جازَت مُلِمّاتُ الزَمانِ حُدودَها | |
|
| وَاِستَفرَغَت أَيّامُها مَجهودَها |
|
وَقَضَت عَلَينا بِالمَنونِ فَعَوَّضَت | |
|
| بِالكَرهِ مِن بيضِ اللَيالي سودَها |
|
بِاللَهِ ما بالُ الأَحِبَّةِ أَعرَضَت | |
|
| عَنّا وَرامَت بِالفِراقِ صُدودَها |
|
رَضِيَت مُصاحَبَةَ البِلى وَاِستَوطَنَت | |
|
| بَعدَ البُيوتِ قُبورَها وَلُحودَها |
|
حَرِصَت عَلى طولِ البَقاءِ وَإِنَّما | |
|
| مُبدي النُفوسِ أَبادَها لِيُعيدَها |
|
عَبَثَت بِها الأَيّامُ حَتّى أَوثَقَت | |
|
| أَيدي البِلى تَحتَ التُرابِ قُيودَها |
|
فَكَأَنَّما تِلكَ الجُسومُ صَوارِمٌ | |
|
| نَحَتَ الحِمامُ مِنَ اللُحودِ غُمودَها |
|
نَسَجَت يَدُ الأَيّامِ مِن أَكفانِها | |
|
| حُلَلاً وَأَلقَت بَينَهُنَّ عُقودَها |
|
وَكَسا الرَبيعُ رُبوعَها أَنوارَهُ | |
|
| لَما سَقَتها الغادِياتُ عُهودَها |
|
وَسَرى بِها نَشرُ النَسيمِ فَعَطَّرَت | |
|
| نَفَحاتُ أَرواحِ الشَمالِ صَعيدَها |
|
هَل عيشَةٌ طابَت لَنا إِلّا وَقَد | |
|
| أَبلى الزَمانُ قَديمَها وَجَديدَها |
|
أَو مُقلَةٌ ذاقَت كَراها لَيلَةً | |
|
| إِلّا وَأَعقَبَتِ الخُطوبُ هُجودَها |
|
أَو بِنيَةٌ لِلمَجدِ شيدَ أَساسُها | |
|
| إِلّا وَقَد هَدَمَ القَضاءُ وَطيدَها |
|
شَقَّت عَلى العَليا وَفاةُ كَريمَةٍ | |
|
| شَقَّت عَلَيها المَكرُماتُ بُرودَها |
|
وَعَزيزَةٍ مَفقودَةٍ قَد هَوَّنَت | |
|
| مُهَجُ النَوافِلِ بَعدَها مَفقودَها |
|
ماتَت وَوُسِّدَتِ الفَلاةَ قَتيلَةً | |
|
| يا لَهفُ نَفسي إِذ رَأَت تَوسيدَها |
|
يا قَيسُ إِنَّ صُدورَنا وَقَدَت بِها | |
|
| نارٌ بِأَضلُعِنا تَشُبُّ وَقودَها |
|
فَاِنهَض لِأَخذِ الثَأرِ غَيرَ مُقَسِّرٍ | |
|
| حَتّى تُبيدَ مِنَ العِداةِ عَديدَها |
|