغَيثِ أَسبَلَ وَدقَةُ |
|
سَنا وَجهِهِ كالبَدرِ نوَّرَ أُفقَهُ | |
|
| ثَرى نَعلِهِ كالمِسكِ بَلهُوَ فَوقَهُ |
|
وَشَتّانَ طيباً ما يَحولُ وَيَمكُثُ
|
فَدونَكَ فاِقصِدهُ هَوىً وَمَحَبَّةً | |
|
| وَفي طيبِهِ مَرِّغ عِذارَيكَ حِسبَةً |
|
وَحَسبُكَ أَن تَسعى لِمَكَّةَ قُربَةً ثَبيرٌ | |
|
| وَأُحدٌ أَكرَمُ الأَرضِ تُربَةً |
|
مُهاجَرهُ هَذا وَذَلِكَ مَبعَثُ
|
بِهِ كَفَّ عَن عُدوانِهِ كُلُّ مُعتَدٍ | |
|
| وَأَقلَعَ عَن إِفسادِهِ كُلُّ مُفسِدٍ |
|
وَفي كُلِّ مَنحىً لِلصَلاحِ وَمَقصِدٍ ثأى | |
|
| الناسِ مَرؤبٌ بِبَعثِ مُحَمَّدٍ |
|
فَلا غارَةٌ تُخشى وَلا عَهدَ يُنكَثُ
|
عَلا فَتَدانى الخَلقُ دونَ اِرتِفاعِهِ | |
|
| فَما النَجمُ إِلّا واقِعٌ عَن يفاعِهِ |
|
فأَمّا مَنِ اِستَعصى فَنَهبُ مِصاعِهِ | |
|
| ثُباتُهُمُ قَد أُلّفَتِ باتباعِهِ |
|
وَجَمعُ رَسولِ اللَهِ لا يَتَشَعَّثُ
|
رضى اللَهِ حَتمٌ في اِمتداحِ نَبيِّهِ | |
|
| وَلِلَّهِ خُلصانٌ وَلا كَصَفيهِ |
|
مُحَمَّدٍ المُختارِ مِنهُم وَليهِ | |
|
| ثِغابُهُمُ قَد أُفهِقَت بِأَتيَّهِ |
|
فَكَم تائِهٍ عَن وردِها وَهوَ يَلهَثُ
|
جَرى الماءُ مِن كَفَّيهِ يَقضي بِنَبعِهِ | |
|
| عَلى صُنعِ مَولاهُ لَهُ خَيرَ صُنعِهِ |
|
رَسولٌ بَكى شَوقاً لهُ عودُ جِذعِهِ | |
|
| ثَلَلنا عُروشَ المُشرِكينَ بِشَرعِهِ |
|
فَذَلوا وَأَنقَذناهُمُ حينَ أَوعَثوا
|
مَحَبَّتُهُ دينٌ زَكا وَخَليقَةٌ | |
|
| وَمَدحي لِحَقِّ الحُبّش فيهِ حَقيقَةٌ |
|
سَتُجزى بِهِ نَفسٌ إِلَيهِ مَشوقَةٌ | |
|
| ثَنايا ثَنائي لِلجنانِ طَريقَةٌ |
|
فأَقسِم عَلى الجَدوى فَلَستَ تُحَنَّثُ
|
مَديحُ سِوى المُختارِ بِالعَقلِ يَعبَثُ | |
|
| وَأَكثَرُهُ جَهلٌ بِهِ المَرءُ يَرفُثُ |
|
فَسيروا بِمَدحِ الهاشميِّ وَحَدِّثوا | |
|
| ثَنائي عَلَيهِ إِن ذَهَبتُ مُوَرَّثُ |
|
وَشَوقي إِلَيهِ ما بَقيتُ مؤرّثُ
|
لَقَد نالَ ما يَبغي وَفازَت قِداحُهُ | |
|
| مُحِبٌّ إِلى المُختارِ كانَ اِرتياحُهُ |
|
أَلا إِنَّهُ روحُ الفؤادِ وَراحُهُ | |
|
| ثَرائي وَجاهي حُبُّهُ وَاِمتِداحُهُ |
|
فَما لي بِمَخلوقٍ سواهُ تَشَبُّتُ
|
قَصَدتُ وَعَلّامُ الغُيوبِ بِمَرصَدِ | |
|
| لِنَفسي وَللإِخوانِ أَشرَفَ مَقصِدِ |
|
بِمَدحِ النَبيِّ الهاشميِّ المُمَجَّدِ | |
|
| ثِقوا بِمُناكُم إِنَّ ذِكرَ مُحَمَّدِ |
|
يَفوزُ بِهِ المُصغي لَهُ وَالمُحَدّثُ
|
بِهِ هَدَمَ اللَهُ المحالَ وَهَدَّهُ | |
|
| وَبالعَونِ وَالتأييدِ مِنهُ أَمَدَّهُ |
|
فَصَلوا عَلَيهِ تُمنَحوا مِنهُ رِفدَهُ | |
|
| ثوابي وَإِياكُم عَلى اللَه وَحدَهُ |
|
وَإِنّا لَنَرجوا ضِعفَهُ يَومَ نُبعَثُ
|