عَجَباً لِطَيفِ خَيالِكِ المُتَجانِبِ | |
|
| وَلِقَلبِكِ المُستَعتِبِ المُتَغاضِبِ |
|
ما لي بِهَجرِكِ وَالبِلادُ عَريضَةٌ | |
|
| أَصبَحتُ قَد ضاقَت عَلَيَّ مَذاهِبي |
|
أَبكي وَقَد ذَهَبَ الفُؤادُ وَإِنَّما | |
|
| أَبكي لِفَقدِكِ لا لِفَقدِ الذاهِبِ |
|
جَلَبَ السُهادَ لِمُقلَتي بَعدَ الكَرى | |
|
| وَنَفى السُرورَ مَقالُ واشٍ كاذِبِ |
|
أَقصَيتِني مِن بَعدِ ما جَرَّعتِني | |
|
| كَأساً لِحُبِّكِ ما تَسوغُ لِشارِبِ |
|
لَو كانَ ما بي مِثلَ ما بِكِ لَم أَبِت | |
|
| نَدمانَ أَحزانٍ صَديقَ كَواكِبِ |
|
شابَ الهَوى في القَلبِ وَاِحتَنَكَ الجَوى | |
|
| أَسَفاً وَما شَمَلَ المَشيبُ ذَوائِبي |
|
ثُوبي عَلَيَّ لِكَي أُنَفِّسَ كُربَةً | |
|
| فَإِذا بَدا لَكِ في الذُنوبِ فَعاتِبي |
|
ما لي رَأَيتُ خَيالَ طَيفِكِ مُعَرِّضاً | |
|
| إِذ زارَني مُتَغاضِباً في جانِبِ |
|
وَاللَهِ لَولا أَنَّ قَلبَكِ عاتِبٌ | |
|
| ما كانَ طَيفُكِ في المَنامِ بِعاتِبِ |
|
إِن كان ذَنبي أَنَّ حُبَّكِ شاغِلي | |
|
| عَمَّن سِواكِ فَلَستُ عَنهُ بِتائِبِ |
|
لَو رامَ قَلبي عَن هَواكِ تَصَبُّراً | |
|
| ما كانَ لي طولَ الحَياةِ بِصاحِبِ |
|
سَلَبَ الهَوى عَقلي وَقَلبي عَنوَةً | |
|
| لَم يُبقِ مِنّي غَيرَ جِسمٍ شاحِبِ |
|
إِنّي لَأَستُرُ عَبرَتي بِأَنامِلي | |
|
| جُهدي لِتَخفى وَالبُكاءُ مُغالِبي |
|
الحُبُّ سَمٌّ طَعمُهُ مُتَلَوِّنٌ | |
|
| بِفُنونِهِ أَفنى دَواءَ طَبائِبِ |
|
يا سِحرُ قَد جَرَّعتِني غُصَصَ الهَوى | |
|
| كَدَّرتِ بِالهِجرانِ صَفوَ مَشارِبي |
|
أَشعَبتِ قَلبي بِالهَوى وَصَدَعتِهِ | |
|
| بِالهَجرِ مِنكِ فَما لَهُ مِن شاعِبِ |
|
صَبراً عَلَيكِ فَما أَرى لي حيلَةً | |
|
| إِلّا التَمسُّكَ بِالرَجاءِ الخائِبِ |
|
سَأَموتُ مِن كَمدٍ وَتَبقى حاجَتي | |
|
| فيما لَدَيكِ وَما لَها مِن طالِبِ |
|
ها قَد هَلَكتُ وَمِتُّ مِن أَلَمِ الهَوى | |
|
| قُوموا فَعَزّوا مَعشَري وَأَقارِبي |
|
طَيفٌ يُعاتِبُني وَقَلبٌ مُغضَبٌ | |
|
| نَفسي فِداءُ مُغاضِبي وَمُعاتِبي |
|
سَأَجيبُ داعي الحُبِّ مُنقاداً لَهُ | |
|
| إِن كانَ مَن أَحبَبتُ غَيرَ مُجاوِبي |
|
إِنَّ المُحِبَّ لَناعِمٌ مِن حُبِّهِ | |
|
| وَمُرَزَّأٌ فيهِ عَظيمُ مَصائِبِ |
|
لا تَسأَلَنَّ عَنِ الهَوى إِلّا اِمرِءاً | |
|
| خَبِراً بِطِعمَتِهِ طَويلَ تَجارِبِ |
|
وَمُخَدَّراتٍ ناعِماتٍ خُرَّدٍ | |
|
| مِثلِ الدُمى حورِ العُيونِ كَواعِبِ |
|
مُتَنَكِّراتٍ زُرنَني مِن بَعدِ ما | |
|
| هَدَتِ العُيونُ وَنامَ كُلُّ مُراقِبِ |
|
لَقَبَنَّني أَسماءَ مِنها سَيِّدي | |
|
| وَأَخي وَسالِبُ مَن أُحِبُّ وَسالِبي |
|
وَسَفَرنَ عَن غُرَرِ الوُجوهِ كَأَنَّها | |
|
| بِاللَيلِ مِصباحٌ بِبيعَةِ راهِبِ |
|
حورٌ أَوانِسُ يَقتَنِصنَ بَأَسهُمٍ | |
|
| مِن طَرفِهِنَّ إِذا نَظَرنَ صَوائِبِ |
|
زَرَعَ الشَبابُ لَهُنَّ رُمّانَ الصِبا | |
|
| في أَنحُرٍ قَد زُيِّنَت بِتَرائِبِ |
|
أَبدَينَ لي ما بَينَ طَرفٍ ساحِرٍ | |
|
| وَدَلالِ مَغنوجٍ وَشَكلٍ خالِبِ |
|
وَحَديثِ سَحّارِ الحَديثِ كَأَنَّهُ | |
|
| دُرٌّ تَحَدَّرَ مِن نِظامِ الثاقِبِ |
|
فَقَطَفتُ رُمّانَ الصُدورِ لِلَذَّةٍ | |
|
| وَلَمَستُ أَردافاً كَفِعلِ اللاعِبِ |
|
وَتَزَعفَرَت شَفَتَي لِلَثمِ تَرائِبٍ | |
|
| عَبَقَت بِها ريحُ العَبيرِ الغالِبِ |
|
ما زِلتُ أُنصِفُهُنَّ مِنّي في الهَوى | |
|
| حَتّى أَخَذنَ فَما تَرَكنَ أَطايِبي |
|
أَحيَينَ لَيلَتَهُنَّ بي وَبِمَجلِسي | |
|
| في قَصفِ قَيناتٍ وَعَزفِ ضَوارِبِ |
|
حَتّى إِذا وَدَّعنَني أَهدَينَ لي | |
|
| تَسليمَهُنَّ بِأَعيُنٍ وَحَواجِبِ |
|
كَم مَنقَبٍ لي في الحِسانِ مُشَهَّرٍ | |
|
| وَمَناقِبٍ مَحمودَةٍ وَمَناقِبِ |
|
ما لَذَّةُ الدُنيا إِذا ما لَم تَكُن | |
|
| فيها فَتى كَأسٍ صَريعَ حَبائِبِ |
|