إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
صباحكَ سُكّر |
مهداة للأديب د. سلطان الحريري
|
صباحُكَ سُكَّرْ .
|
صباحكَ أشهى من الكركديه الذي أحتسيهْ . |
ومن نسمةٍ داعبت روضةَ الفُلِّ |
أنقى و أطهرْ . |
ومن شاطئِ اللاذقيةِ |
حيثُ اقترفتَ جنايةَ عشقِ النخيلِ |
وعشقِ الكتابةِ فوقَ الرمالِ |
أُحبكَ يا موطناً للجمالِ |
أحبكَ أكثرْ . |
أحبكَ يا شامُ مُهراً له الريحُ تُطوى |
لهُ الروحُ تُمهر . |
وحين تُطِلُّ عليَّ بوجهٍ كمثلِ حليبِ الصباحِ |
وسمتٍ كما الفارسِ العربيِّ القديمِ |
يُطوقني ساعداكَ |
ويغمرني ناظراكَ |
وتطبع فوق جبينيَ قُبلةَ شوقٍ . |
أضمكَ للصدرِ |
أدعوكَ كي ما تشاركني قهوةَ الصبحِ |
تزعم أنك أشعثُ أغبرْ . |
وما زال يعبَقُ بالثوبِ رملُ الطريقِ الطويلِ |
من الجامعِ الأُمَويِّ إلى ضِفَتَيِّ اللظى و العجاجِ |
فأضحكُ، |
تضحكُ، |
نضحكُ أكثرْ. |
*** |
حديثُكَ سُكَّرْ . |
حديثكَ يا صاحبي نهرُ عنبرْ . |
هسيسُ الندى للزهورِ |
وشدوُ الحساسينِ فوقَ الغصونِ |
إذا الصبحُ أسفرْ . |
وأُذْنايَ تلميذتانِ تجيدانِ فهمَ دروسِ البلاغةِ |
والنحوِ و الصرفِ |
والشدوِ و العزفِ |
فانثر عبيركَ |
لا تكترث بالتي في يساركَ |
تنذرُ أنْ حانَ وقتُ الرحيلْ . |
متى كان للوقتِ سلطانُهُ في اللقاءِ الجميلْ؟ . |
تمهل قليلاً |
ودعني لأغوار بحرك أنظرْ . |
وزدني هطولاً |
فبستانُ عمريَ يا صاحِ أقفرْ . |
*** |
صباحُكَ سُكَّر . |
وداعك يا صاحبي فيَّ أثَّرْ . |
وفنجان قهوتك المرمريُّ الذي وشوشته شفاهكَ |
ما زال بالشهد يقطر . |
وفي ركنِهِ قد نأى مثل طفلٍ حزينٍ |
يفتشُّ عنكَ |
ويصبو إلى لمسةٍ من حريرِ يديكَ |
إلى رشفةٍ من شذا شفتيكَ |
تُذيبُ و تُسكِرْ . |
ولَوَّحتَ، لوَّحتَ حتى اختفيتَ |
ولم تُبقِ لي غير ذكرى |
وشوقٍ زرعتَ بأعماق قلبي |
وحلمٍ مضى في ثوانٍ |
ويا ليتَهُ دام أكثر . |