ينتمي الشيخ الشاعر عبد الله بن علي بن عبد الله بن سعيد بن خلفان بن أحمد بن صالح بن أحمد بن عامر الخليلي لسلالة عمانية عريقة عرفت بالعلم والأدب º لذا لقبه بعض الكتّاب بعميد شجرة الأنساب الشعرية، فيمتد نسبه إلى إمام عمان الخليل بن شاذان (ت1034م)، وقد سكن أجداده بهلى وإزكي فيما مضى وذلك قبل أن ينتقلوا للإقامة في بوشر، فقد ولد في بوشر جده الثاني الشيخ سعيد بن خلفان (ت1871م) الذي عُرف بأنه شاعر ومحقق في المسائل وتأصيلها، سكن الشيخ سعيد بعدها سمائل حيث ولد فيها ابنه عبد الله (ت1914م)، وقد كان هو الآخر شاعرًا كبيرًا له ديوان ضخم، وهو والد الإمام محمد (ت1954م) والشيخ علي(ت1944م)، وكان الأخير واليًا على بوشر إلى حين وفاته وهو والد الشيخ الشاعر.
ولادته ونشأته
ولد الشيخ عبد الله في حارة الحباس من ولاية سمائل بـالمنطقة الداخلية يوم 29 أغسطس من عام 1922م، وترعرع هناك في البيت المعروف ببيت السُبْحِيَّة، وقد بدأ تعليمه المبكر في سمائل حيث درس القرآن الكريم على يد الأستاذ زاهر بن مسعود الرحبي، وقد تنقل بين مسقط رأسه سمائل ومدينة نزوى العريقة لتلقي مــا يخص الدين الإسلامي واللغة العربية، حتى أنه أكمل حفظ القرآن الكريم، وبجانب أنه استقى العلم من عمه الإمام محمد بن عبد الله الخليلي، فقد جالس عددًا كبيرًا من جهابذة علماء عُمان ومنهم المشايخ خلفان بن جميل السيابي، وحميد بن عبيد السليمي، وحمدان بن يوسف اليوسفي، وقد جالس الشيخ الكبير سالم بن حمود السيابي وتتلمذ على يديه بطلب من والده الشيخ علي بن عبد الله عام 1931م، وقد شهد له فيما بعد فقال : " إنه أخذ في مرافق شعره مأخذا لم يُسبق إليه، ونهج منهجًا لم يُتقدّم عليه "، ولاشك أن مسقط رأسه سمائل يعود لها الفضل في غرس السليقة الشعرية لديه، وقدح موهبته المتوقدة، فقد كان يحضر فيها جلسة يتداول فيها الجدل الأدبي، إضافة إلى المطارحات الشعرية التي كان يستهلها الشيخ علي بن منصور الشامسي بقصائد على اللحن السموئلي المُطرب، كما كان يحضرها أخوه الشيخ سعود بن علي في بعض الأحيان، فمما لاشك فيه أن هذه البيئة الأدبية أسهمت بشكل كبير للرقي بذائقته الشعرية، وقد لوحظ عليه منذ طفولته الميل للجانب الأدبي.
أن نتاج الخليلي الأدبي لم يقتصر على الشعر، بل كتب في مجال المقامات والقصة القصيرة، وله مخطوط سجلات الأدب جمع فيه المقامات والقصص القصيرة :
1-المقامات : ومنها: النزوية، والتساؤلية، واللغوية، والجعلانية ،والسمائلية، والسمدية ،، وكما كان عيسى بن هشام راويًا في مقامات الهمذاني، والحارث بن همام عند الحريري، فقد اختار الخليلي الشاري بن قحطان كراوٍ لمقاماته، وكمثال جاء في مطلع مقامته النزوية : "حدثني أبوالصلت الشاري بن قحطان، وكان مفوّهًا معسول اللسان، قال : خرجت من سمائل ضحوة النهار، أقطع الطرق وأجوب القفار، وكانت ركوبتي أنيقة المظهر، متينة المخبر، تسبق الطير ولا تكل من السير".
2-القصص: نذكر منها : همسات الحب، الجمال المتعادل وله قصة طويلة تدعى الأسرة الكادحة.
أصيب الشيخ عبد الله بن علي الخليلي عام 1982م بالشلل الرعاش، أعقب ذلك حالة من العزلة عاشها خلال 18عامًا القادمة، حيث قل اختلاطه بالناس وعلى الجانب الآخر ففي هذه الفترة زاد نتاجه الأدبي، وفي أواخر حياته اشتهر بالزهد في أشعاره، وقد شهد يوم 30 يوليو 2002م أفول نجمه، بعد أن ساهم في إعادة الرونق الجميل للشعر العماني بل العربي، وأسكنه فسيح جناته.