تَروحُ مِنَ الحَسناءِ أَم أَنتَ مُغتَدي | |
|
| وَكَيفَ اِنطِلاقُ عاشِقٍ لَم يُزَوَّدِ |
|
تَراءَت لَنا يَومَ الرَحيلِ بِمُقلَتي | |
|
| غَريرٍ بِمُلتَفٍّ مِنَ السِدرِ مُفرَدِ |
|
وَجيدٍ كَجيدِ الرِئمِ صافٍ يَزينُهُ | |
|
| تَوَقُّدُ ياقوتٍ وَفَصلِ زَبَرجَدِ |
|
كَأَنَّ الثُرَيّا فَوقَ ثُغرَةِ نَحرِها | |
|
| تَوَقَّدُ في الظَلماءِ أَيَّ تَوَقُّدِ |
|
أَلا إِنَّ بَينَ الشَرعَبِيِّ وَراتِجٍ | |
|
| ضِراباً كَتَخذيمِ السَيالِ المُعَضَّدِ |
|
لَها حائِطانِ المَوتُ أَسفَلَ مِنهُما | |
|
| وَجَمعٌ مَتى يُصرَخ بِيَثرِبَ يُصعِدِ |
|
تَرى اللابَةَ السَوداءَ يَحمَرُّ لَونَها | |
|
| وَيُسهِلُ مِنها كُلُّ ريعٍ وَفَدفَدِ |
|
لَعَمري لَقَد حالَفتُ ذُبيانَ كُلَّها | |
|
| وَعَبساً عَلى ما في الأَديمِ المُمَدَّدِ |
|
وَأَقبَلتُ مِن أَرضِ الحِجازِ بِحَلبَةٍ | |
|
| تَغُمُّ الفَضاءَ كَالقَطا المُتَبَدِّدِ |
|
تَحَمَّلتُ ما كانَت مُزَينَةُ تَشتَكي | |
|
| مِنَ الظُلمِ في الأَحلافِ حَملَ التَغَمُّدِ |
|
أَرى كَثرَةَ المَعروفِ يُورِثُ أَهلَهُ | |
|
| وَسَوَّدَ عَصرُ السوءِ غَيرَ المُسَوَّدِ |
|
إِذا المَرءُ لَم يُفضِل وَلَم يَلقَ نَجدَةً | |
|
| مَعَ القَومِ فَليَقعُد بِصُغرٍ وَيَبعَدِ |
|
وَإِنّي لَأَغنى الناسَ عَن مُتَكَلِّفٍ | |
|
| يَرى الناسَ ضُلّالاً وَلَيسَ بِمُهتَدي |
|
كَثيرِ المُنى بِالزادِ لا خَيرَ عِندَهُ | |
|
| إِذا جاعَ يَوماً يَشتَكيهِ ضُحى الغَدِ |
|
نَشا غُمُراً بَوراً شَقِيّاً مُلَعَّناً | |
|
| أَلَدَّ كَأَنَّ رَأسُهُ رَأسُ أَصيَدِ |
|
وَذي شيمَةٍ عَسراءَ تَسخَطُ شيمَتي | |
|
| أَقولُ لَهُ دَعني وَنَفسَكَ أَرشِدِ |
|
فَما المالُ وَالأَخلاقُ إِلّا مُعارَةٌ | |
|
| فَما اِسطَعتَ مِن مَعروفِها فَتَزَوَّدِ |
|
مَتى ما تَقُد بِالباطِلِ الحَقَّ يَأبَهُ | |
|
| وَإِن قُدتَ بِالحَقِّ الرَواسِيَ تَنقَدِ |
|
مَتى ما أَتَيتَ الأَمرَ مِن غَيرِ بابِهِ | |
|
| ضَلِلتَ وَإِن تَدخُل مِنَ البابِ تَهتَدِ |
|
فَمَن مُبلِغٌ عَنّي شَريدَ بنَ جابِرٍ | |
|
| رَسولاً إِذا ما جاءَهُ وَاِبنَ مَرثَدِ |
|
فَأَقسَمتُ لا أُعطي يَزيدَ رَهينَةً | |
|
| سِوى السَيفِ حَتّى لا تَنوءَ لَهُ يَدي |
|
فَلا يُبعِدَنكَ اللَهُ عَبدَ بنَ نافِذٍ | |
|
| وَمَن يَعلُهُ رُكنٌ مِنَ التُربِ يَبعَدِ |
|