أعِدْ نظرةً في صفحتيْ ذلك الخدِّ | |
|
| فإني أخافُ الياسمينَ على الوَرْدِ |
|
وَخُذ لهما دمْعي وعَلَلّلْهُما به | |
|
| فإنَّ دمُوعيْ لا تُعيد ولا تبدي |
|
وإلا ففي كأسِ المُدَامَةِ بلُغَةٌ | |
|
| تقومُ مَقامَ الريِّ عندكَ أو عندي |
|
وفي ريقكَ المعسولِ لو أنّ روضةً | |
|
| تُعَلَّلُ بالكافور والمسكِ والرّنْدِ |
|
وماء شبابي كانَ أعذب مورداً | |
|
| لو أنّ الليالي لم تُزَاحِمْكَ في الوِرْد |
|
مُنىً لا أُبالي أن تكونَ كواذِباً | |
|
| فتفنى ولكنّ المَدَارَ على وَجْدي |
|
أمِنْكَ الخيالُ الطَّارِقي كلّ ليلةٍ | |
|
| على مِثْلِ حَدِّ السّيْفِ أو طُرّةِ البُردِ |
|
يُبَاري إليّ الليلَ لو أنّ شافعاً | |
|
| مِنَ النَّومِ أو لولا رقيبٌ منَ السهد |
|
تَعَلّمَ مِنّي كيف يَنْعَمُ بالهوى | |
|
| وَأشْقَى فهلا كانَ يَبْقَى على العهد |
|
يَهُونُ عليهِ الوصلُ ما دامَ نازحاً | |
|
| وأهونُ شيءٍ حين يَدنوُ إلى الصَدِّ |
|
وليلةَ وافاني وقد نِمْتُ نَومَةً | |
|
| وكنتُ أنا والنجمُ منها على وَعْد |
|
ألمّ فحيَّا بين رُقْبَى وَرَقْبَةٍ | |
|
| ولا شَيْءَ أحلى من دُنُوٍّ على بُعْد |
|
وقد رَابَهُ لمحٌ من الليل في الدجى | |
|
| كما لاح وَسْمُ الشَّيْبِ في الشَّعَر الجَعْدِ |
|
رأى أدمعي حمراً وشيبيَ ناصعاً | |
|
| وَفَرطَ نُحُولي واصْفراراً على خدِّي |
|
فَودَّ لو أني عِقْدُه ووشاحُهُ | |
|
| وإن لم يُطقْ حَمْلَ الوشاحِ ولا العِقْد |
|
ألمَّ فأعْدَاني ضَنَاهُ وَسُهْدُهُ | |
|
| وقد كان هذا الشوقُ أولى بأن يُعْدِي |
|
وولَّى فلا تسألْ بحاليَ بَعْدَهُ | |
|
| ولكنْ سلِ الأَيَّامَ عن حالِهِ بَعْدي |
|
تفاوَتَ قومٌ في الحظوظ وسبلها | |
|
| فَمُثْرٍ على حِرْصٍ وَمُكْدٍ على زُهْدِ |
|
وأمَّا أنا والحضرميُّ فإننا | |
|
| قَسَمْنَا العُلا ما بين غَوْرٍ إلى نجد |
|
فأَبْتُ أنا بالشعرِ أَحمي لواءَهُ | |
|
| وآب ابنُ عيسى بالسيادةِ والمجد |
|
فتىً لا يُبَاليَ فوزَ مَنْ فازَ بالعُلا | |
|
| إذا امتلأتْ كفَّا يديهِ مِنَ الحمد |
|
وسيفٌ يباهي كلَّ سيفٍ بنفسِهِ | |
|
| إذا السيفُ باهَى بالحمائلِ والغِمْدِ |
|
ونجمُ سناءٍ أو سنا كلمَّا بدا | |
|
| تهلَّلَ بالإسعادِ وانهلَّ بالسَّعْد |
|
وطودٌ وما رَضْوَى بأكبرَ شيقةً | |
|
| ولكن بعض القول أشهى إلى الرشد |
|
وما بالُ رَضْوى إنما هو شاهِقٌ | |
|
| رسا من أميلٍ عانكٍ أو صَفَاً صَلْد |
|
وكم جَبَلٍ في الأَرضِ أشمخُ ذروةً | |
|
| وأحمى حمىً لو أنَّ نَجْوَتَهُ تُجدي |
|
وكانَ لهمْ في طورِ سَيْنَا شبيهُهُ | |
|
| على خطأٍ مما ادَّعَوْا وعلى عَمْدِ |
|
ولكنَّها طارتْ بِرَضْوَى مَطَارَهَا | |
|
| ولم نر أحظى من مساعدةِ الجَدِّ |
|
وبحرٌ ترى الألبابَ غائصة به | |
|
| على اللؤلؤِ المكنونِ في الحَلِّ والعَقْد |
|
تَرَاجَعَ عبراهُ وَعَبَّ عُبَابُهُ | |
|
| ولا فُلْكَ إلا مِنْ رجاءٍ وَمِنْ وُد |
|
فَعَرِّجْ بشطَبْهِ إذا كان ساكناً | |
|
| خِلالَ جميمٍ ناضرٍ في ثرىً جَعْدِ |
|
وإن ماجَ واسطعت الحزامةَ فَأْتِهِ | |
|
| فإنَّ النجومَ الزَّهْرَ في الظلم الربد |
|
بلغتُ بعيسى مُنْتَهى كلَّ سُؤْدَدٍ | |
|
| فلستُ بمثرٍ إن حُرمتُ ولا مكد |
|
وَدَعْ مالكاً حتى تَرَى كيفَ سَعْيُهُ | |
|
| فما منكما من لم يَسُدْ وهو في المهد |
|
هُوَ المجدُ منكمْ أَصْلُهُ وَفُرُوْعُهُ | |
|
| تَرَدَّدَ بين الإِبنِ والأبِ والجد |
|
أتتكَ قوافِي الشِّعْرِ وَفْداً عنِ الهوى | |
|
| وبعضُ قوافي الشعرِ أَحْظَى من الوفد |
|
أآذنةٌ عُلْياك لِلْعِيدِ إن دَنَا | |
|
| على الطّائرِ الميمونِ والطّالَعِ السَّعد |
|
وقد جاءَ يطْوي الأرضَ والدهرُ آخذٌ | |
|
| بأيسرِ حظٍّ بينَ وَصْلِك والصَّدِّ |
|
أمولايَ لم أَقْدُرْكَ قَدْرَكَ كُلَّهُ | |
|
| ولكنه جُهْدُ القصائدِ لا جُهْدِي |
|
فلم يبقَ إلا أن تسامحَ مُجْمِلاً | |
|
| ومِنْ كَرَمِ المَوْلى مُسامَحَة العَبْد |
|