بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمْ
الحَمْدُ للهِ الذِي وَهَبَ لَنَا مِنْ فَضْلِهِ رَمَضَانْ، وَجَعَلَهُ شَهْرًا لِمُرَاجَعَةِ الذَّاتِ وَسُلُوكِ طُرُقِ الإِيْمَانِ، وَكَتَبَ لِلعَامِلِينَ فِيهِ الرِّضَا وَالغُفْرَانَ، وَفَتَحَ لَهُمْ بِهِ فُتُوحَ الأَرْوَاحِ، وَأَطْلَقَ لِلْقُلُوبِ العَانِيَاتِ السَّرَاحَ، فَحَلَّقَتْ عَنْ أَرْضِهَا لِلسَّمَاءِ، وَتَعَلَّقَتْ بِأَرْدَانِ الطَّاعَةِ صُبْحَ مَسَاءَ.
وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى الصَّائِمِ القَائِمِ، الذَّاكِرِ الشَّاكِرِ، الرَّسُولِ المُقْتَدَى وَالحَبِيبِ المُجْتَبَى، صَفْوَةِ الخَلْقِ، وَصَفَاءِ الحَقِّ، وَبَرْدِ الرَّمْضَاءِ، وَنَقَاءِ المَاءِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ سَارَ عَلَى نَهْجِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، أَمَّا بَعْدُ:
هَذَا حَصَادُ المُقِلِّ فِي الشَّهْرِ الأَجَلِّ مِنْ عَامِ 1939ه، "الثَّلَاثُونْ" سَفَرٌ بَيْنَ نَضَارَةِ القَلْبِ وَنَظَرِ العُيُونِ، وَقِرَاءَةٌ أَوَّلُهَا الاعْتِمَارُ، وَأَوْسَطُهَا الاخْتِمَارُ، وَآخِرُهَا الأَشْعَارُ، وَسِيطُهَا القَلْبُ الحَاضِرُ، فِي الصِّبَاحِ البَاكِرِ، وَجِسْرُهَا الطَّاعَةُ للهِ، وَهَدَفُهَا طَلَبُ رِضَاهُ.
"الثَّلَاثُونْ" حِكَايَةُ ثَلَاثِينَ لَيْلَةْ ، فِي ثَلَاثِينَ حِكَايَةْ. تَحْلِيقٌ مَعَ الآيَاتِ البَيِّنَاتِ، وَتَأَمُّلٌ فِي مَعَانِي المُحْكَمَاتِ، أَرَدْتُهَا زَادًا لِنَفْسِي وَتَحْقِيقًا لِأُنْسِي، أَتَرَنَّمُ بِهَا حَادِيًا لِرَكْبِ حَيَاتِي، مُشَمِّرًا عَنْ سَوَاعِدِ ذَاتِي.
وَلِلقَارِئِ أَنْ يَقْبِسَ مِنْ نُورِهَا، وَيُوْصِلَ لَنَفْسِهِ سُرُورَهَا، وَاللهُ مِنْ وَرَاءِ القَصْدِ وَهُوَ يَهْدِي السِّبِيلَ
سعيد الصلتي